شيخ الأزهر: سياسات كبرى مشبوهة وراء "داعش" وتدعمه بالقوة والمال

الأربعاء، 20 يناير 2016 11:37 ص
شيخ الأزهر: سياسات كبرى مشبوهة وراء "داعش" وتدعمه بالقوة والمال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن الإرهاب لم يعد يقتصر على منطقتنا العربية، بل تعداها إلى العالم كله، ما يستوجب مواجهته مواجهة شاملة وليست أمنية فحسب، بل لابد من العمل على حماية الشباب من خطر التطرف، وعلينا أن ننتبه جميعاً إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابى تمدد فى السابق بالشرق الأوسط إلا أنه يطل اليوم برأسه فى أماكن كثيرة، لذلك لابد أن تكون هناك إرادة عالمية جادة للتصدى لهذا الوباء المدمر، والمصارحة فى تحليل الأسباب التى أدت إلى ظهور وتمدد التنظيم الإرهابى، فهناك سياسات كبرى مشبوهة تقف وراء التنظيم المتطرف وتدعمه بالقوة وبالمال.

وأضاف "الطيب"، خلال محاضرته فى مسجد الدولة الكبير بالكويت، مساء أمس، حول مواجهة التطرف والعنف، أن الصراعات فى المنطقة متعددة ولا يمكن حصرها فى سبب واحد، فطابع المصالح الخاصة طغى كثيرا عليها، مبيناً أن الجماعات المسلحة، أياً كان اسمها وأياً كانت اللافتة التى ترفعها، لا تعبر عن روح الإسلام وصحيح الدين، ونظراً لأن منطقتنا العربية تمر الآن ومنذ خمس سنوات بظروف غاية فى الصعوبة وفقدان السلام، لذلك فقد ساهمت فى إنشاء مجلس حكماء المسلمين لنشر السلام فى العالم، إلى جانب دورنا فى الأزهر الشريف فى هذا الشأن.

وأوضح شيخ الأزهر أن الأديان السماوية ليست إلّا رسالة سلام إلى البشر، وعلينا أن نعلم جميعا أن الإسلام لا يبيح للمسلمين أن يشهروا السلاح إلا فى حالة واحدة هى دفع العدوان عن النفس والأرض والوطن، والأزهر الشريف بذل ولا يزال يبذل جهوداً كبيرة من أجل نشر السلام والمحبة والصورة الحقيقية لديننا الحنيف.

وشدد "الطيب" على حرص منهج الأزهر التعليمى أن يرسخ فى عقول الطلاب ووُجدانِهم صورةَ الوجهِ الحقيقى للإسلام، كما يُرسِّخُ فى ذهن الطالب الأزهرى مبدأ الحوار وشرعية الاختلاف.

وأشار الإمام الأكبر إلى أن هناك مؤامرة من وراء البحار وراء الدِّماء العربيَّة التى تُسفَك ليل نهار بأيدى عربية وغير عربية، كما فى سوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان، فلماذا ينعم العالَم كله بالأمنِ والسلام والرَّفاهية، ويشقى عالَمُنا العَربى بِحروب طاحنة، وذكر الأسباب التى أدَّت إلى ما نَحْنُ فيه من آفات التكفير والإرهاب والقتل على الطائفة والمذهب، وأولها هو أننا أَغضضنا الطرف طويلًا عن نوع من التربية والتعليم لم يضع فى برامجه وحدة الأُمَّة والعرب.

ولفت شيخ الأزهر إلى ضَرُورَة العودة بالخلافيات الحسَّاسة من شاشات الفضائيات إلى أروقة الدرس ومجالِس العُلَمَاء المتخصِّصة، صيانةً لهذه الخلافيات العِلميَّة الدَّقِيقَة من أنْ تصبح فى مُتناول مَن لا يَملِكون أدوات بحثها، وضرورة تصدِّى العُلَمَاء من جميع المَذاهِب الإسلاميَّة، بفتاوى صَريحة، للعَابثين بتراث الأُمَّة ، مؤكداً أن سبيلنا الوحيد للخروج من هذه الأزمات المُعاصرة التى تطحننا نَحْنُ العَرب والمُسْلِمين هو الحوار وحده، كما اقترح أن تخصص الكويت هذا العام عامًا لثقافة الحوار تأصيلًا وتطبيقًا ،حتى تفوز بِلَقَب عاصِمة الثَّقافة الإسلاميَّة وعاصِمة الحوار العربى والإسلامى.

ونفى الإمام الأكبر ما شَاعَ مؤخَّرًا فى بلادنا من ظاهرة التنكر لولاء الوطن، والاستبدال به ولاءات أخرى عقدية أو سياسية تَضرُّ بمصلحة الوطن الذى يعيش على ثراه هذا المستبدل الجاحد، فللوطن حقوق شرعية وأخلاقية، والبِرُّ به ورعايةُ حقوقِه من صَميمِ أحكام الإسلام ومقاصِد شريعته.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة