شوقى عبد القادر

سقطت عباءة "ملالى" إيران

الثلاثاء، 05 يناير 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تجاوزت إيران فى تصعيدها الأخير ضد السعودية كل القواعد والأعراف الدولية فى حماية البعثات الدبلوماسية، وسمحت لبعض مواطنيها أو قواتها النظامية بالهجوم على سفارة وقنصلية السعودية فى طهران ومشهد، احتجاجا على قيام السلطات السعودية بإعدام 47 إرهابيا بينهم الشيعى السعودى نمر النمر، بل واصل الأمر إلى تهديد ملالى إيران السعودية بما هو أكثر من الاعتداء على السفارة.

وقد يتسأل البعض هل لأن النمر "شيعى" فقط تهدد طهران المملكة، الأمر ليس كذلك على الإطلاق النمر ليس مجرد مواطن سعودى ينتمى للمذهب الشيعى هناك آلاف غيره من المواطنين السعوديين ينتمون للمذهب الشيعى، ولكن النمر يختلف عنهم جملة وتفصيلا، وهو ما يتضح من سجله الحافل لدى أجهزة الأمن السعودية، الذى يعود لفترة الثمانينات، بعدما ثبت انتماءه إلى حركة تسمى "حزب الله الحجاز"، وهو تنظيم مسلح تم تأسيسه فى شرق السعودية، وامتد نشاطه إلى الكويت والبحرين، ولا تخفى دلالة الاسم، إذ كان يتم إعداد النمر ليصبح نموذجا ثانيا لحسن نصر الله، زعيم حزب الله فى لبنان، مع الفارق أن نشاط باقر النمر، سيكون فى شرق السعودية.

السلطات السعودية أصدرت عفوا فى عام 1992، عن عدد كبير من المتهمين فى تنظيم حزب الله الحجاز، ومنحت عفوا لأعضاء الحركة بعدما أقسموا على قطع العلاقات مع إيران، وكان "النمر" من بينهم، وتوجه بعدها للإقامة فى سوريا ومنها انتقل إلى إيران، وفى عام 2009 عاد النمر، للظهور مرة أخرى، ولكن هذه المرة طالب بفصل المنطقة الشرقية عن السعودية فى إحدى خطبه، وتسبب ذلك فى أحداث دامية بين الشرطة ومتظاهرين شيعة ليختفى "النمر" عن الأنظار ويعود ثانية فى عام 2011 مع أحداث الربيع العربى فى سوريا ومصر وليبيا، دعيًا هذه المرة إلى حمل السلاح ضد الحكومة السعودية والانفصال بالقوة.

ربما تكون كشفت السطور السابقة عن سر ثورة إيران ورجال الدين "الملالى" على السعودية، بعد إعدام النمر، رجلها ومنفذ خططها فى شرق المملكة، وهذه قصة أخرى تستحق التوضيح والعودة إلى العام الماضى، ومراجعة الحوادث الإرهابية التى شهدتها مناطق شرق المملكة وتفجير مساجد الشيعة فى مدينة القطيف على سبيل المثال، وكذلك حادث "التدافع الغامض" فى موسم الحج الماضى، ومطالبة إيران بعدها بتدويل المقدسات الإسلامية، بداعى أن السعودية لم توفر الحماية الكاملة للحجيج بما فيهم رعايا إيران.

ولكن لماذا المنطقة الشرقية فى السعودية على وجه الخصوص تستهدفها إيران، هل لأن معظم سكانها شيعة، ليس لذلك فقط وإنما هناك هدفان الأول النفط، إذ من المعروف أن أغنى حقول المملكة من النفط موجودة فى المنطقة الشرقية، خاصة بعدما ضمنت طهران ولاء النظام العراقى وفرضت كلمتها على العاصمة بغداد، والمنطقة الشرقية السعودية المجاورة للبحرين التى تضم طوائف شيعية تمثل حجر زاوية هام لطهران مشروعها التوسعى فى المثلث الشيعى، الذى أجهضه التحالف الإسلامى الذى أعلنت عنه السعودية مؤخرا وفى أغلب الظن أنه أسقط عباءة "ملالى" إيران.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة