الحمل والولادة فى الأساطير المصرية .. "القفز من المرتفعات للنوم تحت عجلات القطار".. أشهر طرق ستات مصر للإنجاب.."حمى المولود بدم الخفاش وكحليه بماء البصل" أساطير الحفاظ على صحة الأطفال

الأربعاء، 06 يناير 2016 03:13 ص
الحمل والولادة فى الأساطير المصرية .. "القفز من المرتفعات للنوم تحت عجلات القطار".. أشهر طرق ستات مصر للإنجاب.."حمى المولود بدم الخفاش وكحليه بماء البصل" أساطير الحفاظ على صحة الأطفال سيدة حامل - صورة أرشيفية
كتبت جهاد الدينارى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تترك العادات والتقاليد تفصيلة من تفاصيل وسلوكيات المصريين اليومية إلا واقتحمتها وشكلتها على حسب معلومات وتفسيرات مجهولة المصدر والهوية، فجاءت أسطورة "الحمل والولادة" على قمة هذه والعادات والتخاريف التى تحمل برنامج كامل من الطقوس التى قد يعود أصولها إلى أيام الفراعنة أو قد نكون اكتسبناها بناءا على موقف أو صدفة بنيت على أساسها عقيدة معينة.

فبمجرد شعور الأم بأنها تأخرت على الإنجاب تبدأ سلسلة العادات التى تصاحبها بداية من مرحلة العقم كالنوم تحت القطار واتباع مبدأ " الخضة" من أجل الانجاب، وإذا وصلت لمرحلة الحمل هذا لا يعنى انفصالها عن هذه العادات وذلك من أجل الحصول على جنين بمواصفات جمالية على حسب الرغبة، ومن هنا تتفجر مشاكل الوحم التى طالما ربطنا بينها وبين العيوب الخلقية، وبمجرد أن تلد الأم تبدأ سلسلة أخرى من الطقوس أهمها الطرق المختلفة للتخلص من المشيمة والوسائل المتعددة لتحسين من سمات الطفل الشكلية كتحميمه بالحليب أو تقطيره بماء البصل.

وتظل هذه الطقوس برفقة الأم حتى مرحلة ما بعد الولادة لتظهر فى أبهى صورها وتتجلى فى يوم "السبوع" وما يحمله من عادات كدق الهون ووضع الجنين فى المنخل، ولا يتوقف دور هذه التخاريف عند هذا الحد، إنما تظل مع الطفل خطوة بخطوة حتى تصل به إلى مرحلة الطهور وتصعيده على الحصان و"ياعريس يا صغير علقة تفوت ولا حد يموت".

خرافات مصرية لحل مشاكل العقم وسرعة الإنجاب


بعيدا عن الخضوع للفحوصات الطبية والتحاليل وتناول العقاقير المعالجة لتأخر الانجاب أو حتى إجراء العمليات الجراحية لتصحيح أوضاع العقم التى يتبعها العالم للتعامل مع مشاكل عدم القدرة على الإنجاب بالنسبة للزوجين، اختلف الشعب المصرى كعادته وقرر أن يضع روشتة علاجية خاصة به ترتكز عاداتها وخزعبلاتها على علاج المرأة وحسب وكأنها هى السبب الوحيد فى مشاكل الإنجاب والعقم.

الدوران حول المسلات الفرعونية: تلجأ معظم السيدات اللاتى لم يرزقن بمولود على الرغم من مرور سنوات عدة على زواجهما، حيث أنها عادة مستنبطة من الفراعنة، الذين كانوا يتخذن من شكل المسلة رمز للعضو الذكرى الخاص بعوالم الإلهه، ومن هنا جاءت فكرة الدوران حول العضو الذكرى أو المسلة" فى حالة الرغبة فى قوة جنسية خارقة تنهى أزمة عدم القدرة على الانجاب.

ومن هنا مازال سيدات مصريات يعانين من مشاكل إنجابية يلجأن إلى هذه العادة ذات الأصول الفرعونية دون أن يدركن المعنى والقصة الحقيقية المرتبطة بها، على اعتبارها طقس له علاقة بعالم ما وراء الطبيعة يمكنهن من الإنجاب سريعا، لذلك ارتبطت نساء الصعيد القريبات من المعالم والمزارات السياحية بهذه العادة .

القفز من فوق المرتفعات: يعتقد البعض ان مشاكل الإنجاب مرتبطة ببعض التخبطات العضوية وعدم الاتزان للجهاز التناسلى عند المرأة، وبناءا على التفسيرات الشعبية لهذه الحالة المعقدة التى تؤدى إلى العقم، فتحتاج النساء للتعرض إلى موقف صادم يثير خوفها ويقلم اتزانها الداخلى ربما تتخلص من هذا التخبط الذى تعانى منه.

لذلك تأتى معظم السيدات الريفيات إلى بعض القمم أو الهضاب أو المرتفعات المعروفة فى بلادهن وتصطحب معها زوجها أو شخص قريب منها، حتى لا تتردد فى القفز من فوق هذا المرتفع، وإذا حدث ذلك يقوم هذا الشخص بدفعها بسرعة حتى تتعرض لهذه الصدمة التى حسب المعتقدات والعادات القديمة قد تساعدها على الحمل خاصة إذا اقامت علاقة حميمية مع زوجها مباشرة بعد عملية القفز.

وفى بعض المناطق الأمر أصعب نوعا ما حيث أن الزوجة يجب أن تحرص على أن تقع من فوق هذا المرتفع وهى تمسك ببطنها ولا تحاول أن تحمى وجهها أو جسمها من ألارتطام، رمزا لتضحيتها بأى شيء مقابل تحقيق هدفها فى الحمل

النوم تحت القطار: وفى نفس سيق تقريبا تتبع النساء فى الصعيد عادة أكثر خطورة بهدف التعرض لموقف مفزع قد يقلب من موازين جسدها، فتختار النساء هناك مواعيد ليلية يمر بها القطار من المحطة التابعة لهن، وقبل وصول القطار بدقائق تنام بين القضبان فى المنطقة التى تكون مفرغة من أسفل حتى لا تحتك بأى جزء من أجزاء القطار السفلية، ولكن تظل محتفظة بوضعها دون حراك حتى لا تخرج عن الإطار المحدد لها والذى قد يودى بحياتها إذا فعلت شيء عكس ذلك أثناء مرور القطار .

ويقال أن جاءت هذه العادة بناءا على قصة قديمة لسيدة عاقر كاد ان يصدمها القطار فألقت بنفسها تحته، ومن بعدها علمت بخبر الحمل الذى جاء بمحض الصدفة، ولكن ارتبط الحمل فى أذهان المحيطين بها بذلك الحادث وتناقلوه حتى أصبح عادة توارثها الأجيال حتى الأن .

التنبؤ بنوع الجنين والتحكم بالعيوب الخلقية أساطير الحمل أمن بها المصريين


الأسطورة المصرية الخاصة بفترة أثناء الحمل تؤكد على عدة نصائح وسلوكيات يجب اتباعها حتى نتجنب بعض المشاكل والعيوب الخلقية، من جانب ومن جانب أخر لنتعرف على نوع الجنين دون أى فحوصات طبية ضاربة بالأشعة والسونار عرض الحائط ومطيحة بعوامل الوراثة والجينات وتأثيراتها على صفات الجنين غير المكتملة.

وعلى الرغم من مرور الزمن وتقدم الوقت وتطور الأساليب التكنولوجية التى تحلل وترجع هذه الظواهر، وعدم اكتشاف أى مصدر لمثل هذه المعلومات التى أخذنا نرددها دون ان نعلم هويتها أو حتى سببها، إلا أننا مازلنا نؤمن بها ونصدقها حتى الأن.

أسطورة الوحم والعيوب الخلقية : يقال أن فترة الوحم يجب أن تلبى كل طلبات الأم ونحضر لها كل ما تشتهى من أنواع طعام مختلفة، لأن إذا قصر الزوج فى ذلك سيدفع الابن الثمن غالى، فربما تظهر على وجهه أو جسده مجسم لنوع من الفاكهة أو الخضروات على حسب نوع الطعام الذى توحمت عليه الأم دون أن تجد لها استجابة من المحيطون، ومن هنا يبدأ الزوج رحلة تلبية طلبات الزوجة فى هذه المرحلة حتى إذا طلبت " لبن العصفور".

أيضا هناك تفسيرات عديدة لفكرة العيوب الخلقية والتى تظهر على شكل ندب فى الجلد أو انثناء فى العظم البارز فى الجسم، فإذا تناولت الأم طعام معين أو نوع من العقاقير الذى يودى إلى الشعور بالرغبة فى الحكة ، وبالفعل استجابت الأم الحامل لهذه الرغبة وحكت بطنها أو جانبيها وصادف ذلك بروز جزء من الطفل فى هذا المكان، قد يتعرض إلى عيوب خلقية خاصة بالجلد وتكوين شكل العظم.

تخاريف التنبؤ بنوع الجنين : أما بالنسبة للتعرف على نوع الجنين وعلى بعض صفاته بمجرد مرور أسابيع معدودة دون التعرض إلى الفحوصات الطبية، فتقول الأسطورة المصرية مجهولة الهوية أن إذا شعرت الأم " بحموضة" هنا يمكنها أن تتأكد من أن جنينها سواء كان ذكر أو أنثى يتمتع بكثافة عالية فى الشعر والتى تتسبب فى هذا الإحساس بالحرقان فى المعدة.

أما بالنسبة لجنس الجنين فهناك مجموعة من القواعد المسلم بها التى يمكن من خلالها أن نتأكد من نوع الطفل بدون ولا إشاعة، فيقال أن الحامل التى تشعر بتحرك الجنين في وقت مبكر من الحمل تأتى بمولود ذكر وبالعكس إن تأخر شعورها بتحرك جنينها فإنها تتوقع إن تضع أنثى.

ويقال أيضا أن الحمل ببنت يضفى للمرأة الحامل جمالاً ويذكر البعض الأخر أن العكس هو الصحيح، حيث يكون حمل الولد خفيفا يجعل وجه أمه جميلا بعكس حمل البنت الذي يأتي ثقيلا يغير من وجه الأم، لكن فى حال ارتفاع حجم البطن بشكل مبالغ به هنا المولود ذكر، أما إذا تمتعت الام ببطن صغيرة فالجنين " فتاة" حين تكبر بطنها كثيرا إثناء الحمل حيث يقال إن البنت تكون بين الضلوع مما يجعل بطن المرأة أقل علوا من بطن التي تحمل ولد بأحشائها.

كحلى المولود بالكحل والبصل وحميه بدماء الخفافيش نصائح ما بعد الولادة


لم يتوقف الأمر عند المصريين عند قبل الحمل أو أثنائه، إنما استمرت الأسطورة مع الأم إلى ما بعد الحمل، والتى طالما حتمت بعض الأفعال والسلوكيات التى يجب اتباعها للحفاظ على صحة الجنين وسلامته من جانب ومن جانب أخر لفتح أبواب الرزق التى لا نهاية لها فيما بعد، والأهم من ذلك بعض العادات التى من المفترض أنها تحسن من مظهر الطفل وتكسبه بعض الصفات الجمالية .

طريقة التخلص من المشيمة تتحكم فى الرزق: للمشيمة أهمية كبيرة بالنسبة لأساطير ما بعد الولادة، حيث تعمل الداية أوالطبيب على قياس مسافة مقدراها ثلاثة قراريط من الحبل السرى ثم تقطع، وهذه القطعة تسمى " المشيمة" وفى الريف يتم التخلص منها بإلقائها فى المياه الجارية أو البحر أو النهر حتى يظل رزق المولود جاريا فيما بعد.

لكن يلقى بها البعض فى دورات على اعتبار أنهم بذلك يبعدون عن المولود العكوسات ووسوسة الشياطين أو يلقى فى الرمال أو أرض بور لتخضر أو تنبت، وبذلك يحافظون على انتماء الجنين لأرضه ويضمنوا أنه سيظل بجانب أقاربه وأهله دون أن تأتى له فكرة السفر فيما بعد.

وبالنسبة لتوسيع الرزق أيضا فهناك عادة أخرى عند قص أظافر المولود للمرة الأولى، حيث يوضع فى يده مبلغ من المال ليكون واسع الرزق ولا ينظر لما فى يدي غيرة فى المستقبل.

تحديد نوع الضيوف من أجل سلامة الطفل: فى التراث المصرى ترفض الأم " النفسة" أو الخارجة من الولادة أن يزورها رجل حليق اللحية أو امرأة تمر بأيام الحيض، وذلك لتحافظ على سلامة الطفل الذى قد يصيبه انخفاض مفاجئ فى معدلات المناعة بسبب هذه الزيارات.

طقوس شعبية لتجميل الجنين: هناك بعض الطقوس التى مازالت تمارس حتى الآن بهدف تجميل الطفل وإكسابه صفات شكلية جيدة وفقا لأسطورة ما بعد الولادة لدى المصريين، حيث يتم ثقب الأذنين بإبرة محماة بالنار أثناء نوم المولودة أو بعد الولادة مباشرة لوضع القرط وتكحيل العينين بالكحل المزود بماء البصل لتظل العنين واسعتين ويتم ربط السرة والرأس لكي تحافظ على شكلها المستدير ، فضلا عن تحميم البنات بالحليم للتخلص من الشعر الزائد فيما بعد، وترسم جدته حاجبى المولود حتى ينمو فيهما الشعر وتلجأ بعضهن إلى ذبح خفاش ويقمن بدهن الأماكن التى ينمو فيها الشعر بدمه ولا يترك الطفل لينام على جنب واحد حتى لا يؤثر هذا الوضع فى عظامه اللينة.

وحتى يشب المولود على التدين يقابل يؤذن أحد الصالحين فى أذنه ويبدأ فى تلقينه بعض الفروض والواجبات الدينية فى أذنه حتى يتم التدخل فى التكوين النفسى للطفل من البداية، ويعتقد البعض أن سبب تراجع الجيل الجديد عن دينهم هو ندرة ممارسة هذه العادة.

لضمان عمر طويل والحماية من الحسد : وحتى يضمن الأهالى العمر الطويل لابنائهم خاصة إذا فقدوا أكثر من جنين من قبل فيفضل أن يسموه بأسماء قبيحة وغير اعتيادية مثل "الشحات " على اعتبار أنهم بذلك يحافظون على حياته، وحتى يحمونه من الحسد من الممكن أن تكذب الأم وتدعى أن مولودها فتاه على اعتبار إنجاب ذكر أمر يستدع الحسد الذى قد يعرض صحة الطفل إلى الخطر.

* حلقاتك برجالاتك حكاية احتفالات مصرية اسمها " سبوع"


تأتى العادات والتقاليد السابقة فى كافة وعادات السبوع فى كافة أخرى، فلهذا اليوم طقوس وأجواء خاصة لكل تفصيلة من تفاصيلها معنى محدد وأثر معين على الطفل من وجهة نظر متبعيها، فبداية من دق الهون والتحريك فى المنخل وترديد بعض الأغانى والكلمات وصولا إلى حمل الأم لمولودها والدوران به داخل حجرات المنزل، ووضع السبع فوالات بيده لحمايته من الحسد، تشكلت وتكونت عادات المصريين فى يوم السبوع.

اختير اليوم السابع بعد الولادة حتى تكون قد تعافت الأم نوعا ما ولأن العدد الفردى يواجه العكوسات والحسد بالنسبة للمولود، ويبدأ اليوم بعادة " دق الهون" وذلك بهدف تنبيه الطفل وتنشيط تركيزه ويصاحب كل دقة خطوة للأم من فوق أبنها وكلمات ترددها إحدى السيدات المتقدات بالعمر .

وعادة ما تكون هذه الكلمات بمثابة نصائح ترسخ فى ذهن الطفل ويشب عليها منذ أيامه الأولى مثل " أسمع كلام أمك" وهكذا، ويفضل أن تخطى الأم 7 خطوات وحسب وفقا لنظرية التفاؤل بالاعداد الفردية.

ثم تحمل الأم طفلها وتدور به فى كل حجرات المنزل وخلفها طابور من السيدات الحضور اللاتى يحملن الشموع المضاءة وترتفع الزغاريد ويعلو التهليل مع ترديد " حلقاتك برجالاتك" الأغنية التى لها أصول فرعونية أصيلة، وفى نهاية تلك الجولة أو في بدايتها يؤذن بالصلة فى أذان المولود حتى يعتاد على الأصوات المرتفعة .

ثم يوزع بعد ذلك أكياس الحمص والشموع على الأطفال والمدعوين، وهكذا يوضع الإبريق أو القلة في صينية بها سبع حبوب مع رش الملح لإبعاد حسد الحاسدين وطبا لسعة رزق المولود، ثم يأتي بعد هذه المرحلة دور الغربال أو المنخل المزين بالتل بلون يناسب نوع المولود ليوضع به الرضيع وتبدأ إحدى الجدتين فى إعادة النصائح على أذنه مرة أخرى،لعملية الطهور فى مصر احتفالات وطقوس أخرى
بعد الانتهاء من كافة العادات والطقوس التى تصاحب المولود بداية من ولادته وحتى يوم سبوعه، تأتى مرحلة الطهور التى تنهى أسطورة الحمل والولادة بمجموعة من التخاريف التى ليس لها مصدر معين لكنها مازالت تمارس فى شوارع مصر حتى الآن خاصة فى الأحياء والمناطق الشعبية.

فبعد "السبوع" مباشرا أو بعد اتمام الطفل لعمر سنة يخضع لعملية الطهارة التى تكون على مرأى ومسمع من الناس، وأحيانا ما كان يستعان بحلاق للقيام بها، لكن مع الوقت والتعرف على مخاطر هذه الاختيارات الخاطئة بدأ الناس فى الانصراف عن هذه العادة، مستكملين طقوس الطهارة كما هى، فبعد استئصال الجزء من العضو الذكرى يربط بزراع الولد كدليل على الذكورة البالغة، كما يضع الطفل على حصان وكأنه فارس، ويدور بكل أرجاء الحى وتردد كلمات " يا عريس يا صغير علقة تفوت ولا حد يموت".











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة