جمال أسعد

السيسى والمعارضة الوطنية

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015 11:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك كلمات وألفاظ وتعبيرات سياسية تتداخل فيما بينها فتنتج فهما خاطئاً بل أحياناً نجد سلوكاً متناقضاً يضر ولا يفيد ولذا يجب ضبط الكلمات وتصحيح المعانى حتى لا نختلف فى وقت لا نملك فيه رفاهية الخلاف بل يمكن أن نوُجد أرضاً مشتركة للاتفاق حتى لا يضيع من أقدامنا الطريق الذى نبتغيه لبناء مصرنا الجديدة فهناك وطن ودولة وهناك نظام وحكومة وهناك حاكم ورئيس. هنا من الطبيعى أن لا يتم الخلط بين هذه الكلمات لأن لكل منها معناها ومبناها الواجب تحديده تحديداً صحيحا فالوطن يعنى مصر شعبها، أرضها، تاريخها، حضارتها، فنها، هويتها، عاداتها، تقاليدها وجغرافيتها وهذا بالطبع فكل من يعيش على أرضها ويعتز بتاريخها ويأمل ويعمل من أجل مستقبل زاهر لها فهو مصرى ينتمى إليها. والوطن هو الجانب المعنوى للدولة التى تعنى الكيان المادى الذى يتجاوز الزمن ويصمد أمام الحوادث ويتخطى التحديات. والوطن بمفهومه المعنوى والدولة بوجودها المادى غير الأنظمة التى تتبدل وتتغير عبر الزمان خضوعا للمتغيرات التاريخية والبشرية والعلمية. هناك نظام الرعى والزراعة والصناعة هناك نظم رأس مالية وأخرى اشتراكية وهنا يمكن لأى مواطن أن يتفق أو يختلف يقبل أو يرفض هذه الأنظمة بناءً على توجهات المواطن السياسية ورؤاه الاقتصادية ومصالحه الذاتية . والاختلاف هنا لابد أن يكون فى إطار الدستور والقانون اللذين يعطيان الحق فى هذا الاختلاف ويتبع ذلك بالطبع الحكومات التى تلتزم بالحفاظ على هذه الأنظمة. أما الرئيس أو الحاكم أيا كان المسمى فهو من يختاره الشعب حسب الدستور الذى حدد مهامه وصلاحياته وبناء على خطة ذلك الحاكم الذى يتم تقييمه أو الاختلاف أو الاتفاق معه على تنفيذ تلك الخطة. ولذا وعلى ذلك فطوال التاريخ سواء قبل الدساتير والقوانين أو بعدها فهناك دائماً وأبداً معارضة لتلك الأنظمة ولهذه الحكومات ولهؤلاء الحكام. وبالطبع فمشروعية ومصداقية هذه المعارضة تتمثل فى حبها للوطن وخوفها على الدولة وهذا هو الأهم وبوابة العبور لأى معارضة وطنية حيث إنه لا يمكن أن نعتبر أن من يريد تغيير هوية الوطن ومحو تاريخه ومن يبتغى إسقاط الدولة أنه معارضة. ولكن من يختلف مع النظام ويريد إسقاط الحكومة بالانتخابات فهذا مشروع وتطبيق لمبدأ تداول السلطة كما أن الاختلاف المشروع والموضوعى مع الحاكم حول مصلحة الوطن وصالح المواطن فهذا مطلوب للوطن وللشعب وللرئيس. ولذا لا يوجد نظام ديموقراطى حقيقى بلا معارضة وإلا سيصبح نظاماً أحادياً شمولياً دكتاتورياً. وهنا يمكن أن تكون هذه المعانى غير آخذة وضعها من حيث التطبيق ذلك لظروف تاريخية مرت بالوطن. ولكن بعد 25 / 30 لا شك فهناك آمال كبيرة لدى كل محب لهذا الوطن أن نجد مكاناً لتنفيذ وتطبيق تلك المعانى قولاً وفعلاً وإلا نكون كمن يسير فى مكانه أو كأننا نتكلم كلاما ساكت. ومشكلتنا دائماً فى تلك الجوقة من المنافقين والانتهازيين الذين يوجهون بوصلتهم ويسعون لمصالحهم مع كل الأنظمة مهما كانت ومهما تناقضت فهم مع الجميع من عبد الناصر حتى السيسى. وهؤلاء يتطوعون نفاقاً للنظام وتقرباً للرئيس بمواجهة المعارضة خالطين بين الوطنية وغير الوطنية زاعمين أن هذا يفيد الحاكم والنظام وهم لا يدرون أن هذه هى بداية النهاية وما 25 يناير ببعيد. المعارضة حق لصالح الوطن والحاكم والنفاق هو الخطر الحقيقى على الوطن والحاكم فدعوا الوطن حصناً للمواطن والرئيس أملاً.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة