نشوى الحوفى

لمن ينادون بحقوق الصحفيين.. ماذا عن حقوق الأوطان؟

الثلاثاء، 01 سبتمبر 2015 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حتى لا يدعى المدعون تسييس الحكم فى قضية جزيرة "الماريوت"... اقرأوا شهادة محمد فهمى على موقع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى فى يونيو الماضى
محمد فهمى:
- "استطاعت جماعة «الإخوان المسلمين» أن تصادر تطلعات الشعب المصرى فى ظروف شابتها اضطرابات عميقة واليوم يواجه الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى طريقًا شائكًا إذا ما أراد إعادة تشكيل حكومة فعالة وممثلة للشعب المصرى ولكن الجهات الداعمة لـ جماعة «الإخوان المسلمين» فى قناة "الجزيرة" غير متحمسة لدعم السيسى
- "على ضوء الأبحاث التى قمت بها فى السجن حيث أمضيت أكثر من 400 يوم والمقابلات التى أجريتها مع الناشطين المسجونين توصلت إلى فهم أسلوب العمل "الماسونى" والغامض الذى تنتهجه جماعة «الإخوان المسلمين»
- "أكدتْ لى الشبكة مرارًا وتكرارًا أن عملنا الصحفى المشروع لن يقوَّض أو يُشوَّه من قبل قنوات "الجزيرة" الأخرى وتوقعتُ من الشبكة الوفاء بالتزامها هذا إلا أنها أخلّت به
- هالنى أن أرى رزمنا الإعلامية باللغة الإنجليزية مترجمة إلى اللغة العربية ومحوّرة بحيث تعكس توجهًا عدائيًا مناصرًا لـ جماعة «الإخوان المسلمين»، ويعاد بثها مرارًا وتكرارًا على القناة المحظورة
- طلبت عدة مرات من أرباب عملى فى الدوحة وضع حد لهذه الممارسات لعلمى أنها تعرّضنا نحن الصحفيين لخطر كبير. وفى كل مرة كانت الشبكة تؤكد لى أن قلقى غير مبرر
- قطر تستخدم قناة "الجزيرة" كأداة ضغط لدعم قضية «الإخوان المسلمين». حتى أن قادة قطريين رفيعى المستوى بمن فيهم رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم آل ثانى قد عرضوا على مسئولين أجانب إجراء تعديلات فى تغطية "الجزيرة" مقابل اتخاذ إجراءات تصب فى مصلحة دولة "قطر"



بغض النظر عن الحكم الصادر على المتهمين فى القضية المعروفة باسم "خلية الماريوت" بالسجن المشدد 3 سنوات على خمسة متهمين من بينهم الصحفى محمد فهمى، وبغض النظر عن تصريحات خطيبته بأنه مظلوم -فهذا حقها- وبغض النظر عن تصريحات المحامية الدولية "أمل كلونى" من أنها ستطلب عفوًا رئاسيًا عن محمد، وبغض النظر عن تصريحات محمد نفسه بأنه سيسعى لاستعادة جنسيته المصرية التى تنازل عنها وقت نظر القضية وحصل على الجنسية الكندية!! بغض النظر عن كل هذا وحتى لا يسارع من على قلوب أقفالها لاتهام القضاء بتهم غوغائية من عينة "تسييس الحكم" و"محاربة الرأى الحر" وترصد مصر للصحفيين وأصحاب الرأى" وغيرها من الاتهامات سابقة التعليب بلا فهم، دعونى أنقل لكم أجزاء من مقال لمحمد فهمى ذاته على موقع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى نشره فى 26 يونيو الماضى تحت عنوان "دفع ثمن سياسة قناة الجزيرة".

شرح فيه بما لا يدع مجالاً للشك أو فرصة للتلاعب بالكلمات ما تقوم به قناة الجزيرة من تحوير للتقارير واقتطاع لأجزائها من سياقها لتمنح المشاهد رسائل مختلفة تتفق ورؤية جماعة الإخوان وبما يتفق ورؤية سياسة قطر. ليس هذا وحسب ولكنه أشار فى مقاله كيف عرض وزير الخارجية القطرى على عدد من الدول الأوروبية تغيير سياسة الجزيرة مقابل بعض المطالب القطرية؟! وبالتالى عليكم بقراءة متأنية لتعلموا إلى أى مدى نحن بحاجة للفهم بلا ضوضاء.

* بدأ محمد فهمى مقاله بالتعبير عن قلقه من المحاكمة المنتظرة له ولزملائه فى ذات القضية قائلاً: "أدرك أن هذه المحاكمة رهن بعوامل أخرى غير الأدلة الشخصية المقدمة ضدنا، وينتابنى قلق شديد من أن يقع على اللوم شخصيًا من جراء انتهاكات ارتكبَتْها قناة "الجزيرة، فقد ندفع أنا وزميلَى ثمنًا باهظًا بسبب تدخل دولة قطر، مالكة شبكة "الجزيرة فى الشئون الداخلية لمصر".

أتوقف هنا للرد على ما جاء فى هذا الجزء لأطرح السؤال على محمد فهمى عله يكون قارئًا لى اليوم: "ولماذا استمريت فى العمل فى قناة الجزيرة وأنت تعلم تدخلها فى شئون مصر الداخلية؟ كيف استطعت مواصلة عملك وأخذ راتبك من قناة هذا حكمك عليها؟
*يلفت نظرك جزء شديد الأهمية فى مقالة فهمى عن فترة سجنه الأولى وتواصله مع أعضاء الجماعة الإرهابية وفهمه لفكرهم، فيقول عنهم: "على ضوء الأبحاث التى قمت بها فى السجن، حيث أمضيت أكثر من 400 يوم، والمقابلات التى أجريتها مع الناشطين المسجونين، توصلت إلى فهم أسلوب العمل "الماسونى" والغامض الذى تنتهجه جماعة "الإخوان المسلمين".

إذا هو يصف أسلوب عمل الجماعة بـ"الماسونية" والغامض وهو الذى قريبًا منهم يغطى احتجاجاتهم غير المبررة المدفوعة الثمن كما سيأتى فى جزء لاحق فى المقال. ترى كم من الوقت والثمن سيدفعه أبرياء أو مغيبين حتى يفهموا تلك الجماعة؟
* تتوقف عند حكاية محمد التى يشرح فيها كيف التحق بالعمل بقناة الجزيرة الإنجليزية واتفاقه مع الإدارة على شروط العمل، فيقول: "عندما وافقت على تعيينى كمدير لمكتب قناة "الجزيرة" الناطقة باللغة الإنجليزية فى القاهرة فى سبتمبر 2013، اعتمدت على السمعة القوية لقناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية القائمة على الاستقلالية والنزاهة فى العمل الصحفى فى اتخاذ قرارى. وقد أكدتْ لى الشبكة مرارًا وتكرارًا أن عملنا الصحفى المشروع لن يقوَّض أو يُشوَّه من قبل قنوات "الجزيرة" الأخرى. وتوقعتُ من الشبكة الوفاء بالتزامها هذا، إلا أنها أخلّت به".

يتجدد السؤال مرة أخرى.. ولماذا كان استمرارك معهم إن كانوا أخلوا باتفاقهم معك؟ ألم تستشعر القلق على بلادك من تقارير تبث فى قناة تعاديها وتحرض ضدها بينما تؤكد لك التزامها بالحياد؟
* يستشهد محمد فى مقاله بمقابلة أجرتها مؤخرًا قناة "سى بى سى" الكندية مع المدير التنفيذى الجديد لقناة الجزيرة أمريكا "آل أنستى" حول قضية خلية الماريوت. فيقول ما نصه: "تحدث أنستى مرارًا عن كيفية وصول تغطية قنوات "الجزيرة" المختلفة إلى "مجموعات سكانية مختلفة".

وناقش أيضًا كيف تتشارك مختلف محطات شبكة الجزيرة محتواها الإخبارى، الأمر الذى اعتبره ممارسة عادية. واتضح لى أن هذه المجموعات السكانية المختلفة تصب فى قلب الحرباء التى تمثلها شبكة الجزيرة".

إذا لا فارق بين شبكات الجزيرة طالما تحقق هدفها بالوصول إلى مجموعات سكنية مختلفة تهدف الجزيرة اللعب فى قيمها الثابتة لديها أيًا كانت وطنية أو قومية أو طائفية، وهو ما يحدث يا سادة منذ سنوات فى مصر عبر الجزيرة مباشر مصر للعب على مشاعر المتعاطفين والمنتمين على حد سواءـ وهو ما يعبر عنه محمد فهمى فى مقاله بالقول:

* "تجسد قناة "الجزيرة مباشر مصر" هذه المشكلة . فقد استمرت فى بث برامج مناهضة للحكومة فى مصر، ناقلةً الرسائل السياسية لـ جماعة «الإخوان المسلمين». وكان لدى هذه القناة توجه سياسى قوى دون وجود رأى تحريرى محايد. وقد هالنى أن أرى رزمنا الإعلامية باللغة الإنجليزية مترجمة إلى اللغة العربية ومحوّرة بحيث تعكس توجهًا عدائيًا مناصرًا لـ جماعة «الإخوان المسلمين»، ويعاد بثها مرارًا وتكرارًا على القناة المحظورة".

* تنتبه إلى جزئية مهمة فى مقال محمد فهمى مفادها أنه حاول كثيرًا وضع حد لممارسات الجزيرة لعلمه بخطرها عليهم، لا لرفضه لها أو لخطرها على بلاده والفارق كبير، ولكنهم لم يلتفتوا له . وهو ما يقول عنه: "لقد طلبت عدة مرات من أرباب عملى فى الدوحة وضع حد لهذه الممارسات، لعلمى أنها تعرّضنا، نحن الصحفيين، لخطر كبير. وفى كل مرة، كانت الشبكة تؤكد لى أن قلقى غير مبرر وأن ذلك لن يتكرر".

* الطريف أن محمد فهمى فى مقاله بموقع واشنطن يرى أن من يستحق العقاب هو المسئولون فى الجزيرة لا هم؟!! فيقول: "إذا ما قام المسئولون التنفيذيون فى قناة "الجزيرة" بمخالفة القانون، فلا بد من أن يخضعوا هم للعقوبات التى تنص عليها المحاكم المصرية - أى السجن ما بين سنة إلى ثلاث سنوات أو دفع غرامات - وليس صحفيي "الجزيرة".

* ثم يعرض محمد فهمى لشهادة زميله المتهم معه فى القضية "باهر محمد" كنموذج لتحوير الأحداث فى مصر لبث رسائل تحريضية. يقول عنها: "ترجم باهر بدقة خطابًا متلفزًا للرئيس السيسى، ثم عرضت الشبكة مقتطفات من ترجمة باهر خارجة عن سياقها وذلك لتلسيط الضوء على دعوة السيسى لصراع أهلى بين الشعب المصرى وجماعة «الإخوان المسلمين».
* يعرض محمد لجزئية مهمة فى مقاله عرفها أثناء فترة سجنه من متهمى الجماعة الذين كلفتهم ومولتهم الجزيرة بتصوير مظاهراتهم وبيع الشرائط لمن يريدها إلى جانب إرسالها للجزيرة.

فيقول: "لم يذكر لى أرباب العمل أنهم كلفوا أعضاء فى جماعة «الإخوان المسلمين» بتغطية التظاهرات المناهضة للحكومة التى قامت بها الجماعة وبيع أشرطة الفيديو للأذرع العربية المحظورة لشبكة "الجزيرة".

وخلال سجنى، قابلت بعض هؤلاء الناشطين الذين تعرضوا للاعتقال والسجن. وقد اعترفوا علنًا بأنهم تلقوا كاميرات ومعدات بث من قناة الجزيرة . وأبلغنى بعض هؤلاء الناشطين أيضًا أنهم استخدموا الأموال التى حصلوا عليها مقابل عملهم لطباعة ملصقات لمسيراتهم وتوفير الغذاء للمحتجين . من الواضح أن قطر تستخدم قناة الجزيرة كأداة ضغط لدعم قضية «الإخوان المسلمين» .

حتى أن قادة قطريين رفيعى المستوى بمن فيهم رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم آل ثانى قد عرضوا على مسئولين أجانب إجراء تعديلات فى تغطية "الجزيرة" مقابل اتخاذ إجراءات تصب فى مصلحة دولة قطر".

* تتوقف عند كلمات الختام فى مقال فهمى الذى يصف قناة الجزيرة بأنها تعمل على شطر العالم العربى وفقًا لمصالحها ومن يدعمها من الغرب مستشهدًا بعلاقات العاملين بها بأنشطة محظورة فى السابق تعرضوا بسببها للسجن فى دول غربية مثل تيسير علونى وأحمد منصور.

يقول فهمى: "أدركتُ الآن إلى أى مدى تشدد شبكة "الجزيرة" على تأطير ونشر وجهة نظر منحازة - يمكن أن تكون خطيرة، نابعة عن مالكى "الجزيرة" ومموليها فى قطر. ومؤخرًا، أصبح دور دولة قطر على الصعيد الدولى موضع تفحص متزايد. فقطر تحرص على مجاملة الحكومات الغربية وتستثمر فى مشاريع عالمية ملفتة للنظر فى باريس ولندن ونيويورك. وفى الوقت نفسه، توفر منبرًا للتعبير لتنظيمات إرهابية أسوة بـ"جبهة النصرة" فى سوريا وجماعات إسلامية متطرفة أخرى فى جميع أنحاء الشرق الأوسط. إن ميل الدوحة إلى التقرب من جهات مشبوهة له جذور عميقة، كما أن شبكة الجزيرة تلعب دورًا مركزيًا فى هذا الإطار".

تلك شهادة محمد فهمى بنفسه المتنازل عن جنسيه المصرية بمحض إرادته، عبر مقال على موقع واشنطن لدراسات الشرق الأدنى فى يونيو الماضى لمن لا زالوا يصرون على الطنطنة عن حرية التعبير وحقوق الصحفيين، وأجدنى أسألهم وأين حقوق الأوطان؟ وأين مسئولية الكلمة؟ وأين الضمير الإنسانى؟
عفوًا يا سادة تحيا مصر .
* نقلاً عن الأهرام المسائى.
المقال بالإنجليزية








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن سراج

مقال أكثر من رائع

الله ينور عليكى ياأستاذة نشوى

عدد الردود 0

بواسطة:

كمال شرف

الحكم يعد صدمة للمنادين بالحرية

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن الغول

اعتقد اننا نقطع اخر شعرة بين مصر وقطر

عدد الردود 0

بواسطة:

عدنان جلال

مقال رائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة