بعد مرور 5 سنوات على ثورة يناير.. الإعلام الأمريكى للخلف در.. واشنطن بوست تهاجم أوباما لتخليه عن مبارك.. كلينتون كانت محقة فى حذرها من الإطاحة بالنظام.. ودبلوماسى أمريكى: كان يجب دعم التغير التدريجى

فى مفاجئة مدوية وانقلاب فى موقف الصحف الأمريكية خرجت تقارير إعلامية بعد مرور خمس سنوات على ثورة 25 يناير 2011 لتدافع عن موقف الرئيس المخلوع حسنى مبارك وتعتبر أن تخلى الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن حليفة كان مخطئا، مؤكدة الندم على دعم الحراك الشعبى.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست سلسلة من المقالات والتقارير بمناسبة ذكرى الثورة لتحليل الأحداث، وكان من ضمنها مقال الكاتب الأمريكى ديفيد أجناتيوس الذى قال فيه إن الرئيس أوباما قبل خمس سنوات اتخذ قرارا ساعد على الإطاحة بالرئيس الأسبق مبارك، ومثلت سياسته رهانا بأن الصعود الديمقراطى للربيع العربى سيؤدى إلى تحول سياسى مستقر فى مصر ومناطق أخرى بالشرق الأوسط.

وقال الكاتب أن تأييد أوباما للمحتجين فى ميدان التحرير المطالبين برحيل مبارك كان مثاليا وشعبيا ومفهوما فى هذا الوقت، لكن كان بشكل مثير للجدل من بين أكبر الأخطاء خلال فترة رئاسة أوباما، مؤكده أن موقف هيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية وقتها والتى اعترضت على قرار أوباما كانت أصح فى تقديرها للأمور أكثر من الرئيس الأمريكى، وتشير السجلات إلى أنه لو تم الأخذ بنصيحتها، ربما كانت الولايات المتحدة فى موقف أقوى اليوم فى العالم العربى.

الأحداث ساعدت على تشكيل اضطراب الشرق الأوسط

وتابع أجناتيوس قائلا إنه لأن تلك الأحداث ساعدت على تشكيل اضطراب الشرق الأوسط التى زادات عاما بعد عام منذ 2001، فإنها تستحق مراجعتها، وهو درس ليس تاريخيا فقط بل إن القصة تدعم كلينتون على اعتبار أنها قامت بتحليل قضايا هامة فى السياسة الخارجية بشكل صحيح خلال فترة توليها الخارجية الأمريكية.

ففى كتابها "خيارات صعبة" الصادر عام 2014، أرسلت كلينتون تحذير لأوباما فى يناير 2011 مع بداية الأزمة فى مصر، قالت فيه إن الأمور ربما ستكون جيدة فى 25 عاما، لكنها تعتقد أنه لحين حدوث ذلك فإن تلك الفترة ستكون صعبة على الشعب المصرى والمنطقة وعلى أمريكا.

وتناول الكاتب ما قالته كلينتون فى مذكراتها من أن أوباما، وفى اعتصام المتظاهرين فى ميدان التحرير، أرسل الدبلوماسى فرانك ويزنر، السفير السابق فى مصر للقاء مبارك فى 31 يناير، وكانت الرسالة إن على مبارك التعهد بعدم الترشح مجددا للرئاسة والبدء فى تحول سلمى، وفى خطابة التف مبارك حول الكثير مما طلبه ويزنر وكان الأمر متأخرا، للحشود فى الشوارع وللفريق الموجود فى غرفة متابعة الموقف فى البيت الأبيض.

كبار مسئولى الحكومة الأمريكية فضلوا الحذر فى التعامل مع مبارك

ويقول التقرير إن كبار مسئولى الحكومة الأمريكية، ومن بينهم كلينتون، فضلوا الحذر فى التعامل مع مبارك، فى حين أن أعضاء آخرين من الفريق راقتهم مثالية أوباما وقالوا إن الأحداث على الأرض تتحرك بشكل سريع لا يسمح بالانتظار.

وتساءلت الصحيفة ماذا كان يحدث لو استمر الدبلوماسى ويزنر فى الحديث مع مبارك عن التغيير التدريجى للسلطة بدلا من مطالبة مبارك بالرحيل.

وفى مقابلة أجراها أجناتيوس معه، قال ويزنر كان يجب أن ندعوه إلى انتقال منظم للسلطة بدلا من أن نقول لمبارك أخرج من الحكم بدون وجود استراتيجية لما سيحدث بعد ذلك، وأضاف قائلا: "كنا فى حاجة إلى طريق معقول للاستقرار والتطور وليس الثورة".

وخلص الكاتب قائلا إن كثير من الناس لم يفهموا مصر بشكل صحيح، لكن أحد القلائل الذين فهموا الأسس بشكل صحيح كانت هيلارى كلينتون. وطالبها بضرورة استخدم هذا الكارت لصالحها فى حملتها الانتخابية.