تعرف على الشاعر الروسى "ليرمونتوف" الذى يحتفظ "بوتين" بأعماله فى مكتبه

الجمعة، 07 أكتوبر 2016 10:05 م
تعرف على الشاعر الروسى "ليرمونتوف" الذى يحتفظ "بوتين" بأعماله فى مكتبه الشاعر الروسى ميخائيل ليرمونتوف
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أجاب الرئيس الروسى فلادمير بوتين الصحفيين الذين سألوه حول نوعية الكتب التى يفضل قراءتها قائلا " أحب أعمال ميخائيل ليرمونتوف وكتبه موجودة بشكل دائم على مكتبى، لأنها تساعدنى على إمعان التفكير فى شىء ما.. تساعدنى على الدخول فى عالم آخر، عالم مفيد وجميل وممتع".

وميخائيل يوريفيتش ليرمنتوف عاش فى الفترة بين 15 أكتوبر 1814 و27 يوليو 1841) وهو أديب روسى رومانتيكى يُدعى  "شاعر القوقاز"

ولد ليرمنتوف فى موسكو لعائلة من طبقة النبلاء، ولم يبلغ ليرمنتوف الثالثة من عمره عندما توفيت والدته ماريا ميخايلوفنا فى عام 1817 فاحتضنته جدته فى ضيعة تارخانى فى مقاطعة بينزا، وسافر إلى موسكو فى عام 1827 ليلتحق بمدرسة داخلية للنبلاء تابعة لجامعة موسكو، وفى تلك الفترة بالذات بدأ ليرمنتوف بكتابة الأشعار، وباشر بكتابة قصيدة "الشيطان" فى عام 1829، وفى عام 1831 توفى والد ليرمنتوف يورى بيتروفيتش عن 44 عاما فقط، وفى الفترة من عام 1830.

وفى بطرسبورغ التحق بالمدرسة العسكرية ليتخرج منها فى عام 1834 وينتسب إلى صفوف الحرس الإمبراطورى، وفى الوقت الذى خدم فيه ليرمنتوف ضابطا فى "القرية القيصرية" لم ينقطع عن القراءة وكتابة القصائد.

بوشكين

 كتب ليرمنتوف وهو متأثر بمصرع شاعر روسيا العظيم ألكساندر بوشكين فى مبارزة غامضة فى عام 1837 قصيدة "موت شاعر" التى حفظها ورددها المعاصرون، لقد أدى احتجاج ليرمنتوف على مقتل الشاعر العظيم فى شهر فبراير 1837 إلى إثارة غضب السلطات التى قررت اعتقاله ونفيه إلى منطقة القوقاز بعد إجراء تحقيق معه عقابا على قصيدته التى تداولها الناس فى جميع أنحاء روسيا

وفى منفاه البعيد مارس ليرمنتوف إلى جانب كتابة الأشعار الرسم بالألوان المائية والزيتية وأبدع الكثير من اللوحات الجميلة المعبرة

وتمكن ليرمنتوف من العودة إلى مدينة بطرسبورغ بفضل مساعى جدته وشفاعة الشاعر فاسيلى جوكوفسكى،. وفى العاصمة (بطرسبورغ) انضم ليرمنتوف إلى حلقة أرستقراطية من الشباب العسكريين وتقرب من أعضاء هيئة تحرير مجلة "المذكرات الوطنية".

وفى عام 1840 استطاع مناهضو ليرمنتوف أن يدفعوه إلى المشاركة فى مبارزة مع ابن السفير الفرنسى بارانت من تدبيرهم فقررت السلطات نفيه مرة أخرى إلى القوقاز، ورفض القيصر نيقولاى الأول تكريم ليرمنتوف على الرغم من الشجاعة الفائقة التى أبداها فى ساحة القتال.

الرئيس الروسى بوتين

وفى النهاية تشاجر الشاعر مع زميله فى الدراسة مارتينوف وقتل فى مبارزة معه فى أواخر يوليو 1841.

ورغم الفترة القصيرة التى قضاها ليرمنتوف فى عمله الأدبى والتى لم تتجاوز 13 سنة، والحياة الصاخبة التى عاشها فى منطقة القوقاز إلا أنه تمكن من كتابة الكثير من القصائد الجميلة، ومنها "أسير القوقاز"، و"الشركسى"، و"الخريف"، و"الشراع"، و"القرصان"، و"النخلات الثلاث"، و"النبى"، و"الخنجر"، و"الشاعر"، و"الشيطان"، كما كتب ليرمنتوف مسرحيتى "حفلة تنكرية"، و"الشقيقان"، وأبدع ليرمنتوف رواية "بطل من زماننا" التى اشتهر بها فى جميع أنحاء العالم، وأثبت من خلالها بأنه دخل تاريخ الأدب الروسى والعالمى ليس كشاعر عملاق فقط بل وكناثر لامع ومؤلف مسرحى بارز.

وعندما ظهرت رواية "بطل زماننا" فى مكتبات مدينة سانت بطرسبورغ حظيت برواج سريع لأن المعاصرين كانوا راغبين فى معرفة الشخص الذى وصفه ليرمنتوف بأنه بطل هذا الزمان، ومنذ أن رأت رواية "بطل زماننا" النور أعيد طبعها مرات لا تحصى باللغة الروسية ولغات شعوب الاتحاد السوفيتى السابق، وترجمت إلى جميع لغات العالم تقريبا.

وحاول ليرمنتوف الذى لم يتجاوز عندما كتب هذه الرواية الخامسة والعشرين من عمره أن يرسم صورة واقعية لأبناء جيله فتركت روايته أثرا عميقا فى حياة الكثير من الأجيال التالية، وقال ليرمنتوف فى مقدمة روايته "إن "بطل زماننا" ليست صورة لرجل واحد، بل صورة تضم رذائل جيلنا كله.. وإذا قال أحد إن الأخلاق لن تجنى من ذلك خيرا، فلا تتعجلوا، فطالما غذى الناس بالحلوى حتى فسدت معدهم. ويجب عليهم الآن أن يتناولوا العقاقير المرة، وأن يتقبلوا الحقائق اللاذعة، لقد أردت على سبيل التفكه أن أرسم صورة لإنسان هذا العصر كما فهمته، وكما رأيته فى أغلب الأحيان.

قصيدة أخرج مهاجرا

أخرج مهاجرا وحيدا

وصخور الدرب تلمع فى عتمة الليل

القفار الساكنة تصغى لربها

والنجوم تناجى بعضها بعضا

يا لهيبة السماء

يا لروعة السماء

والأرض تلفها غلالة زرقاء

لكن ما سر آلامي؟

ما الذى أقلق راحتي؟

أ أرجو من الغيب شيئا؟

أم هو الأسى على ما مضى

لا...

أنا لا أرجو من الحياة بعد هذا شيئا

ولا آسى على ما فاتنى أبدا

بل أنشد الحرية والسكينة

ليتنى نسيت كل شيء

ورحت فى سبات عميق

لا سبات الموت المعهود

أريد أن أنام فى قبرى مدى الدهر

ويظل قلبى نابضاً

وتصعد أنفاسى بصدرى فى هدوء

ومن فوقي

شجرة بلوط لا تبيد خضرتها

ويهدهد سمعى مدى الأيام والليالي

صوت عذب يغنينى عن الحب

على وقع حفيف الأغصان

التى تحنو على.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة