السيسى لمجتمع الأعمال الصينى: قانون خاص لمنطقة محور قناة السويس ينظم الاستثمار بحوافز جيدة.. ويؤكد: نحتاج زيادة معدل النمو لـ7.5% فى أسرع وقت.. ونسعى لرفع كفاءة الموانئ المصرية لخدمة حركة التجارة

الرئيس: مصر تحركت بصورة سريعة لتحفيز الاقتصاد على أساس علمى مدروس

السيسى: بدأنا نلمس نتائج اقتصادية إيجابية انعكست على بيئة الاستثمار والبورصة

السيسى: كنت أتمنى خلال العشرة أشهر الماضية إنهاء نصف الطريق لبناء محطات طاقة باستخدام الفحم

الرئيس: مستعدون لتجهيز الإنشاءات لأى شركة تأتى لمصر لتبدأ العمل وذلك خلال عام واحد

السيسى: إحنا داخلين على مشروعات ضخمة لتطوير البنية المعلوماتية

أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى عن وجود قانون خاص لمنطقة محور قناة السويس ينظم الاستثمار فى هذه المنطقة بحوافز جيدة وإجراءات بسيطة وذلك تحت إشراف هيئة قناة السويس، وأكد أن هذا القانون يتعامل ويتفاعل بكل ما يخص منطقة شرق بورسعيد والعين السخنة.



وقال الرئيس، خلال لقائه، فى ثانى أيامه بالصين، اليوم الأربعاء، فى مقر إقامته ببكين مع كبار المستثمرين الصينيين، بحضور الوفد المصرى المرافق للرئيس، إن قناة السويس الجديدة خطوة أولى على طريق خطوات أخرى وإقامة مشروعات عملاقة بمحور قناة السويس.

نتائج اقتصادية إيجابية

وأوضح الرئيس السيسى: "بدأنا نلمس نتائج اقتصادية إيجابية انعكست على بيئة الاستثمار والبورصة المصرية وهو ما عزز ثقة العالم ومؤسسات التصنيف الدولية فى مستقبل الاقتصاد المصرى".

وأضاف أن مؤشرات الاقتصاد المصرى بدأت فى التحسن حيث زاد حجم الاستثمار الأجنبى المباشر 5.7 مليار دولار واصفًا هذا الرقم بالمتواضع جدًا خلال الفترة من 2012 حتى مارس الماضى ولابد أن يتضاعف هذا الرقم 10 أضعاف، مشيرًا إلى زيادة النمو الاقتصادى بنحو 4.2% عام 2014 - 2015، موضحًا أن مصر تحتاج إلى زيادة معدل النمو الاقتصادى إلى 7.5% فى أسرع وقت ممكن وأى رقم أقل من ذلك لن يحقق المطلوب للمصريين.

وأشار إلى أن معدل النمو المتوقع عام 2015 – 2016 فى مصر سيبلغ 5.2%، لافتًا إلى أن جذب وتسهيل الاستثمارات يأتى فى مقدمة أولويات عمل الحكومة المصرية.

مشروع تنمية محور قناة السويس

وأعرب الرئيس السيسى عن تقديره للصين على زيادة استثماراتها فى مصر خلال السنوات القليلة الماضية، مشددًا على أنه أصدر توجيهات للحكومة بتذليل كافة العقبات التى تجابه الشركات الصينية بالسوق المصرية والعمل على التغلب على أى معوقات.

وأوضح أن الحكومة المصرية ملتزمة أيضًا بتنفيذ كافة التزاماتها تجاه الشركات العالمية منها الصينية العاملة فى مصر، مشيرًا إلى أن الحكومة بدأت فى اتخاذ إجراءات لتنفيذ مشروع تنمية محور قناة السويس داعيًا الشركات الصينية للمساهمة فى ذلك المشروع.

وقال إن الشركات الصينية العاملة فى مصر تسهم فى تعزيز التعاون المصرى الصينى من خلال المصانع والمشروعات ونقل التكنولوجيا مبديًا أمله فى زيادة عدد المشروعات الصينية فى مصر.

العلاقات المصرية الصينية

وأكد الرئيس السيسى حرص مصر على تطوير والارتقاء بمستوى العلاقات المصرية الصينية إلى مستويات أرحب وأوسع خلال الفترة المقبلة، مشددًا على خصوصية العلاقات التى تجمع بين الدولتين، مشيرًا إلى أن اللقاء يمثل فرصة طيبة للتعرف مباشرة على التقدم المحرز حتى الآن فى تنفيذ المشروعات والاستثمارات فى مصر وكيفية تذليل العقبات التى قد تواجههم.

وأكد "السيسى"، أن وجوده فى بكين ولقاءه برجال الأعمال ورؤساء الشركات الصينية الهدف منه إعطاء رسالة قوية للشركاء الصينيين بحرص مصر على الاستثمار وإقامة المشروعات المشتركة وتحقيق المنفعة للطرفين.



ورحب الرئيس السيسى بالمستثمرين الصينيين ورجال الأعمال فى مصر وزيادة التعاون بين البلدين خاصة طريق الحرير البحرى والذى سيكون أمل العالم كله خلال السنوات المقبلة، فهناك ميناء شرق بورسعيد وميناء العين السخنة، مضيفًا: "ونسعى لرفع قدرة وكفاءة هذه الموانئ لتكون مناسبة لحركة التجارة العالمية".

وعلّق الرئيس السيسى على كلمات رؤساء الشركات الصينية الذين تحدثوا خلال اللقاء، قائلاً: "أنا هبدأ بكلمة لين يونج رئيس شركة ( china harbor)..عندك حق وكان المفروض إن مصر تنتهى من تعميق قناة شرق شرق بورسعيد على مساحة 11 كيلو لتسمح بحرية الملاحة".

وأضاف الرئيس السيسى أنه عندما عرض عليه هذا الموضوع خلال الفترة الماضية تم إعطاء تعليمات واضحة بإنهاء تلك المشكلة وحلها وتعهد الرئيس بأنه خلال 3 أشهر سيتم تنفيذ هذا الجزء من جانب مصر لتسمح للشركة بالعمل بالشكل المناسب فى مصر وتحقق النجاح للطرفين.

تطوير الموانئ

وأشار الرئيس السيسى إلى أنه يتفق مع ما ذكره رئيس الشركة الصينية على أن الموانئ فى مصر مازالت تحتاج للكثير من التطوير ونحتاج تعاون الشركات الصينية فى هذا الأمر، موضحًا أن الجزء المخصص للشركة فى شرق التفريعة بنهاية عام 2016 سيكون هناك واحد من أفضل الموانئ فى البحر المتوسط.



كما أشار الرئيس السيسى، إلى رغبة مصر بوجود الشركات الصينية للاستثمار فى مصر وخاصة فى مجالات الطاقة، مؤكدًا أن ما يخص الاستثمار فى مصر هو أمر مشترك بين الجانبين وسنحاول من جانبنا تنفيذ الحد الأقصى المطلوب من مصر لتسهيل الإجراءات والعمل المطلوبة.

وارتجل الرئيس السيسى خلال إلقاء كلمته المكتوبة، قائلاً: "إحنا زرنا شركة رونج يانج العام الماضى- خلال زيارته السابقة لبكين- وكنت أتمنى خلال العشر أشهر الماضية نكون أنهينا نصف الطريق لبناء محطات طاقة باستخدام الفحم.. الموضوع مشترك بين مصر وجزء آخر من الشركات والبنوك الصينية ونحن لدينا إرادة كاملة لبناء محطات طاقة وعندما بدأت مصر فى التفاوض مع الشركة الألمانية لإقامة محطات الطاقة فى مصر وتم خلال شهرين الانتهاء من الاتفاق وبدأت الشركة فى التنفيذ".

نشاط شركة "تيدا" فى مصر

وتطرق الرئيس إلى نشاط شركة "تيدا" فى مصر، والتى تقيم منطقة صناعية على مساحة 6 كليو، وقال إن مصر لديها مناطق صناعية كثيرة وفى محور تنمية قناة السويس هناك منطقتان صناعيتان هما شرق بورسعيد على مساحة 40 مليون متر والعين السخنة وسيكونا نقطة ارتكاز لأفريقيا وأوروبا والخليج بعد إنشاء صناعات بتلك المنطقة.

وتعهد الرئيس للشركات الصينية وشركة "تيدا" باستعداد الدولة المصرية بتجهيز الإنشاءات والبنية الأساسية وتسليم المبانى لأى شركة تأتى لمصر لتبدأ العمل وذلك خلال عام واحد فقط وتسليم المصانع جاهزة للبدء فى العمل وخاصة فى منطقة شرق بورسعيد والعين السخنة وليس فى منطقة السويس فقط.

وشدد الرئيس السيسى على جدية مصر فى تسهيل إجراءات الاستثمار وجذب المستثمرين الصينين، وقال: "إحنا جادين ولدينا إصرار كبير على التحرك بكل قوة ربنا أعطاها لنا علشان خاطر بلدنا والمصريين ونعتمد على الأصدقاء الصينيين فى ذلك".

وأضاف أن قناة السويس الجديدة كانت خطوة صغيرة من طريق مصر الكبير وسيتم تنفيذ المشروعات فى عام واحد أو اثنين على الأكثر وليس 5 سنوات أو 10 سنوات خاصة فى تجهيز المناطق الصناعية للشركات الصينية وغيرها من الشركات العالمية، وأنه سيتم تجهيز منطقة صناعية متطورة بشكل كامل لتبدأ أى شركة عملها على الفور ولن يتم ذلك فى 10 سنوات ولا 15 سنة.

إنتاج "الفيبر جلاس"

وأشار الرئيس إلى مصانع إنتاج "الفيبر جلاس" فى مصر، قائلاً: "إحنا داخلين خلال الفترة القليلة المقبلة على مشروعات ضخمة جدًا لتطوير البنية المعلوماتية فى مصر فى أسرع وقت ممكن"، وطالبهم بزيادة الإنتاج خلال الفترة المقبلة.

وتطرق الرئيس كذلك إلى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، حيث تقام المرحلة الأولى منه على مساحة 6 ملايين متر، مطالبًا رجال الأعمال الصينيين بالاستثمار فى العاصمة الجديدة كما طالبهم بالاستثمار فى مدينة العلمين الساحلية الجديدة على البحر المتوسط.

وقال، إن مصر تشهد عملاً ضخمًا جدًا على كافة الأصعدة الاقتصادية لتحقيق نهضة اقتصادية للمصريين والاقتصاد المصرى.

اكتشاف احتياطات الغاز

وحول استثمارات شركات البترول الصينية فى مصر، قال الرئيس السيسى، إن الجميع شاهد نتائج العمل الحقيقى فى فترة زمنية قليلة لتحصل شركة أجنبية على عائد قوى من خلال عملها- قاصدًا اكتشاف حقل الغاز الطبيعى الذى أعلنت عنه مؤخرًا شركة إينى الإيطالية والذى يعد الأكبر فى العالم- وأكد الرئيس السيسى أن هذا الاكتشاف سيكون واحدًا من 100 اكتشاف سيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة فى مصر.

وأكد أن الصين تعد أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر وتقدم القاهرة للشركات الصينية مدخلًا واسعًا لنفاذ منتجاتها باتفاقيات التجارة بين البلدين.



وأضاف الرئيس السيسى أن هناك 3 مشروعات فى مصر يمكن للشركات الصينية أن تستثمر فيها وعلى رأسها مشروع استصلاح مليون ونصف فدان، والهدف من هذا المشروع إقامة مجتمع عمرانى متكامل لنقدم للإنسان المصرى فرصة للعيش والعمل والإنتاج ونسعى لتجاوز كل المشاكل الماضية وطالب الرئيس الشركات الصينية بالاستثمار فى هذا المشروع ومساعدة مصر، لافتًا إلى أن المليون ونصف فدان جزء من مشروع 4 ملايين فدان نريد استصلاحهم خلال السنوات المقبلة تريد مصر إقامة بنية أساسية كاملة ومتكاملة ليكون لدينا مجتمع عمرانى وسكانى.



وقال لرجال الأعمال الصينين: "إحنا بنغير منكم وعايزين نعمل زيكم لبلدكم وننجز بسرعة أكبر كل المشروعات لتحقيق أمال المصريين".

وعلق الرئيس السيسى على كلمة رئيس صندوق التنمية الصينى الأفريقى، الذى أكد أن الصين خصصت مبلغ 150 مليون دولار لتنفيذ مشروعات اقتصادية فى مصر، مؤكدًا أن هذا المبلغ بسيط وصغير بالمقارنة بوزن ومكانة مصر وعدد سكانها.

وأوضح أن مصر تحركت بصورة سريعة لتحفيز الاقتصاد على أساس علمى مدروس ورؤية واضحة ومحددة استندت إلى خريطة طريق اقتصادية تتضمن خطوات عاجلة وإصلاحات هيكلية متوازية.

قوانين جديدة لتنظيم وتسهيل الاستثمارات

وأضاف أن هذه الخريطة تشمل إصلاحات مهمة فى السياسية المالية وترشيد الدعم المتوازى وإطلاق عدد كبير من المشروعات العملاقة، منوهًا إلى أن الحكومة المصرية أصدرت قوانين جديدة لتنظيم وتسهيل الاستثمارات من خلال نظام الشباك الواحد.

وفى ختام كلمته، كرر الرئيس السيسى ترحيبه بالمستثمرين الصينيين، قائلاً: "أرحب بكم فى مصر لحل أى مشكلة أو عقبة تواجهكم.. نحن جادون فى ذلك من أول مسئول فى الدولة وهو الرئيس حتى الحكومة المصرية".