نقلا عن اليومى..
بحفل افتتاح قناة السويس الجديدة الذى خرج للناس منظما وبهيا وتضافرت فيه كل طوائف الشعب المصرى، اكتمل المشهد، مشهد الوعد الذى تم تنفيذه فى توقيته تماما محققا للدولة المصرية خطوة مهمة من ضمن خطوات كثيرة لاستعادة ثقة المواطن فى الداخل وثقة الدول والمنظمات الدولية والصحافة الأجنبية وشركات الاستثمار فى الخارج.
وكما كانت صافرة أول سفينة تعبر قناة السويس الجديدة وقت خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى ملهمة ومثيرة للمشاعر الوطنية لدى الكثيرين، فإنها أيضا إعلان بأن وقت العمل الدؤوب قد حان، فلم يعد هناك مجال للتراجع ولم يعد هناك مجال بأن تتوقف الدولة عن مسيرتها التنموية فى منطقة السويس وشمال سيناء وباقى ربوع مصر.
مصر لم تحتفل يوم الخميس الماضى بافتتاح مشروع قناة السويس فقط بل كانت تحتفل بإعلان انتصارها على الإرهاب وعلى تحديات المخططات الإقليمية الشريرة التى أرادت للقاهرة أن تكون مثلها مثل باقى العواصم العربية صنعاء ودمشق وبغداد وطرابلس وطنا ممزق يعانى من حروب الميليشيات والإرهاب، خيبت القاهرة أحقاد الجماعات الإرهابية والمخططات العالمية فى تحويلها إلى بقعة ملتهبة أخرى داخل المنطقة العربية، وأعلنت للعالم أجمع فى افتتاح قناة السويس أنها دولة آمنة مستقرة قادرة على الإنجاز وتأسيس مشروعات المستقبل تحت القصف وأسفل نيران الإرهاب.
رسالة مصر فى افتتاح قناة السويس الجديدة كانت واضحة، وتحديها كان أكثر وضوحا سنبنى بلدنا ومؤسساتها وسنعمل للمستقبل وسنهزم إرهابكم وإحباطكم ومشاريعكم لنشر الأكاذيب وبث الفرقة بين الدولة والشعب، الآن وبعد مشهد قناة السويس الجديدة وظهور صورة مصر كوطن يجتمع أبناؤها على هدف واحد هو التنمية، لم يعد هناك أى مجال للحديث عن هزيمة هذا الوطن أو التفكير حتى فى إثارة القلق بداخله، فلقد تحدانا الإرهاب وهزمناه ولم تعد تفصلنا عن تطهير أرض الشيخ زويد ورفح من المتطرفين والمسلحين وبدء مشروعات التنمية هناك سوى بعض الخطوات القليلة.
الرئيس السيسى فى كلمته بمناسبة حفل افتتاح قناة السويس الجديدة كان واضحا وهو يشحذ همم المصريين مؤكدا لهم أن ما حدث ليس نهاية المطاف ولن يكون الإنجاز الوحيد ولن يكون المعجزة التى سنتوقف بعدها طلبا للراحة بل قال بوضوح إن ما حدث فى قناة السويس ويراه العالم إنجازا لا نراه نحن سوى خطوة من ضمن ألف خطوة لابد أن نخطوها من أجل بناء مصر وإعادة صياغة أرضها لتقبل مشروعات التنمية والاستثمارات الجديدة.
الرئيس أيضا أخبر الجميع على أرض مصر أنه متابع ويقرأ ومهتم بالانتقادات قبل الإشادات بدليل أنه كان حريصا على أن يخبر الجميع أنه سيرتجل فى خطابه وأنه يرتجل فى خطاباته عموما لأنه يحب توجيه حديثه إلى الشعب المصرى وجموع المواطنين البسطاء قبل أن تكون كلمته مع المثقفين والسياسيين، وكأنه يقول لجموع المواطنين فى المنازل أنهم ظهره وسنده وداعمه، والرئيس ولا ينساهم.
