نقلا عن العدد اليومى...
«ولكن شيئاً ما يبقى».. لم يكن هذا مجرد عمل سينمائى قدمه المخرج المتميز محمد عبدالعزيز، ولكن تعبيرا عن حالة خاصة تؤكد على بقاء الإبداع، لذا لم يكن غريبا أن يتم تكريمه فى مهرجان الإسكندرية السينمائى فى دورته الـ31 والمقامة حاليا، فالمخرج تتلمذ على يد عباقرة الإخراج السينمائى صلاح أبو سيف وحسين كمال، إذ عمل مع الأول فى رائعة «القاهرة 30» لنجيب محفوظ، وعمل مساعدا مع الثانى فى عدة أفلام منها «ثرثرة فوق النيل» لنجيب محفوظ و«أبى فوق الشجرة» لإحسان عبدالقدوس.
مشوار محمد عبدالعزيز مع السينما طويل بدأ فى نهاية الستينيات وظل معطاءً لها حتى مطلع الألفية، إذ اتجه لتقديم الدراما بعد تغيير الجو الكوميدى العام عقب نجاح فيلم «إسماعيلية رايح جاى» نهاية التسعينيات، بعد تقديمه فيلمه «حلق حوش» مع نجم هذه المرحلة محمد هنيدى.
انطلق المخرج الكبير عام 1972 بتقديمه فيلم «صور ممنوعة» مع النجوم نور الشريف ونبيلة عبيد ومحمود المليجى، بعدها غرد فى سماء السينما الاجتماعية والكوميدية بالعديد من الأعمال منها «عالم عيال عيال» و«دقة قلب» و«فى الصيف لازم نحب».
فى نهاية السبعينيات وحتى الثمانينيات، شكّل محمد عبدالعزيز مع الزعيم عادل إمام ثنائياً ناجحاً وقدما بواقع كل عام عملا فنيا وأحيانا فيلمين، منها «المحفظة معايا» و«قاتل ما قتلش حد» و«خلى بالك من جيرانك»، وغيرها، مما دفع النقاد وقتها أن يتوسموا فى محمد عبدالعزيز أن يكون خليفة المخرج المبدع رائد الكوميديا المصرية فطين عبدالوهاب. لم تقتصر سينما محمد عبدالعزيز على اللون الكوميدى فقط، ولكن اتجه فى الثمانينيات لتقديم أعمال اجتماعية مهمة، منها «الجلسة سرية» مع محمود ياسين، ويسرا، و«رحلة الشقاء والحب» مع يحيى الفخرانى ومحيى إسماعيل، و«لك يوم يا بيه» مع محمود عبدالعزيز وأبو بكر عزت، و«الحكم آخر الجلسة» مع نور الشريف وبوسى، و«المعلمة سماح» لمديحة كامل وعزت العلايلى.
فى التسعينيات مع ظهور موجة الكوميديا الجديدة قدم عبدالعزيز 9 أفلام فقط تعد من الأفلام المميزة منها «ليلة عسل» و«آه.. وآه من شربات». مع حلول الألفية الثالثة اتجه المخرج الكبير للأعمال الدرامية، وابتعد عن السينما، وقدم عددا من المسلسلات منها «أبو ضحكة جنان» عن حياة الراحل إسماعيل ياسين، و«تاهت بعد العمر الطويل».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة