منظمة الصحة العالمية تحيى اليوم أسبوع العمل الخاص للوقاية من تسمم الرصاص

الأحد، 23 أكتوبر 2016 08:00 ص
منظمة الصحة العالمية تحيى اليوم أسبوع العمل الخاص للوقاية من تسمم الرصاص الرصاص - أرشيفية
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحيى منظمة الصحة العالمية اليوم أسبوع العمل الخاص للوقاية من التسمم بالرصاص على الصعيد الدولى 2016 تحت شعار "احظروا الطلاء المحتوى على الرصاص"، فى الفترة من 23 إلى 29 أكتوبر الحالى.

 

وتشير تقديرات معهد القياسات الصحية والتقييم إلى أنه فى عام 2013 تسبب التعرض للرصاص فى 853 ألف وفاة، كما تشير التقديرات إلى أن التعرض للرصاص يشكل 0.6% من عبء المرض العالمى. وتتحمل المناطق النامية أعلى عبء مترتب، مشيرة إلى أنه من الأمور المقلقة بوجه خاص دور التعرض للرصاص فى حدوث الإعاقة الذهنية لدى الأطفال.

 

وكان "التحالف العالمى للتخلص من الدهانات المحتوية على الرصاص" قد تأسس فى عام 2011 من أجل الإنهاء التدريجى لصنع وبيع مواد الطلاء المحتوية على الرصاص، والتخلص فى نهاية المطاف من الخطر الذى تنطوى عليه تلك المواد. ويرمى التحالف العالمى من أجل التخلص من مواد الطلاء المحتوية على الرصاص إلى تحقيق الأغراض التالى ذكرها خلال أسبوع الحملة عن طريق: إذكاء الوعى بمسألة التسمم بالرصاص؛ تسليط الأضواء على جهود البلدان والجهات الشريكة الرامية إلى منع تسمم الأطفال بالرصاص؛ الحث على اتخاذ المزيد من الإجراءات للتخلص من مواد الطلاء المحتوية على الرصاص.

 

ويعتبر الرصاص معدنا ساما يوجد بشكل طبيعى فى القشرة الأرضية، وقد أسفر استخدامه بكثرة عن تلويث البيئة بشكل واسع النطاق وعن تعرض الإنسان لأضراره وإحداث مشاكل كبيرة فى الصحة العمومية فى أماكن كثيرة من العالم.

 

ومن المصادر الهامة لتلويث البيئة أنشطة التعدين وصهر المعادن والتصنيع وإعادة التدوير واستمرار بعض البلدان فى استخدام الطلاء والبنزين المحتويين على الرصاص. ويزيد على الثلاثة أرباع استهلاك الرصاص فى العالم لأغراض صناعة بطاريات الرصاص الحمضية للسيارات، على أنه يستخدم أيضاً فى عدة منتجات أخرى من قبيل الأصباغ والدهانات واللحام والزجاج الملون والأوانى البلورية والذخيرة والخزف المزجج والمجوهرات ولعب الاطفال وكذلك فى بعض مستحضرات التجميل والأدوية التقليدية.

 

وقد تحتوى مياه الشرب المنقولة بواسطة أنابيب مصنوعة من الرصاص أو موصولة ببعضها البعض على الرصاص نتيجة لحامها بالرصاص. ويحصل الآن من عمليات إعادة التدوير على معظم الرصاص المُستخدم فى العالم لأغراض تجارية.

 

والطفل الصغير معرض تحديداً للتسمم بالرصاص لأن جسمه يمتصه من مصدر معين بمعدل يفوق امتصاص جسم البالغ له بمقدار يتراوح بين 4 و5 أمثال. وعلاوة على ذلك فإن فضول الأطفال الفطرى وسلوكيات وضع اليد فى الفم المقترنة بأعمارهم تؤدى إلى تناولهم وابتلاعهم أجساماً حاوية على الرصاص أو مطلية به، مثل التربة أو الغبار الملوث بالرصاص ورقائق الطلاء المتحللة والملوثة بالرصاص. وتتفاقم طريقة التعرض هذه لدى الأطفال المصابين بالقطا (الرغبة الدائمة والملحة فى تناول أشياء ليست من المواد الغذائية)، ممن قد يلتقطون مثلاً رقائق طلاء حاوية على الرصاص من الجدران وأطر الأبواب والأثاث ويتناولونها. وقد أدى التعرض للتربة والغبار الملوثين بالرصاص والناجمين عن إعادة تدوير البطاريات وأنشطة التعدين إلى إصابة صغار الأطفال فى السنغال ونيجيريا بحالات جماعية للتسمم بالرصاص ووقوع عدة وفيات بين صفوفهم.

 

وما أن يدخل الرصاص جسم الإنسان فإنه يتوزع فيه على أجهزة مثل الدماغ والكليتين والكبد والعظام. ويخزن الجسم الرصاص فى الأسنان والعظام حيث يتراكم مع مرور الوقت. ويمكن أن يحشد مجدداً الرصاص المخزن فى العظام والأسنان ويجرى مجرى الدم أثناء فترة الحمل ، مما يعرض الجنين للخطر أيضاً. والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية هم أكثر عرضة للتسمم بالرصاص لأن أجسامهم تمتص كميات أكبر من الرصاص إن كانوا يعانون من نقص مغذيات أخرى، كالكالسيوم. والأطفال المعرضون للخطر هم الأحدث سناً (بمن فيهم الأجنة فى طور النمو) والفقراء. ويخلف الرصاص عواقب وخيمة على صحة الطفل، وعند التعرض له بمستويات عالية فإنه يهاجم الدماغ والجهاز العصبى المركزى ويسبب الغيبوبة والتشنجات، بل حتى الموت، وقد يصاب الناجون من الأطفال من التسمم الحاد بالرصاص بتخلف عقلى واضطراب سلوكي.

 

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2015، إلى أن معدل تعرض الأطفال للرصاص يسهم سنوياً فى إصابتهم بنحو 600 ألف حالة جديدة من حالات العجز الذهني. كما تشير التقديرات إلى أن التعرض للرصاص يستأثر بمعدل وفيات قدره 143 ألف حالة وفاة سنوياً تلقى بأثقل أعبائها على الأقاليم النامية .

 

ويرزح إقليم جنوب شرق آسيا التابع لمنظمة الصحة العالمية تحت وطأة ما يقارب نصف عبء الأمراض الناجمة عن التعرض للرصاص، فيما يتحمل كل واحد من إقليمى غرب المحيط الهادئ وشرق المتوسط التابعين للمنظمة حوالى خمس هذا العبء.

 

أما التعرض للرصاص بمستويات أدنى لا تسبب أية أعراض واضحة للعيان أو التى كانت تعتبر آمنة فى السابق، فإن من المعروف عنها اليوم أنها تسفر عن إصابة العديد من أجهزة الجسم برمتها بطائفة واسعة من الأضرار.

 

ويؤثر الرصاص تحديداً على نمو دماغ الطفل مما يؤدى إلى هبوط معدل ذكائه وتغيرات في سلوكه، من مثل تقصير مدى الانتباه وزيادة السلوكيات المعادية للمجتمع وانخفاض مستوى التحصيل العلمي. كما يتسبب التعرض للرصاص فى الإصابة بفقر الدم وارتفاع ضغط الدم والقصور الكلوي وتسمم جهاز المناعة والأعضاء التناسلية، ومن المعتقد أن آثار الرصاص العصبية والسلوكية لا شفاء منها. ولا يوجد تركيز آمن معروف لمستوى الرصاص فى الدم، ولكن من المعروف أن هناك تناسباً طردياً بين التعرض للرصاص وطائفة أعراض التسمم به وآثاره. وحتى مستوى تركيز الرصاص فى الدم بمقدار متدن يصل إلى 5 ميكروغرام/ ديسيلتر، الذى كان يعتقد فى وقت ما أنه "مستوى آمن"، قد ينجم عنه هبوط مستوى الذكاء لدى الطفل ومعاناته من صعوبات سلوكية ومشاكل في التعلم. ومن بواعث التشجيع أن نجاح التخلص تدريجياً من البنزين الحاوى للرصاص فى معظم البلدان أدى إلى تخفيض كبير فى مستويات تركيز الرصاص فى الدم على مستوى السكان، ولا يوجد الآن سوى 6 بلدان تواصل استخدام هذا النوع من البنزين.

 

وقد حددت منظمة الصحة العالمية الرصاص بوصفه واحداً من عشر مواد كيميائية تثير قلقاً أساسياً بشأن الصحة العمومية ويلزم أن تتخذ الدول الأعضاء حياله إجراءات لحماية صحة العمال والأطفال والنساء فى سن الإنجاب. وتعكف المنظمة حالياً على وضع مبادئ توجيهية بشأن الوقاية من حالات التسمم بالرصاص وإدارتها، والتى ستزود راسمى السياسات وسلطات الصحة العمومية والمهنيين الصحيين بإرشادات مسندة بالبينات على التدابير التى يمكنهم اتخاذها لحماية صحة الأطفال والبالغين من التعرض للرصاص. وفى مسح نفذته منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذى ينسق على نحو مشترك شؤون تحالف التخلص من دهانات الرصاص، فإنه حتى 30 يونيو 2016 أكدت 62 حكومة فقط أنها اتخذت تدابير مكافحة ملزمة قانوناً بشأن الطلاء المحتوى على الرصاص.

 

ونظراً لأن الدهانات الحاوية على الرصاص هى مصدر تعرض دائم للرصاص فى كثير من البلدان، فقد انضمت المنظمة إلى برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أجل تشكيل التحالف العالمى للتخلص من الدهانات الحاوية على الرصاص. وهذا التحالف هو عبارة عن مبادرة تعاونية لتركيز وحفز الجهود المبذولة لتحقيق الأهداف الدولية بشأن وقاية الأطفال من التعرض للرصاص الموجود فى الدهانات الحاوية عليه والتقليل إلى أدنى حد من حالات التعرض المهنى لمثل هذه الدهانات. أما الهدف العام للتحالف فهو تعزيز التخلص تدريجياً من تصنيع وبيع الدهانات الحاوية على الرصاص، والقضاء فى نهاية المطاف على المخاطر التى تشكلها تلك الدهانات. وما التحالف العالمي للتخلص من الدهانات الحاوية على الرصاص إلا وسيلة هامة للإسهام فى تنفيذ الفقرة 57 من خطة تنفيذ مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة والقرار II/4B للنهج الاستراتيجى للإدارة الدولية للمواد الكيميائية، المتعلقين بالتخلص من الدهانات الحاوية على الرصاص.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة