ذات يوم : السادات يختار إسماعيل وزيراً للدفاع ويعتزم إقالة «واصل وفهمى»

الأربعاء، 26 أكتوبر 2016 10:17 ص
ذات يوم : السادات يختار إسماعيل وزيراً للدفاع ويعتزم إقالة «واصل وفهمى» عبد المنعم واصل
يكتبها: سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلقى الفريق سعدالدين الشاذلى اتصالا هاتفيا من مكتب الرئيس أنور السادات فى منتصف نهار «مثل هذا اليوم 26 أكتوبر 1972»، يبلغه بضرورة الحضور إلى منزل الرئيس بالجيزة فى تمام الساعة الثالثة والنصف عصرًا.
 
ذهب «الشاذلى» إلى اللقاء، وحسب مذكراته «حرب أكتوبر» الصادرة عن «دار رؤية- القاهرة»، أبلغه الرئيس أنه قرر إقالة وزير الحربية الفريق أول محمد أحمد صادق، وأنه هو منذ هذه اللحظة- أى الشاذلى- قائدا عاما للقوات المسلحة بالنيابة، وفيما كان السادات ينظر إلى ساعته سأله «الشاذلى» عما إذا كان أخطر صادق بهذا القرار، فرد الرئيس بـ«لا»، وواصل الشاذلى بسؤال عما إذا كان ينوى إخطاره بذلك أم أنه سيترك له هو ذلك؟ فأجاب السادات، بأنه سيرسل له سكرتيره الخاص بعد حوالى ساعتين من لقائهما، منبهًا الشاذلى: «لكى أعطى الفرصة لك لاتخاذ بعض الإجراءات الأمنية». 
 
لم يكن قرار إقالة «صادق» هو الوحيد، فوفقًا لـ«الشاذلى»: «أخطرنى الرئيس بعد ذلك بطرد كل من اللواء عبدالقادر حسن واللواء على عبدالخبير «عضوى المجلس الأعلى للقوات المسلحة»، ويعترف الشاذلى: «لم أستطع مجادلته فى هذا القرار، لأنه كان ينظر إليه على أنه تأمين شخصى له، باعتبارهما من مؤيدى الفريق صادق، ولكنه عندما أخبرنى بإقالة اللواءين محمود فهمى قائد البحرية، وعبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث، تدخلت آملا إنقاذهما، فوجه إلى كلامه مندهشا: «كيف تقول ذلك؟ ألم تسمع ما قالاه فى مؤتمر أمس الأول، اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمناقشة الاستعداد للمعركة المقبلة ضد إسرائيل؟ كنت أظن أن «عبدالمنعم واصل» ضابط ممتاز وأنه «راجل»، ولكن هل سمعت ما قال؟».
 
دافع «الشاذلى»: «عبدالمنعم واصل راجل وضابط ممتاز، وكل ما قاله هو إبداء قلقه من الخسائر المحتملة، وما قاله عن الساتر الترابى هو حقيقة يجب أن ندخلها فى الاعتبار، أرجو سيادتكم أن تعطوه الفرصة لكى يثبت ذاته، أما بخصوص اللواء «فهمى» فهو من أكفأ ضباط البحرية لدينا، وطرده سيكون خسارة كبيرة لنا»، ويضيف الشاذلى: «أجاب الرئيس بشئ من الحدة قائلا: «قد تكون على معرفة بعبدالمنعم واصل لأنه ضابط جيش مثلك، أما محمود فهمى فأنا أعرفه أكثر منك إنه من الطراز الذى يحب الإطراء والتفخيم مثله فى ذلك مثل صادق، لقد اكتشف صادق هذه الصفات فى محمود فهمى، واكتشف محمود فهمى هذه الصفات فى صادق، فأخذ كلاهما يكيل المديح للآخر إلى أن صدق كل منهما ما يقوله الآخر، إنى أعرفهما أكثر منك».
 
استأنف الاثنان الحوار بعد فترة سكون وقال الرئيس: «والآن لنفكر معًا فيمن سيكون وزيرا للحربية». واستمر الرئيس: «إنى أفكر فى أحمد إسماعيل»، ففوجئ الشاذلى بالاسم حسب تأكيده وعلق فورا: «سيادة الرئيس إن هناك تاريخا طويلا من الخلافات بينى وبينه يمتد إلى حوالى 12 سنة مضت منذ أن تقابلنا فى الكونجو عام 1960، وإن علاقاتنا حتى الآن تتسم بالفتور والبرود، وأعتقد أن التعاون بيننا سيكون صعبًا»، فقال الرئيس: «أعلم تماما بتاريخ هذا الخلاف وتفاصيله، ولكنى أؤكد لك أن علاقته بك ستكون أفضل بكثير من علاقتك بصادق»، يؤكد الشاذلى: «كررت وجهة نظرى وأبديت مخاوفى من أن هذه العلاقة قد تؤثر على الموقف العسكرى، بينما نقوم بالإعداد للمعركة التى ستحدد مصير بلدنا لعدة سنوات مقبلة، ولكنه كرر وجهة نظره وأكد لى أنه لن يحدث شىء من هذا الذى أتخوف منه».
 
يؤكد «الشاذلى» أنه كان لابد له من قرار فورى: «إما أن أقبل وإما أن أستقيل، وكان على أن أصل إلى قرارى أثناء تلك المقابلة، لقد كنا قائمين بالإعداد لمعركة المصير، وبذلت مجهودا خلال عام ونصف العام كرئيس للأركان العامة، ولقد مضت الأيام الصعبة، والأيام المقبلة لن تكون مثل الأيام الماضية، وإنه ليصعب على أن أستقيل وأترك خلفى الجهد والعرق اللذين بذلتهما دون أن أستمتع بنصر تحققه القوات المسلحة بعد هذا العناء كله»، هكذا حدث «الشاذلى» نفسه ذاكرًا لها أسبابا أخرى لينتهى إلى قرار عدم الاستقالة، والعودة إلى مكتبه ليتلقى فيه أول مكالمة من أحمد إسماعيل يبلغه بأن الرئيس اختاره، وقرر طرد اللواء محمود فهمى». يذكر «الشاذلى» الأسباب التى أدت بالسادات إلى اختيار «إسماعيل» ومنها «كراهية إسماعيل الشديدة لعبدالناصر، وولاؤه المطلق للسادات، وشخصيته الضعيفة».
 
العدد اليومى
العدد اليومى

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة