ذات يوم15 ديسمبر 1956.. الفدائيون يدمرون مركز دبابات بريطانية

الخميس، 15 ديسمبر 2016 10:00 ص
ذات يوم15 ديسمبر 1956.. الفدائيون يدمرون مركز دبابات بريطانية العدوان على بورس
كتب : سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتزمت المقاومة الفدائية فى بورسعيد توجيه ضربة موجعة إلى قوات العدوان الثلاثى «إنجلترا، فرنسا، إسرائيل» التى بدأت عدوانها على مصر بغارة إسرائيلية على سيناء يوم 29 أكتوبر 1956، فحددت الهدف، وعقدت الاجتماعات، ووزعت التكليفات، وكان الحصاد كبيرا، والقصة يرويها عبدالفتاح أبو الفضل فى مذكراته «كنت نائبا لرئيس المخابرات»، الصادرة عن «دار الشروق - القاهرة».
 
كان «أبو الفضل» أثناء العدوان الثلاثى و«محمد فائق» ضمن القيادة الرئيسية للفدائيين فى الإسماعيلية، وفى يوم 16 نوفمبر انتقل الاثنان إلى بورسعيد ودخلاها متنكرين فى ملابس الصيادين، تنفيذا لقرار توجه نصف القيادة الرئيسية للفدائيين من الإسماعيلية إلى بورسعيد، لتعظيم العمليات الفدائية ضد القوات المعتدية من إنجلترا وفرنسا التى دخلت المدينة منذ بدايات شهر نوفمبر.
 
عقد «أبو الفضل» اجتماعا بحضور الرائد سمير غانم، قائد المقاومة السرية، والرائد جلال هريدى قائد الصاعقة، ومصطفى الصياد المشرف على الجماعات الفدائية، لوضع خطة مشتركة لضرب مركز الدبابات البريطانية ويقع فى شارع 23 يوليو أمام المبرة، وحسب «أبو الفضل» فإن الخطة قضت بأن تقوم قوات الصاعقة بقيادة الملازم حسين مختار على بمهاجمة المركز بالتنسيق مع قيادة المقاومة الشعبية، فتتولى المقاومة تأمين انسحاب قوات الصاعقة بعد تنفيذ الهجوم، ويذكر كتاب «الأطلس التاريخى لبطولات شعب بورسعيد 1956» إعداد ضياء الدين حسن القاضى أسماء مجموعة الصاعقة وهم: الرائد جلال هريدى، وملازم إبراهيم الرفاعى، نبيل الوقاد، حسين مختار، أحمد الطاهر، محمد أحمد الجيار، محمد أحمد وهبى، عبد العزيز منتصر، أحمد عبد الله إسماعيل، طاهر الأسمر، فاروق الأسمر، مدحت الردينى، سيد حطبة، صبرى شلبى، عصام إبراهيم، محمود عادل أحمد، عبد المجيد إدريس، ومازن مشرف، ومن ضباط القوات المسلحة رائد صلاح زعزوع، محمد أبونار، نعمان رجب، ملازم منير موافى، ومحمد فرج.
 
يؤكد «أبو الفضل» أنه فى المساء احتلت أطقم الفدائيين مواقعها المختارة بدقة، وكان الملجأ به سبعة عشرة دبابة وعربة مدرعة بريطانية، وتقوم على حراسته نقط بريطانية مسلحة، وكان مبنى السجن قريبا من مركز الدبابات، وقام الرائد سامى خضير بمهمة تسجيل مجموعة الصاعقة التى ستهاجم الملجأ فى دفتر المساجين، كان سامى ضابط اتصال مع المقاومة وفى نفس الوقت كان السجن يقع ضمن مهامه الأمنية الرسمية، ولهذا بدا تصرفه طبيعيا، ومن الأسماء التى سجلها حسب «الأطلس التاريخى»، الضابط طاهر الأسمر ومدحت الدرينى ونبيل الوقاد وجلال هريدى.
 
يذكر «أبو الفضل» أن الخطة تضمنت أن يتم إطلاق سراح رجال الصاعقة من السجن بعد موعد منع التجول، وكان الطريق المؤدى إلى الموقع المستهدف يصعب سير العربات فيه، نظرا لكثرة أنقاض المنازل المهدمة، لذلك تم اختيار هذا الطريق ليكون طريق تقدم وانسحاب المهاجمين، وبدأ تنفيذ الهجوم فى منتصف الليل بهجوم رجال الصاعقة على الدبابات الرابضة فى ملاجئها بأسلحتهم المضادة للدبابات «البلاندسيت»، فتمكنوا من تدمير أربع دبابات وجميع العربات المدرعة، كما أصابوا معظم أفراد الحراسة البريطانية.
 
دوت فى أرجاء بورسعيد أصوات تبادل إطلاق النار، وانطلاق مدافع «البلاندسيت» وانفجار الدبابات البريطانية، وحسب وصف «أبو الفضل»: «أخذت المدينة تهتز من تأثير الانفجارات» وفور إتمام العملية انسحبت قوات الصاعقة مستخدمة الطريق المهدم حسب الخطة الموضوعة، وكان من المقدر أن يعود إلى السجن أفراد القوة المسجلين كمساجين للمبيت حتى الصباح، وحسب «أبو الفضل» فإن الدوريات البريطانية قامت بالتجول لقطع خط الرجعة على المهاجمين ومطاردتهم، فاشتبكت معهم قوات المقاومة الشعبية حسب الخطة لتعوق تقدم الدوريات التى تطارد أفراد الصاعقة، وحدثت بعض الخسائر فى الأفراد.
 
كانت هذه العملية هى آخر عمليات قوات الصاعقة فى بورسعيد، والسبب كما يذكر«أبو الفضل» يأتى من أن السلطات البريطانية استشعرت أن عملية «مركز الدبابات» وغيرها من العمليات المخططة تمت بيد رجال مدربين على مستوى عال، فتمكنت من معرفة مبيتهم وداهمته فى ليلة 15 ديسمبر «مثل هذا اليوم» ، واعتقلت سبعة من ضباط الصاعقة ومعهم الدكتور حسن جودة الذى كان يقيم معهم فى عيادته المطلة على شارع صفية زغلول ورمسيس.
 
كانت العيادة هى المكان السرى الذى يختبئ فيه هؤلاء الأبطال، وبعد القبض عليهم أخذتهم القوات البريطانية كأسرى ويذكر«أبو الفضل»أنه تم ترحيلهم عند بدء الجلاء عن بورسعيد على البوارج البريطانية، وأنزلوهم فى قبرص ثم عادوا منها إلى القاهرة بعد إتمام عملية الانسحاب من بورسعيد.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة