"زيكا" يواصل رعب العالم.. البرازيل تنشر جيشها لمكافحة الوباء..أمريكا تبحث عن علاج.. وإصابة أكثر من مليون شخص بأمريكا الجنوبية..أوروبا تعلن الطوارئ..الفيروس مصدره البعوضة المصرية وينتقل عن طريق "الجنس"

يواصل فيروس زيكا رعبه للعالم أجمع، بعد بدء انتشاره فى أوروبا والأمريكتين، وتحذيرات منظمة الصحة العالمية من سرعة انتشاره، لعدم وجود لقاح أو علاج له حتى الآن، مما يعقد الأمور خاصة أنه ينتقل عبر البعوضة المصرية أو كما يطلق عليها بعوضة النمر، ووفقا لدراسات حديثة فإن فيروس زيكا من الممكن أن ينتقل عن طريق ممارسة الجنس، وهذا أمر خطير للغاية ويهدد حياة كثير من الأشخاص ويمكن أن ينتشر حول العالم.

البيت الأبيض

وشعر البيت الأبيض بخطر فيروس زيكا الذى يهدد الولايات المتحدة الأمريكية، ودعا الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى تطوير سريع لاختبارات لقاحات فيروس زيكا، بعد توقعات منظمة الصحة العالمية بانتشار الفيروس فى الأمريكتين بما فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وشدد على ضرورة تسريع الجهود البحثية وتطوير اللقاحات، والتأكد من أن جميع الأمريكيين لديهم معلومات كافية عن فيروس زيكا، وأصيب فى الولايات المتحدة مواطن من ولاية فيرجينيا سافر خارج الولايات المتحدة بالفيروس، و3 فى نيويورك، و3 إصابات بالفيروس فى فلوريدا، وأول إصابة كانت امرأة سافرت إلى البرازيل، لقضاء الإجازة وعادت حاملة الفيروس ثم وضعت مولودا مصابا بتلف الدماخ فى هاواى، وجميع هذه الحالات أصيبت خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وحملت الفيروس من أمريكا اللاتينية، ولذلك أوصت الولايات المتحدة النساء الحوامل بالامتناع عن السفر إلى 22 بلدا فى أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبى.

أوروبا

وتسبب البعوضة المصرية الرعب للعالم أجمع بعد اكتشاف أنها سبب الإصابة بفيروس زيكا الذى يغزو أوروبا الآن بعد الأمريكتين، والذى كانت أهم محطاته بأوروبا فرنسا، وتم تسجيل أكثر من 100 حالة مصابة بفيروس زيكا فى مدينة مارتينيك الفرنسية، مما أدى إلى رفع حالة التأهب من المستوى الثالث للتصدى لهذا الفيروس، وهناك 102 حالة مصابة، كما أن هناك ما يزيد عن 1000 حالة مشتبه بإصابتهم لمعاناتهم من نفس الأعراض.

وبدأ الفيروس يثير قلق وزارة الصحة الإسبانية بعد إصابة امرأتين بعد عودتهما من أمريكا اللاتينية إلى كتالونيا، وحذرت وزارة الصحة الإسبانية من أن الفيروس ينتقل بسرعة كبيرة، ووجود حالة إصابة واحدة تكفى للشعور بالخطر الحقيقى من هذا الفيروس الذى يهدد البلاد، وعلى الرغم من أن البعوضة المصرية غير منتشرة فى إسبانيا إلا أنها موجودة فى جزر البليار، وهو ما يهدد بخطر انتشار الفيروس بشكل كبيرة وسريع فى البلاد.

وأكدت وزارة الصحة الإسبانية أنها بدأت فى اتخاذ التدابير اللازمة للحماية من انتشار فيروس زيكا فى البلاد بعد نقل العدوى إلى اثنين من المواطنين، خاصة وأن أعراض هذا الفيروس متطابقة تماما لحمى الضنك وأمراض فيروسية أخرى، كما قالت إنه فى الوقت الراهن تجرى التحقيقات، لتحديد العلاقة بين عدوى فيروس زيكا ومرض صغر الرأس الذى يصيب الأطفال حديثى الولادة، ولكن حتى انتهاء التحقيقات فإن النساء الحوامل معرضات لخطر كبير، استنادا إلى بعض الاستنتاجات التى تؤكد تسبب الفيروس فى تشوهات للأجنة.

وأعلنت مستشفى آرهوس الدنمركية عن إصابة أحد مواطنى الدنمارك بفيروس زيكا، بعد خضوعه للفحوصات اللازمة، وذلك لظهور أعراض المرض عليه مما أشار إلى أنه حامل للفيروس وفى حالة متقدمة، وأشار تقرير المستشفى إلى أن الفيروس تمكن منه بسبب عدوى من مريض آخر، وهو سائح سافر الأسبوع الماضى إلى أمريكا الجنوبية فى رحلة سياحية له، ولكنه تم إصابته بالفيروس وعاد للدنمارك وهو مريض.

وشهدت بريطانيا 3 حالات إصابة بفيروس "زيكا" لمسافرين عائدين من كولومبيا وسورينام وجيانا، ورغم أن منظمة الصحة العامة البريطانية أكدت فى بيان لها أن الفيروس الذى تسببت فيه بعوضة لا ينتقل مباشرة من شخص لآخر، إلا أنها أشارت إلى أن "عدد صغير من الحالات انتقل جنسيا، أو عن طريق الأم إلى الجنين من خلال المشيمة"، مشددة على أن فيروس "زيكا" لا يحدث بصورة طبيعية فى المملكة المتحدة.

أمريكا اللاتينية

ويستمر فيروس زيكا فى الانتشار فى أمريكا اللاتينية وتهديد المنطقة، حيث أكدت الصحة العالمية أن 13 ألفا و500 شخص أصيبوا بالفيروس فى كولومبيا، وسجلت ولادة نحو 100 طفل مصابين بصغر الرأس، وتتوقع الحكومة إصابة 600 ألف شخص بالفيروس فى 2016، وفى البرازيل سجلت 3893 إصابة أفضت 49 منها إلى الوفاة فى 2015، مقابل 1248 فى نوفمبر و147 فقط طوال العام 2014.

وأعلنت البرازيل الحرب على الزاعجة المصرية الناقلة للفيروس، وقامت الحكومة البرازيلية بنشر 220 ألف جندى من القوات المسلحة بالبرازيل للعمل على القضاء على بؤر تمركز وتكاثر البعوض وخاصة الزاعجة المصرية "بعوضة النمر"، والتى عادة تكون موجودة فى المناطق التى يوجد بها المياه الراكدة، وقال وزير الصحة مارسيلو كاسترو، "إن البرازيل تخسر الحرب أمام البعوض إذا لم يتم التوصل إلى لقاح أو علاج لفيروس زيكا"، مضيفا أن قوات الجيش تبدأ فى الانتقال من بيت لآخر بغرض توعية المواطنين بأفضل السبل للوقاية من الفيروس والقضاء على البعوض الذى ينتقل من خلاله، معترفا أن فيروس زيكا من أكبر الأزمات الصحية فى تاريخ البرازيل.

وأشار إلى أن فى العام الماضى سجلت البرازيل رقما قياسيا فى عدد حالات فيروس زيكا وحمى الضنك، وذلك بسبب انتشار الزاعجة المصرية فى البلاد، وسجلت 1.6 مليون حالة فى أمريكا اللاتينية، وتقدر الحكومة البرازيلية أن 80% من بؤر الانتشار هذا النوع من البعوض موجود فى المياه المهجورة فى الحدائق، ولا توجد بيانات عن عدد محدد للإصابات ولكن تقدر الحكومة بين 497000 و1482000 من الحالات، وهذه البعوضة تزدهر وتتكاثر مع الأمطار.

وأشارت الصحيفة إلى أن البرازيل ألغت الكرنفال الذى من المفترض أن يكون فى أغسطس القادم، عندما تعقد دورة الألعاب الأوليمبية فى ريو دى جانيرو، حيث إن البرازيل تستقبل الزوار من مختلف أنحاء العالم فى هذا الوقت، ولهذا قامت بإلغائه لعدم نشر فيروس زيكا.

وهذا الفيروس يتسبب فى مرض صغر الرأس، وهو عبارة عن خلل فى الجهاز العصبى يظهر على هيئة رأس صغيرة نسبة لمحيط الرأس المناسب وفقا للسن والجنس، وهذا المرض يؤدى إلى التخلف العقلى والخلل الحركى، فضلا عن نوبات صرعية واضطرابات سلوكية، ويأتى بسبب فيروس زيكا، كما أن هذا الفيروس يتسبب فى الإجهاض، وارتفع عدد المواليد الذين أصيبوا بمرض تلف الدماغ أو صغر الرأس هذا العام 400%، وسجلت حالات زيادة غير طبيعية فى 160 بلدة فى 9 دول من أمريكا اللاتينية.

أعراض الإصابة بالفيروس

أما أعراض الفيروس فإنها تأتى مشابهة لحمى الضنك أو بحمى تشيكونجونيا اللتين تنقلهما "بعوضة النمر" الخطيرة، والمعروفة علميا بالبعوضة المصرية، وأعراض الإصابة تتمثل فى ظهور حمى بسيطة، وطفح جلدى، واحمرار بالعينين، بالإضافة لآلام فى المفاصل، وربما انتقل إلى البرازيل عن طريق كأس العالم لكرة القدم، حيث أن هذا الفيروس كان موجودا فى السابق بأفريقيا الاستوائية وجنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادئ، وتم اكتشاف هذا الفيروس لأول مرة فى 1954 فى أوغندا ونيجيريا، وتغير الوضع فى 2007 عندما وصل إلى المحيط الهادئ وتفشى الفيروس فى ميكرونينزيا.

دول أمريكا اللاتينية تطالب بمنع الحمل خوفا من تشوهات الأجنة

وطالبت بعض دول أمريكا اللاتينية الأزواج بمنع الحمل، خوفا من تشوهات الأجنة، وقال أليخاندرو جافيريا وزير الصحة الكولومبى، إن فيروس زيكا الذى ينقله البعوض أصاب أكثر من 13500 شخص بالفعل فى البلاد، وقد يصيب نحو 700 ألف شخص آخرين.

وقال جافيريا "نتوقع أن يتوسع المرض بشكل أشبه بمرض تشكونجونيا الذى انتشر العام الماضى لتتراوح الإصابة بين 600 و700 ألف شخص، مشيرا إلى أن من بين المصابين 560 امرأة حامل، وطالبت الحكومة الكولومبية من الأزواج المقيمين فى البلاد بمنع الحمل فى الأشهر المقبلة، بسبب انتشار فيروس زيكا الذى يتسبب فى تشوهات خلقية للمواليد، وأوصت الوزارة جميع النساء الحوامل اللواتى يعشن فى مناطق لا يقل ارتفاعها عن 2200 متر بالامتناع عن السفر حتى يوليو المقبل إلى المناطق الواقعة على علو أدنى، نظرًا إلى الخطر الأكبر للإصابة بهذا المرض فيها، كما أن الحكومة فى باراجواى نصحت النساء بعدم الحمل لـ6 و8 أشهر فى محاولة لعدم إنجاب أطفال مشوهين، ولا يوجد لقاح لعلاج فيروس زيكا الذى دفع 6 ولايات بإعلان حالة الطوارئ.

موضوعات متعلقة..

- الإندبندنت: مخاوف بين الخبراء من انتشار فيروس زيكا عبر الجنس


- فيروس"زيكا" المسبب لتشوه الأجنة يشق طريقه لـ 17 دولة فى الأمريكتين


- بالصور.. فيروس "زيكا" يهدد العالم وقد ينتقل عن طريق ممارسة الجنس