أحمد إبراهيم الشريف

فيدل كاسترو.. آخر الحالمين

الأحد، 27 نوفمبر 2016 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد نحو 600 محاولة اغتيال، يموت الزعيم الكوبى، فيدل كاسترو، فى فراشه بعد أن بلغ التسعين من عمره، خاتمًا رسالته لوطنه بأن المناضلين الحقيقيين لا يموتون أبدًا، بل تظل أرواحهم مشتعلة بين الجماهير متحولة إلى أيقونة.
 
فى نومته الأخيرة، يتذكر فيدل كاسترو والده المزارع الإسبانى وأمه الخادمة البسيطة لزوجة أبيه السابقة، وهو الولد غير الشرعى الذى قلب موازين العالم طوال 90 عامًا، كان كلما ظهر أثار فى الناس الحماسة والرغبة فى تغيير العالم، يتذكر عندما كان عمره 33 عامًا كيف قاد مع أخيه راؤول تمردًا مسلحًا على إحدى القواعد العسكرية، وكانت النتيجة مقتل 160 من أتباعه المتمردين فى المعركة وفى السجون بعد ذلك، وحينها كان الإعدام فى انتظاره قبل أن يخفف الحكم لـ15 سنة قبل أن يخرج تمامًا ليبدأ الثورة.
 
يتذكر كاسترو الكمين الذى نصبه رجال الرئيس باتيستا له ولرفاقه وهم عائدون من المكسيك بعدما أقنع المنفيين من كوبا بالعودة إليها، وكيف عاش ورفاقه فى الجبال يفكرون فى إنقاذ البلد، يتذكر سنة 2008 عندما ترك الرئاسة لشقيقه راؤول، لكنه ظل الأب الروحى لكوبا الجديدة، وقبل كل ذلك وبعده يتذكر لقاءه بالأسطورة أرنستو تشى جيفارا.
 
أحببنا فيدل كاسترو، لأشياء كثيرة، منها حلمه بإخراج وطنه من قبضة السيطرة الأمريكية، بعدما استطاع مع رفاقه أن يخوضوا حروب شوارع وينتصرون على الديكتاتور باتيستا ذراع أمريكا هناك، وبعدها أقاموا نظامًا اشتراكيًا لم يسقط حتى مع سقوط الاتحاد السوفيتى، كما كانت طوال عمره علاقته بأمريكا تسير فى طريق واحد، فهى بالنسبة له العدو المتربص الباحث عن احتلال العالم، ثالث الأشياء علاقته بتشى جيفارا، بالطبع كان هو أكثر واقعية من الثائر الأممى، لكنهما كانا يدًا واحدة ضد الاستعمار بشتى صوره، رابع الأشياء الجميلة كانت صداقته الوطيدة بالروائى الأشهر ماركيز.
 
كان فيدل كاسترو يعرف معنى الكلمة، فمن خلالها استطاع أن يحشد الشعب الكوبى، ودفعه للوقوف ضد الديكتاتورية، كان محاميًا مفوهًا حتى أنه دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية بكونه أقوى الخطباء المفوهين، فقد استغرق خطابه فى منظمة الأمم المتحدة فى 29 سبتمبر 1960 نحو 4 ساعات ونصف الساعة، بينما أطول خطاباته استغرقت 7 ساعات و10 دقائق أثناء مؤتمر للحزب الشيوعى الكوبى عام 1986.
 
مات فيدل كاسترو، آخر الحالمين فى الجيل القديم، رحل ممتلئًا بالحكمة والرؤية المتحدية التى تحتاجها الشعوب الفقيرة لتكمل حياتها، رحل بعد أن منحنا مثالًا على صناعة الذات وسط الحروب الشديدة التى خاضها، وأشرسها سعى أمريكا لاغتياله وتشويه صورته بكل الطرق الحرام.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة