قصائد فى حضرة بيت الله الحرام..شعراء يصفون رحلاتهم إلى الحج

الجمعة، 25 سبتمبر 2015 11:00 م
قصائد فى حضرة بيت الله الحرام..شعراء يصفون رحلاتهم إلى الحج بيت الله الحرام "ارشيفية"
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حازت فريضة أداء الحج، باهتمام كثير من الشعراء، الذين أخذوا يكتبون قصائدهم، تعبيرًا عن خشوعهم، سواء فى الفترة التى سبقت الإسلام، أو بعده، واختلف إحساس كل من الشعراء فى وصف إحساسه تجاه الكعبة، والوقوف على جبل عرفات، وتأديبة مناسك الحج، وعبروا فى أشعارهم عن حنينهم وشوقهم إلى مكة ولهفتهم إليها.

النابغة الذبيانى:


وإذا كان للحج مكانته الروحية السامية فى نفوس كل المسلمين، حيث حظى باهتمام العديد من الشعراء، سواء القدماء أو المحدثين، فإن الشعر الجاهلى قبل الإسلام هو الآخر تناول مدح الكبة، ووردت عدة قصائد لشعراء لعدد من الشعراء الذين تسابقوا فى كتابة القصائد والأبيات التى تقدس الكعبة، وفى سوق عكاظ كان الشعراء يتبارون لتأخذ قصائدهم طريقها إلى جوف الكعبة، بل إن النابغة الذبيانى حين تعرض لفتنة إحدى النساء عفّ عن اللهو معها بسبب قدسية أشهر الحج، فقال:
قـالت:أراك أخـا رحـل و راحلة تـغشى مـتآلف لـن يـنظرنك الـهرما/ حــياك ود: فـانا لا يـحل لنـا لـهو النسـاء وإن الديـن قـد عـزما/مشـمرين عـلى خـوص مزمـمة نـرجو الإله ونـرجـو البـر والطـعما.

عمر بن أبى ربيعة:


وأما فى عصر الإسلام تنافس الشعراء فى وصف مشاعرهم نحو بيت الله الحرام، من بين هؤلاء عمر بن أبى ربيعة الذى قصيدة فى وصف فريضة الحج، يقول فى مطلعها:

إنى ومن أحرم الحجيج له وموقف الهدى بعد والبدن/ والبيت ذى الأبطح العتيق وما جلل من حر عصب ذى اليمن/ والأشعث الطائف المهل وما بين الصفا والمقام والركن/ وزمزم والجمار إذ رميت والجمرتين اللتين بالبطن/ وما أقر الظباء بالبيت والورق إذا ما دعت على فنن.

بن دقيق العيد


وفى عصر آخر وهو القرن السابع الهجرى، يهيم بن دقيق العيد شوقا بمناسك الحج، ومشاعره الفياضة التى اعتملت فى صدره لحظة وصوله إلى أرض الحجاز، فيصف مشاعره بقوله:
تهيم نفسى طربا عندما استلمح البرق الحجازيا/ ويستخف الوجد عقلى وقد أصبح لى حسن الحجى زيا/ يا هل أقضى حاجتى من منى وأنحر البزل المهاريا/ فأرتوى من زمزم فهى لى ألذ من ريق المها ريا.

أحمد شوقى


وفى العصر الحديث، برزت أسماء الكثير من الشعراء الذين تناولوا وصف رحلة الحج فى قصائدهم، وصورا فيها الأماكن المقدسة فى أرض الحجاز، والحديث عن مناسك الحج، فكان للشاعر أحمد شوقى قصيدة بديعة قال فيها:
إلى عرفات الله يا خير زائر/ عليك سلام الله فى عرفات / ففى الكعبة الغراء ركن مرحب / بكعبة قصاد وركن عفاة / على كل أفق بالحجاز ملائك / تزف تحايا الله والبركات / لدى الباب جبريل الأمين براحة / رسائل رحمانية النفحات / وما سكب الميزاب ماء وإنما / أفاض عليك الأجر والرحمات / وزمزم تجرى بين عينيك أعينا / من الكوثر المعسول منفجرات.
ومن المشاهد التى تخلب لب شوقى ذلك المشهد المهيب لأصناف الحجاج من مختلف البقاع، وهم على اختلاف ملامحهم، وبلادهم متساوون أمام رب البرية فى هذا المكان العظيم، فيصف شوقى ذلك المشهد قائلا:
لك الدين يا رب الحجيج جمعتهم لبيت طهور الساح والعرصات/ أرى الناس أصنافا ومن كل بقعة إليك انتهوا من غربة وشتات/ تساووا فلا الأنساب فيها تفاوت لديك ولا الأقدار مختلفات / عنت لك فى الترب المقدس جبهة يدين لها العاتى من الجبهات/ منورة كالبدر شماء كالسها وتخفض فى حق وعند صلاة.

محمود حسن إسماعيل


أما الشاعر محمود حسن إسماعيل فقد حاول استخلاص العبر والمواعظ من رحلة الحج والوصول إلى الأسرار الروحية للمناسك وأثرها على الحجاج، فيقول:
ولما نزلنا بأرض الهدى ورد السلام حمام الحرم/ وطفنا مع الشوق حول الستور ورحنا بأرواحنا نستلم/ دعونا وماذا تقول الشفاه إذا الروح غنت بسحر النغم.
وعندما يدخل إلى البيت الحرام يقول: هنا النور يشرق فى كل عين هنا العطر يسبح فى الروضتين/ هنا الروح فى عتبات الضياء وفوق الصفا وعلى المروتين/ صفاء يعطر كل الدروب وطهر يفيض على الجانبين/ هنا مهبط الوحى من سار فيه سرى هائم الروح فى جنتين.

بدوى الجبل


وهناك الشاعر السورى بدوى الجبل، الذى لا يقل شعره روعة عن شعر شوقى، وهو الشاعر الذى تخيل أنه يسير فى رحلة إلى بيت الله الحرام، فيعيش بروحه وخياله هذه التجربة ويصف الكعبة فيقول:
بنور على أم القرى وبطيب/ غسلت فؤادى من أسى ولهيب / لثمت الثرى سعيا وكحلت مقلتي/ بحسب كأسرار السماء مهيب / وأمسكت قلبى لا يطير إلى منى / بأعبائه من لهفة وحبيب / هنا الكعبة الزهراء والوحى والشذى / هنا النور فافنى فى هواه وذوبى / ويا مهجتى بين الحطيم وزمزم / تركت دموعى شافعا لذنوبى / وفى الكعبة الزهراء زينت لوعتى / وعطر أبواب السماء نحيبى.

على باكثير الحضرمى:


وينطلق الأديب باكثير الحضرمى من مدينة القاهرة إلى مكة، فى رحلة لقضاء فريضة الحج، ويقول عن تجربته: هنا أمرغ خدى صبوة وجوى/ فتهتف الحور بشرى خدك الترب / فإن رأيت دموعى أنبتت حجرا / فتلك منى دموع الفرحة العجب.


موضوعات متعلقة..


بالصور.. منطقة الأهرامات تشهد إقبالا كبيرا فى ثانى أيام عيد الأضحى








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة