يرى المؤلف أن هذه التحولات تنتج تفاعلات بين التقنيات الجديدة والظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وأن مناطق لغوية فى أنحاء العالم ستعانى، ومنها المنطقة العربية التى ستخوض صراعا لغويا ضمن محاولات الهيمنة، فى ظل هوس الانشغال بالجديد والغريب، والانفلات من قيود اللغة فى المدونات، ومحتوى المستخدمين والمحررات السريعة، والإذاعة الرقمية، ورسائل النصوص ولقطات الفيديو والصور المرسلة عبر الحدود، حيث يثير ذلك كله أسئلة عن قضايا اللغات والتقنيات وملامح الكتابة والإملاء والنحو والمفردات والخطاب .
وتبدأ حروب السيطرة والهيمنة باستهداف اللغة، وكأننا على وشك بداية مرحلة جديدة ستشهد أنواعا من التقنيات والمجموعات والخدمات والنتائج، ومن المستحيل التنبؤ بجميع الآثار الاجتماعية والثقافية للتقنيات الجديدة على جميع فئات أو كافة مؤسسات المجتمع مما يتطلب الانتباه إلى أن تأثير التقنيات على القيم والثقافة واللغة يشكل تحديا مستمرا ومتغيرا.
ويذهب عبد الحميد بسيونى إلى أن التقنيات والعولمة ليست مسؤولة وحدها عن "الانفلات اللغوى فاليوم نواجه خطر تعليم الأطفال اللغات الأجنبية وظهور أخطار وتجاوزات الإعلانات، ونشر وانتشار أخطاء نطق الكلمات وإفساد الحس اللغوى، وأخطاء المفردات والجمل والتراكيب واستخدام المفردات الأجنبية"، ويمكن أن تصبح شبكات المعلومات بسبب جاذبيتها بديلا لجغرافيا المجتمع، وتسحب الأفراد بعيدا عن الواقع بلغة جديدة، ويزداد هــاجس الخوف على اللغـة العربية من صغار السن "آباء وأمهات المستقبل".
والمؤلف يستعرض هذه القضية عبر فصول منها (اللغة واختلاف الأجيال)، (التفاعلية والتغيير)، (اللغة والمحتوى الرقمى)، (اللغة والإبداعات الجديدة)،ويذكر انه من المتخصصين فى علوم المستقبليات والإنترنت، وله كتب فى هذا المجال ومنها (الإنترنت فى المدارس والتعليم) و(مستقبل التعليم عن بعد والتعليم الجوال) و(الكتاب الإلكترونى).
موضوعات متعلقة..
"زمن الثورة" لسلامة كيلة فى سلسلة "كتاب الهلال"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة