بالصور.. فى قداس شهداء البطرسية.. زغاريد تختلط بصوت النحيب وسواد يخيم على الجميع

اكتست كنيسة العذراء بمدينة نصر بالسواد، ما بين ملابس المودعين وجلابيب أساقفة الكنيسة، وكان الحزن عنوانًا لكل شىء فى قداس جنازة شهداء حادث الكنيسة البطرسية.

 صفت الكنيسة صناديق الشهداء فى هيكلها وكأنها تفتح لهم باب السماء التى نادتهم فى شهر الصوم، فرحلوا إلى الله صائمين مصلين طائعين، ولأن الشهداء ورود تطير فوق النعش، حرصت الكنيسة على تطييب أجسادهم بالعطر، وأمسك الأنبا بولا أسقف طنطا بزجاجة الحنوط ورش صناديقهم بالطيب عقب صلوات القداس الإلهى وقبل البدء فى صلاة الجنازة، دخل البابا تواضروس الكنيسة ليرأس الصلاة، ممسكًا بعصاه يغالب دمعه، يتحلى بالقوة لأجل شعبه وكنيسته، فانكسار البابا يهز رعاياه، ووقوفه صلبًا يمنحهم القوة.

صوت الصراخ والنحيب يمتزج بالزغازيد الكنيسة تعلق أسماء ضحاياها أعلى أيقونات القديسين، هنا المسيح يعظ تلاميذه فى عشائه الأخير، وهذا مرقس ينشر رسالته فى مصر، وتلك العذراء تضع رضيعها، الشهداء يجاورون القديسين فى فردوس النعيم يقول البابا تواضروس وهو يعظ ذويهم أم الشهداء نبيلة، أم الشهداء جميلة، يرتل إبراهيم عياد كبير شمامسة الكنيسة وهو يصفها، يقول البابا الاستشهاد قدر كنيستنا المصرية التى قدمت آلاف الأرواح للسماء منذ بدء البشارة حتى اليوم، هب لهم خيرات ما لم تره عين وما لم تسمعه أذن يقول الكاهن وهو يعد الأبرار بالفردوس، يطمئن البابا تواضروس الحاضرين: الشهداء انتقلوا فى شهر كيهك حيث الصوم والتسبحة، الشهر الذى نحتفل فيه بالعذراء، استدعاهم الله ليحتفل معهم هناك فى السماء.

تزغرد سيدة مكلومة فقدت ابنتيها وهى تصبر نفسها بنعيم الأخرة الذى صار من نصيب العروسين، وتصرخ أخرى لم تنجح وعود السماء فى تهدئة وجعها على الأرض .

يدعو البابا وخلفه الشعب "افتح لهم أبواب الراحة ليرتلوا مع الملائكة، عزى يارب قلوب أهاليهم، وادخلهم فى ملكوتك" ، تهتز القاعة باللحن الحزين وصوت الأناجيل ووعود السماء.

"صلوا من أجل وحدتنا الوطنية، مصر تفقد شهداء كل يوم والوطن كرمهم أعظم تكريم" يقول البابا وهو يستعد لاستقبال الرئيس فى جنازة شعبية مهيبة، تخرج الجثامين فى طوابير متراصة، تلك سامية، وهنا أنصاف وهذه مارينا، مشهد الخروج يخلع القلوب، تعلو أصوات البكاء وترتفع الأكف لتلوح بالوداع، فى الخارج تقرع الكشافة الكنسية الطبول وتسير بالنعوش وفى الخلفية موسيقى حزينة كجنازة عسكرية انطلقت من الكنيسة لتفرح بها السماء.