بالصور.. فى اليوم العالمى لـ"أمراض النساء".. الناجيات من الموت يروين قصصهن مع السرطان.. غادة تحملت وجع العلاج بالشيطان الأحمر وتحديت المرض بالألوان وكتاب ماما والورم..ومروة رفعت شعار لن يهزمنا مرض

الخميس، 10 سبتمبر 2015 04:20 م
بالصور.. فى اليوم العالمى لـ"أمراض النساء".. الناجيات من الموت يروين قصصهن مع السرطان.. غادة تحملت وجع العلاج بالشيطان الأحمر وتحديت المرض بالألوان وكتاب ماما والورم..ومروة رفعت شعار لن يهزمنا مرض غادة صلاح بعد شفائها من المرض
كتبت نهير عبد النبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تملك المرض منها فضعفت، بدأ شعرها الطويل فى السقوط، لم تعد بتلك القوة والنشاط التى كانت عليهما، لكنها وعلى الرغم من إصابتها بالسرطان، صمدت وقاومت حاربت من أجل استعادة روحها، فغلفت حياتها بالتفاؤل، ارتدت ملابس ذات ألوان مبهجة، خرجت لتستقبل الحياة بروح جديدة، تسقط فى بعض الأحيان وتضعف ولكنها تعود وتقف وتقاتل لتصبح أقوى مما كانت عليه، حتى جاءت اللحظة التى طال انتظارها وهى لحظة انتصارها على المرض.

غادة صلاح بعد شفائها من المرض -اليوم السابع -9 -2015
غادة صلاح بعد شفائها من المرض


وفقا لمنظمة الصحة العالمية من المتوقع أن يرتفع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمى من 14 مليونا فى عام 2012 إلى 22 مليون وفاة فى عام 2030.
والسرطان مصطلح عام يشمل مجموعة من الأمراض يمكنها أن تصيب كل أجزاء الجسم.
ويشار إلى تلك الأمراض أيضاً بالأورام والأورام الخبيثة، ومن السمات التى تطبع السرطان التولّد السريع لخلايا شاذة يمكنها النمو خارج حدودها المعروفة واقتحام أجزاء الجسد المتلاصقة والانتشار إلى أعضاء أخرى.

غادة صلاح وبسمة تحدى وإصرار -اليوم السابع -9 -2015
غادة صلاح وبسمة تحدى وإصرار


وفى اليوم العالمى لأمراض النساء تحدثت اليوم السابع مع البطلات الناجيات من مرض السرطان بأنواعه المختلفة وتعرفت على قصة نضال كل سيدة منهن مع المرض.

غادة صلاح فى فترة المرض  -اليوم السابع -9 -2015
غادة صلاح فى فترة المرض


"غادة" ارتدت الباروكة والألوان المبهجة لمحاربة مرض السرطان


غادة صلاح من مريضة سرطان إلى مدير برامج المرأة بالمؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى، فهى واحدة من الناجيات من مرض السرطان وبقوتها وحبها للحياة تحملت الوجع والألم ولم تستسلم لمرض خبيث، ولكن تحملت كل الضغوطات وجلسات العلاج التى كانت تأكل فى جسدها، وتعمدت أن تهتم بمظهرها من خلال ارتداء الباروكة والألوان والإكسسوارات المبهجة وكأنها تقول للجميع أنا أقوى من أى مرض.

داليا شتا وضحكة من القلب -اليوم السابع -9 -2015
داليا شتا وضحكة من القلب


تحملت الكثير حتى تم شفاؤها وكرست حياتها فى توعية المرضى وتحفيزهم لمواجهة الآلام، وعن قصة معانتها قالت غادة لـ"اليوم السابع": اكتشفت سرطان الثدى منذ حوالى سنتين ونصف لم أكن أهتم بالكشف الدورى بالرغم من أنى كنت تخطيت سن الأربعين، ولاحظت وجود ورم واضح فى الثدى "كلكيعة"، فذهبت فى اليوم التالى لعمل أشعة الماموجرام، وهناك اتضح أنه ورم غير حميد، واستكملت رحلة الكشف وذهبت إلى جراح أورام وطلب منى أخذ عينة من الورم، كل هذا حدث فى نفس اليوم، كانت صدمة قاسية، وكانت التوقعات تشير إلى أننا أمام حالة سرطان، وتأكدنا من ذلك بعد ظهور نتيجة تحليل عينة الورم، وفى خلال 10 أيام من اكتشافى للورم، خضعت لعملية جراحية لاستئصال الورم، وبعدها خضعت للعلاج الكيمائى يليه الإشعاعى واستغرقت فترة العلاج حوالى 7 شهور.

داليا وصديقتها غادة بعد أن هزمن المرض  -اليوم السابع -9 -2015
داليا وصديقتها غادة بعد أن هزمن المرض


وعن معانة علاج الكيماوى وتأثيره على غادة كـ"امرأة" تخشى أن تفقد شعرها أو يتبدل وجهها قالت: من المعروف أن العلاج الكيماوى علاج صعب وله آثار جانبية قاسية، ويعد فى حالة مثل حالتى علاجا وقائيا للقضاء على أى خلايا سرطانية كان من المحتمل بقاءها فى الجسم بعد العملية الجراحية، وللتقليل من فرصة عودة المرض، ويعتبر علاجا شاملا لأن ‏الدواء يصل إلى جميع أنحاء الجسم عن طريق مجرى الدم، فتتأثر أيضا الخلايا الأخرى الكثيرة الانقسام مثل خلايا الشعر والأظافر، وخلايا الجهاز الهضمى، وخلايا النخاع العظمى (التى تكون كريات الدم الحمراء والبيضاء وصفائح الدم) وكلما كانت الخلايا أكثر انقساما كلما كان تأثير العلاج الكيماوى عليها أشد.

غادة تحتفل مع بناتها -اليوم السابع -9 -2015
غادة تحتفل مع بناتها


واستطردت حديثها قائلا: كان من ضمن تركيبة العلاج محلول أحمر اللون يلقب "بالشيطان الأحمر"، وذلك لشدة آثاره الجانبية على المريض، ولم أجد وصفا أبلغ من ذلك لهذا العلاج الملعون، فقد كنت أعانى من آثاره بعد ساعات قليلة من انتهاء الجلسات وكانت تستمر هذه المعاناة قرابة الأسبوع بعد كل جلسة كان الشعور بالإعياء محتملا، ولكن الشعور بالغثيان كان لا يمكن وصفه ولا تحمله، وكل الدواء كان لا يجدى، والنوم كان ضيفا عابرا، كنت أبكى من شعورى بالعجز الشديد لمواجهة هذا الدواء الذى استباح جسدى وعقلى وعاطفتى.

مروة قاسم -اليوم السابع -9 -2015
مروة قاسم


وبالرغم من صعوبة العلاج، إلا أنى لم أستسلم له، وبعد اليقين بالله أنه سيشفينى، كنت أستمد قوتى من حب الناس ومساندتهم كل من (أسرتى، أمى، أختى، أقاربى، زميلاتى فى العمل، صديقاتى، جيرانى) فكنت أعمل كمدرسة فى حضانة أطفال مشهورة، وكنت آخذ قسطا من الراحة عندما أشعر بالتعب، ولكن عندما كنت أشعر بتحسن ونشاط ولو طفيف، كنت أخرج للتنزه وأتعمد أن أرتدى ملابس زاهية الألوان وإكسسوارات مبهجة، وكنت أحيانا أستعين بالشعر المستعار ( الباروكة) وأحيانا أخرى أرتدى القبعات الملونة.

أم البنات ترفع شعار لم يهزمنى مرض  -اليوم السابع -9 -2015
أم البنات ترفع شعار لم يهزمنى مرض


وتابعت: بعد شفائى بفضل الله، تولدت بداخلى رغبة أن أساعد كل سيدة تمر بهذه التجربة، فبدأت بالمشاركة فى حملات التوعية بمرض سرطان الثدى لدى المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى، وإلقاء كلمات فى فعاليات كثيرة كنموذج إيجابى للناجيات من المرض، كما كنت صاحبة فكرة ومشرفة على ترجمه قصة أطفال مصورة "ماما والورم" تتناول كيفية إخبار الأطفال الصغار بمرض والدتهم بأسلوب مبسط يتناسب مع إدراكهم، وكنت أيضا صاحبة فكرة أغنية "لسة جميلة" التى كتب كلماتها الشاعر وليد عبد المنعم ولحنها أسامة الهادى، وجاءت على شكل أغنية جماعية، غنتها الفنانة حنان ماضى مع العديد من مغنين الإندرجراوند، حاليا التحقت بالعمل مع المؤسسة بصفة رسمية، للمساهمة فى تقديم خدمات الدعم النفسى، والإشراف على برامج صحة المرأة.

داليا مع أسرتها -اليوم السابع -9 -2015
داليا مع أسرتها


وقالت: "أنصح كل من يمر بهذه التجربة أن يبحث بداخله ويسمع لصوت القوة، ولا يقاوم التغير الذى حدث بداخلة، فإنه حتما للأفضل.

داليا مع بناتها -اليوم السابع -9 -2015
داليا مع بناتها


اليقين بالله والإرادة القوية أسباب شفاء مروة


انتقل المرض فى جميع أجزاء جسدها ولكن بفضل إيمانها بالله ودعاءها المستمر نجت منه، وذلك بعد معاناة وصبر، إنها مدرسة اللغة العربية "مروة قاسم" والتى قالت لـ"اليوم السابع": كنت أعانى من سرطان فى الحوض والغدد اللمفاوية ثم انتقل إلى الرحم والمبايض وجزء من الغشاء البريتونى، بالإضافة إلى الزائدة والمرارة، اكتشفت المرض فى سنة 2013، بالصدفة أثناء الكشف والفحوصات التى طُلبت منى أثناء علاجى من جلطات الرئة التى كنت أعانى منها، صدمنى الخبر ولكن سرعان ما أنزل الله على سكينة لم أعرفها من قبل.

غادة مع ابنها -اليوم السابع -9 -2015
غادة مع ابنها


كان لا بد أن أخضع لجلسات علاج كيماوى مكثفة وعمليات بزل للمياه التى تكونت فى البطن وعلى والرئة، وأخذت حقن مذيبة للجلطات، ونقل دم لإنقاذى من الأنيميا الحادة، قبل الخضوع للعملية الكبيرة والمعقدة لاستئصال كل هذه الأورام، مكثت فى العناية المركزة لمدة ستة أيام كنت فيهم أقرب للموت من الحياة، وكان لابد أن استكمل جلسات الكيماوى الأصعب بعد كل هذه المعاناة لمده أربعة أشهر إضافية، وبعد سنة من العملية اكتشفت ورما فى الثدى، عشت فى قلق شديد حتى ظهرت نتيجة العينة التى أكدت أنه حميد، وكان لا بد من استئصاله.

كانت الجلسات التى أخذتها بعد العملية هى الأشد صعوبة، وكانت الجلسة تستغرق ستة ساعات، كنت قد فقدت شعرى الطويل منذ الجلسات الأولى، كانت لحظات سقوطه بكثافة مؤلمة وصادمة ولكنها لم تستمر طويلا، فسرعان مازال هذا التوتر، وتقبلت الواقع، وتعايشت مع آلام المرض بكل هدوء، وكنت أعانى من الهزيان والضعف الشديد، وأكرمنى الله بدعاء الكثير من أحبابى، فكنت حتى لا أستطيع أن أرفع يدى للدعاء.
وتابعت: ساندنى أخوتى وأبى وجدتى، وصديقاتى وأخص بالذكر صديقتى "توتو" التى لم تتركنى طيلة فترة مرضى، حاربت المرض باليقين بالله والإرادة القوية، وأنصح كل من يمر بهذه التجربة القاسية بعدم اليأس والتحلى بالصبر والإرادة.

أم البنات استمدت قوتها وعزيمتها من بناتها الصغار


"آلامها وصرخاتها المستمرة" كانت السبب الرئيسى فى تشجيع بناتها للوقوف بجانبها ومساندتها، فاستطاعت أن تهزم مرض السرطان وترفع شعار لم يهزمنى مرض فهى أم البنات "داليا شتا" والتى قالت لـ"اليوم السابع" اكتشفت المرض منذ سنتين ونصف، فكنت دائما أقوم بعمل فحص على الثدى ولكنى أهملته لمدة خمس سنوات إلى أن فوجئت بأن اثنتين من صديقاتى أصيبتا بالمرض، فكانت الصدمة بالنسبة لى وسرعان ما توجهت إلى المستشفى، وهناك أخبرنى الدكتور بأنه من المحتمل أن أجرى عملية استئصال الثدى، وطلب منى فحوصات ومنذ هذه اللحظة وأنا فى بكاء مستمر.

وتابعت: سافرت إلى فرنسا لعمل فحوصات وإجراء العملية وهناك صدمت كثيرا فكان الطبيب يحدثنى بكل جدية ووضوح ولا يراعى الحالة النفسية، وشاهدت صورا لسيدات قمن بإجراء العملية فاكتأبت أكثر ولكن وقوف بناتى وزوجى وأهلى بجانبى شجعنى، فبعد إجراء العملية بدأت معاناتى مع جلسات الكيماوى التى كانت تأكل فى جسدى وتقتلنى يوما بعد يوم.

وأضافت: بدأ شعرى فى السقوط ووزنى نقص بشكل ملحوظ وكان كل خوفى فى هذه المرحلة على بناتى وخصوصا أصغرهن، لأن المنظر كان مرعبا يوما عن الآخر ترى والدتها فى أسوأ حالتها وهذا ما جعل صديقتى غادة صلاح تطرح فكرة كتاب "ماما والورم" لتوعية الأطفال بمرض السرطان، فخوفى عليهن من شجعنى أن أتقبل العلاج وبتشجيعهن ووقوفهن بجانبى تخطيت هذه المرحة الصعبة والحمد لله تم شفائى من المرض ولكن استمر العلاج الهرمونى حتى لا يرجع المرض مرة أخرى.
وعن النصائح التى تقدمها داليا لمرضى السرطان قالت: يجب الكشف المبكر والمستمر فحالات السرطان تزداد يوما بعد يوم، وأخذ العلاج باستمرار والإيمان بالله ويجب أيضا أن نتعلق أكثر بأصدقائنا وأسرتنا لأنهم مصدر قوتنا ولا بد من القوة الصبر والإرادة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة