"القاهرة" تستكمل خطة تحويل وسط البلد إلى باريس.. سهير حواس: المرحلة الثالثة من مشروع القاهرة الخديوية ستضم شارعى محمد على وكلوت بك.. وضعف التمويل وانخفاض مستوى ثقافة أصحاب المحلات أبرز المشكلات

قالت الدكتورة سهير حواس رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث والسياسات بالجهاز القومى للتنسيق الحضارى، والمسئولة عن مشروع تطوير القاهرة الخديوية بالتعاون مع محافظة القاهرة، إن شارعى محمد على و"كلوت بك" سيدخلان ضمن إطار خطة تطوير القاهرة الخديوية، مؤكدة أن المشروع مستمر ولن ينتهى باعتبار أن منطقة "وسط البلد" تحتاج إلى عناية دائمة نظرًا لأهميتها من الناحية التراثية، كما تحتاج إلى آلية للتعامل مع المستجدات.

وأوضحت مسئولة مشروع تطوير القاهرة الخديوية فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الفترة الأخيرة شهدت الانتهاء من أعمال التطوير بميدان عابدين، وسيتم إعلان افتتاحه خلال الأسابيع القليلة القادمة، حيث تم ترميم ودهان العمارات المحيطة بالميدان وقصر عابدين ومبنى المحافظة، بالإضافة إلى الضلع الجنوبى للميدان الذى عُرف بـ"طراز الفن الجديد" الذى عرف فى فترة العشرينات من القرن العشرين، كما تم الانتهاء من تطوير عمارتين من العمارات التراثية المحيطة بالقصر، بالإضافة إلى المجموعة غير التراثية، مشيرة إلى أن هناك منظومة مدروسة مكتملة الأركان يتم تطبيقها بالتنسيق مع محافظة القاهرة.

وأضافت الدكتورة سهير حواس، أن هناك موقفا حدث من قبل أحد المواطنين بعد الانتهاء من دهان واجهات العمارات الموجودة بميدان عابدين، حيث قام أحد المواطنين بدهان شرفته والمساحة المحيطة بها باللون الأحمر، مشيرة إلى أن الحى فى الحال أزال هذه الألوان بعد أن شوهت العمارة بعد تطويرها، وتم تحذيره من تكرار ذلك مرة أخرى.

وأكدت الدكتورة سهير حواس، أنه تم الانتهاء من أعمال تطوير ميدان التحرير والعمارات المطلة عليه وجامع عمر مكرم، وعمارة بحرى رقم 3 التى تعتبر من أهم وأكثر العمارات قدماً بالميدان، بالإضافة إلى العمارات 9 و11 و13 و 15 بالميدان، كما تم ترميم وتطوير العمارة الواقعة بناصية شارع البستان مع التحرير، وأنه جارى العمل فى العمارة رقم 19 بشارع ميرت أمام المتحف المصرى.

وأشارت مسئولة مشروع تطوير القاهرة الخديوية إلى أنه تم تطوير عمارة حلاوة التى تملكها شركة الإسماعيلية بتقاطع شارعى محمد فريد وعبد الخالق ثروت، بالإضافة إلى 4 عمارات أخرى بشارع عبد الخالق ثروت، وسيتم الانتهاء خلال الأسبوع الجارى من عمارتين منهم.

وأوضحت الدكتورة سهير حواس أن هناك مبنيين تراثيين يتبعان قانون 144 لعام 2016 بتقاطع شارع عماد الدين مع عدلى، جارى تطويرهما، مشيرة إلى أن شارع عماد الدين يضم العمارات الخديوية الأربعة التى يعلوها القباب التراثية الرائعة ملك لإدارة الأصول العقارية وجارى تطويرها أيضا بواسطة شركة المقاولون العرب، وجارى الانتهاء من 2 منها فى الفترة الحالية، بالإضافة إلى 4 عمارات أخرى فى نهاية الشارع جارى العمل بهم.

كما أوضحت حواس أن شارع الألفى تم تطويره بالكامل مع سراى الأزبكية وميدان عرابى، مؤكدة أن شارع الشواربى يتم تطويره أيضاً وينقصه الإضاءة والتشجير فقط، حيث تم الانتهاء من مجموعة العمارات المتواجدة به، مشيرة إلى أن ميدان طلعت حرب أيضا تم تعريض الأرصفة به 50 سم لمواجهة الزحام المرورى، كما أنه تم الانتهاء من تطوير 10 عمارات غير تراثية وإزالة الافتات والإعلانات من عليها فى المنطقة التى تصل ميدان التحرير بعابدين.

أما فيما يتعلق بالمشكلات التى واجهت القائمين على المشروع، أكدت الدكتورة سهير حواس، أن أولها هو ضعف الثقافة الفنية لأصحاب بعض المحلات، الذين يعتقدون أن الديكور الزائد دعاية لهم، دون النظر إلى قيمة المبنى الذى يقع به المحل، مشيرة أن أصحاب تلك المحلات زاد دخلهم بعد تطوير شارع الألفى، حيث أصبحت المنطقة مناسبة لدرجة كافية للمشى والتنزه.

وقالت مسئولة المشروع إن ثانى المشكلات هى أن بعض العاملين فى المحال الموجودة بهذه الشوارع كانت أسوأ أنواع العمالة قبل أن تبدأ أعمال تطوير الشوارع، مؤكدة أنه تم الاشتراط على أن تكون العمالة تابعة لشركات كبيرة لها اسم حتى يمكن سؤالها فى حال تجاوز أحدهم، بالإضافة إلى أن هناك بعضًا من أصحاب البيوت التى يتم تطويرها حررت عدة محاضر ضد المقاول المسئول عن التطوير وبعضهم رفض إزالة اللافتات والإعلانات الموجودة بالإعلانات ولكن تم التعامل معهم من قبل المحافظة.

وأوضحت أن مشكلة التمويل هى أبرز المشكلات التى واجهت المشروع، حيث إن الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة نجح فى توفير التمويل من خلال إقناع اتحاد البنوك وعدد كبير من رجال الأعمال من المشاركة فى المشروع، فضلاً عن الاجتماعات الدورية الأسبوعية، مؤكدة أن المحافظ جعل التواجد فى منظومة العمل شرف على جبين الجميع، خاصة أن تطوير منطقة وسط القاهرة لم يؤخذ بجدية على مدار السنوات الماضية.