"أمينة زايد" بنت من الخمسينات رفعت شعار "أنا حرة" من زمن الأبيض وأسود

الأربعاء، 13 يناير 2016 07:00 م
"أمينة زايد" بنت من الخمسينات رفعت شعار "أنا حرة" من زمن الأبيض وأسود لبنى عبد العزيز..صورة أرشيفية
كتبت رضوى الشاذلى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أمينة زايد" هذه الشخصية التى نسج الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس خيوطها بدقة، أحلاماً لا تتشابه مع مثيلتها من بنات جيلها، أفكارها تنافس عشرات الكتاب، عزيمتها تحدت السنين والزمن والظروف والأفكار، صنع منها نموذج للمرأة القوية الصامدة، لم تكن فقط تردد "أنا حرة" وهى خاوية على عروشها من الداخل، كانت على علم فى كل مرة تخبر بها الآخرين أنها حرة، ما هو المعنى الحقيقى للحرية، أمنية شخصية شكل تفاصيلها إحسان عبد القدوس منذ عشرات السنوات، قدم لنساء العالم الحريات وطريق الخروج على طبق من فضة، لم يبالغ ولم يقلل من حقوق بطلته الجميلة، والتى كانت تعبر عن فكرة تدور فى أذهانه اقتنع بها ورأى أن دور ككاتب لا ينتهى فقط عند الانتهاء من الرواية_ التى صدرت عام 1954 من دار أخبار اليوم_بل كان يرغب فى أن تصل الحقيقة ومقصده من كل حرف إلى عقول المعارض قبل المؤيد، وهو ما كتبه الكاتب فى مقدمة روايته، هذا العمل الرائع الذى قدم إلى النساء أجميعن دليل مفهومها للحريات سابقاً الحركات النسوية بأكثر من 50 عاماً، فهم الحرية ولخصها فى أمينة حسين زايد "لبنى عبد العزيز"، فى فيلم حمل نفس اسم الرواية "أنا حرة".

فى ذكرى ميلاد كاتبها الراحل "إحسان عبد القدوس"، نبحث فى ثنايا الشخصية ونفنط من بين السطور دورساً فى الحياة والحرية لخصها كاتبها وجمعها فى كتاب فى شكل تجربة حقيقة كرسالة لكل امرأة فى العالم وكأنه يهمس فى أذنها "إنتى حرة"....

هذه الرواية التى لم تحظى نهايتها بتصفيق حار كما استطاعت أن تفعل تفاصيلها الرائعة الثائرة، أراد المشاهد أن يرى أمينة إلى نهاية الأحداث مؤمنة بالحرية، واختلف بعضهن مع وجهة نظر الكاتب أو تصرف أمنية وهى الخضوع للرجل الذى تحبه، ورأى الكثيرين أنها قمة العبودية، وبين هذا وذاك، تظل أمينة مثال حى على الثورة النسائية فى خمسينيات القرن الماضى، ومازالت حياتها ثرية ممتلئة بالكثير من الدروس والعبر والأفكار الحقيقة والحقوق التى حاولت أن تحل عليها فى مشواراً طويل.

أمينة لم تعد تتقبل الإهانة

...ليست هى من ستقبل إهانة الآخرين لها وتقبل وتختار الصمت حليفاً لها، ضربات عمتها الموجهة إليها طوال الوقت سواء باليد أو حتى بالكلمات الجارحة، لم تعد قادرة على تحملها، أمينة بدأت فى صد الهجوم فى إشارة أنها لم تقبل الإهانة فقط لكونها أنثى، كانت رغم كل شئ على علم أنها حرة، تملك الحرية فى التصرف والحلم والأفكارةا والحياة، وهو ما جعلها ذات شخصية لافته قوية رائعة، جعلها تقف أمام الإهانة فى كل مرة بقوة لا تُقارن بجُبن ابن عمتها الذى لعب دوره "حسين يوسف"، من هنا بدأت رحلتها مع التحدى، وكان هذا الدرس الأول لها للفتيات زمنها وحتى الآن.

بحث عن حريتها ووجدتها

...لم تقبل بهذا الخط الذى رسمه لها المجتمع، ولم تفكر بعقلية عمتها التى كانت تقوم على رعايتها، بل كان لأمينة عقل مستقل، قادها لتكون أيقونة للحرية فى زمن لا يعرف إلى استعباد المرأة، جسدت أمينة نموذج قوى ورائع للمرأة القوية، التى خرجت لتبحث عن حريتها، ووجدتها فى العمل والمال والطموح الذى حماها من الخوف الذى يقتل والتردد الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع، حاربت أمينة كل من حولها حتى وصلت إلى ما تريد أو ما ظنت أنه طريقاً للخروج الآمن من هذه الدائرة المغلقة، جلبت المال الذى كان بالنسبة لها أول الطريق للحصول عل الحرية المسلوبة، بحثت عنه لتستقل وتصبح قادرة على العيش وحدها، أو لتكون بداية حياة أخرى أفضل كثيراً.

ليس هناك شىء يسمى الحرية

..ما لخصته هذه الرواية، وما أرارد أن يخبرنا به كاتبها إحسان عبد القدوس، فى هذه الرواية، والذى أكد أن أكثرنا حرية، هو عبد للمبادئ التى يؤمن بها، وأن الحرية هى أن تفعل ما تحب وتؤمن به، فالحب هو الحرية.
هذه الرسالة التى لخصتها أمينة فى أكثر من مشهد وتفوهت بها، وقت أن قررت اختيار عباس حبيباً لها، كلمات أرسلها "إحسان عبد القدوس" ولبنى عبر السنين لكل فتاة تبحث عن الحرية أو فى طريقها إليها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة