ويكفى أن نتابع العشرة الأيام الماضية ونقرأ البيانات التى أصدرتها وزارة الثقافة لنرى لازمة "يوجه" المتابعة لمعظم زيارات الوزير، ومن المعلوم بالضرورة أن الفعل يوجه فى المعجم "وجَّه الشَّيءَ إلى جهة كذا: أداره إليها" لكنها فى مجملها كلمة تعنى الإرشاد ولا تعنى بالضرورة العمل، وإنما هو فعل أقرب إلى معنى النصح.. والمفروض أن دور وزير الثقافة يتجاوز النصح والتمنى للإلزام والمتابعة الحقة ووضع الجداول وبالتالى الثواب والعقاب.
ففى يوم 4 سبتمبر وفى مشاهدة عرض "الشاطر حسن" على مسرح الحديقة الثقافية بالسيدة زينب، وجه الوزير بوضع خطة تطوير لمسرح الحديقة الثقافية المكشوف، ويوم 6 سبتمبر عندما تفقد مشروع متحف الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والمقرر افتتاحه فى احتفالات أكتوبر وجه أيضا بأن يتم الانتهاء من المتحف قبل ميعاد افتتاحه، وفى 9سبتمبر وحال تفقده لمشروع تطوير وتحديث متحف محمد محمود خليل وحرمه، وجه لمراعاة سرعة إجراءات العمل طبقا للجدول الزمنى، وتكثيف العمالة لإنهاء مراحل المشروع، وحل الإجراءات الإدارية التى قد تتسبب فى تعطيل سير العمل، وسرعة إنهاء إجراءات استيراد معدات سيناريو العرض المتحفى، كل هذه المتابعات استخدم "الوزير" فيها فعل التوجيه.
وعلينا أن ندرك أن اللغة تكشف طريقة التفكير، لذا فإن "عدم جدية الفعل المستخدم وافتقاده للحزم سينعكس أيضا على متلقى هذا الفعل وبالتالى ستكون النتيجة معروفة ولن ينتهى شيء فى وقته ولا فى حينه، والكارثة أن يكون الوزير يربط بين موقعه فى الوزارة وهذا الفعل غير المكتمل وأنه يظن أن دور الوزارة هو التوجيه اعتمادا على أن وزارة الثقافة قديما كان اسمها "وزارة الإرشاد القومى".
موضوعات متعلقة..
وزير الثقافة يتفقد مشروع تطوير متحف محمود خليل ويوجه بسرعة تنفيذ الانتهاء منه