دراما الوجع والحب والعنف والرقص والسياسة حاضرة فى "أيام قرطاج المسرحية"

السبت، 26 نوفمبر 2016 08:00 ص
دراما الوجع والحب والعنف والرقص والسياسة حاضرة فى "أيام قرطاج المسرحية" أيام قرطاج المسرحية
تونس - جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لو فكرنا فى عنوان نضعه لمهرجان أيام قرطاج المسرحية فلن يكون لدينا أفضل من دراما الوجع الإنسانى والحب والعنف والرقص، فأيام المهرجان وعروضه تحدث بداخل مشاهديه فوران داخلى وينطبع داخل الشخص أحاسيس مختلطة ما بين عرض وآخر فتدخل عرضا مثل "روميو وجولييت" المكسيكى للمخرج البرتو سانتياغو تشعر بالبهجة وتخرج مرددا الأغانى الرومانسية الحالمة التى تغنى بها أبطال العرض مع فرقة العازفين، ولكنك عندما تشاهد عرضا مثل "عنف" للمخرج التونسى الكبير فاضل الجعايبى ستخرج مهموما محبطا فما صوره العرض من عنف جعلنا وجها لوجه أمام الوحشية التى أخرجها منا وإلينا، أما لوكنت ممن يحبون التعبير بالجسد فشاهد العرض المصرى "ياسم" الذى يستطيع بإيقاعاته أن يجعلك ترقص مع الممثلين وأنت جالسا بمقعدك، وهكذا كل العروض المسرحية التى تأخذنا لعالمها وتدخلنا فى أجوائها وتظل أجسادنا على مقاعد المسرح، لكن أرواحنا تحلق فوق خشبة المسرح فتصرخ وتبكى وتفرح وتغنى وتحب وتعترض وتناقش وتتألم وترقص وتتوجع.

 

دراما الوجع الإنسانى والسياسة الحاضرة فى كل العروض

المهرجان بعروضه يعزف بداخل كل مشاهديه الكثير والكثير من الألحان المتنوعة، ولكن دراما الوجع الإنسانى كانت تتمثل فى مسرحية "الشقف" الحلم الذى حلم به المخرج التونسى الكبير الراحل عز الدين جنون وتحققه ابنته سيرين مع المخرج مجدى بومطر وهو يتناول مأساة المهاجرين غير الشرعيين "العرب والافارقة " الذين يعبرون بحر المتوسط في اتجاه اوروبا فالعرض يجسد معاناة انسانية عميقة من خلال ثمانية ركاب يتزاحمون باتجاه مركب يقف عليها "ريس يسمونه اللص"، وفى تلك الرحلة التى تجمع ثلاثة تونسيين شاب وفتاة ورجل مثلى مع ثلاثة أفارقة رجل وزوجته التى تحتضن رضيعا وامرأة سورية فى حدود الخمسين وفتاة لبنانية شابة، ويتقاسم الجميع تلك التجربة التى تتلاصق فيها الأجساد وتتعالى الأمواج لتنتهى تلك الرحلة بمأساة مثلها مثل مأساة المركب المصرى الأخير الذى راح ضحيته الكثير من الحالمين بالسفر والهجرة.

 

الثورة أيضا كانت حاضرة فى الأيام

الثورة المصرية والثورة التونسية والدمار الأمريكى للعراق بالعروض المسرحية وبقوة فمسرحية "زى الناس" للمخرج هانى عفيفى تبعث برسالة مهمة جدا فى نهاية العرض وهى أن العدالة التى كنا نحلم بها لم تتحقق لأننا اخترنا الاستثناء، وتركنا القاعدة ومن اختار القاعدة وترك الاستثناء هو من فقد كرامته الإنسانية، وهي أحدي شعارت الثورة المصرية أما الثورة التونسية فكانت حاضرة في أكثر من عرض أهما بكل تأكيد عرض " عنف " الذي أكد أن الثورة لم تخلف لنا ولم تترك غير الجريمة والقتل وانتشر العنف فى سلوكياتنا وفى حياتنا وفى تعاملاتنا مع الآخر، ومثلما هو معروف فالعنف يولد عنف، وأيضا كان الهم العراقى موجودا فى عرض "ستربتيز" الذى كشف عن حالة التفكك والتشظى والتشزرم التى اجتاحت المجتمع العراقى فالعرض يعرى أسرة عراقية أصابها اليأس والإحباط وفقدان الأمل فى حياة كريمة فالأمريكان دمروا العراق وجعلوا شعبها يتخلى عن ملابسه قطعة قطعة مستخدمين الفتنة وداعش.

 

المسرح الأفريقى وأفريقيا تغنى بصوت عال

أهم ما يميز مهرجان أيام قرطاج المسرحية هو ذلك الزخم الفنى الأفريقى المتمثل فى العروض المسرحية التى تجاوزت الـ10 عروض أهمها مما شاهدته عرض الشجرة الآلهة للمخرج وارى وارى ليكنج التى تقدم عرض راقص فلسفى يكشف لنا أن الله شبيه بشجرة لا يمكن معرفتها إلا من خلال جوانب منها، ولا سبيل إلى ذلك إلا إذا صار المرء الشجرة فى حد ذاتها، أما مسرحية "الأعمى يرى كل شىء" للمخرج نيكولاس دى درافو هوانو يقدم رؤية فلسفية أيضا فهو يرى الحياة عبارة عن سجن كلنا نتعايش فيها ونعيش رغما عنا البعض يضطهد والآخر يعانى وتناقش المسرحية فكرة الظلم والعدالة.

وبحثا عن السلام تصرخ المخرجة الكاميرونية يايا مابيل فى عرضها "ستابات ماتر فوريوزا" من خلال أم غاضبة وصادمة إزاء ما يحدث من هول أمام الحرب والعرض يعد دعوة للتمرد ضد كل الحجج الداعية إلى الخراب والدمار.

 

_DSC1632
 
_DSC2033
 
IMG_2927
 
IMG_2934
 
IMG_3429
 
IMG_7430
 
IMG_7494
 
IMG_9464
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة