مصر بتفرح.. أطباء علم النفس يؤكدون: الفرحة والأمل قادران على تغيير سلوك الشعوب والمشاريع القومية أقوى وسائل لمحاربة الإرهاب

الخميس، 06 أغسطس 2015 04:07 م
مصر بتفرح.. أطباء علم النفس يؤكدون: الفرحة والأمل قادران على تغيير سلوك الشعوب والمشاريع القومية أقوى وسائل لمحاربة الإرهاب احتفالات المصريين بقناة السويس الجديدة
كتبت سارة حجاج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية


هى كل ما حلم ومازال يحلم به المواطن المصرى، أربع سنوات مرت عليه حملت من المفاجآت أضعاف ما قدمت من تغيرات، وأضعاف ما منحته من عيش وحرية وعدالة اجتماعية.

فسقوط نظام تلو الآخر وانكشاف وجوه وراء الأخرى، أحداث كانت ومازالت جميعها كافية لتعرض المواطن المصرى للعديد من التغيرات فى شخصيته وحالته النفسية ونظرته للمستقبل.

لكن ما التغير الذى من المتوقع أن تتعرض له تلك الشخصية بعد افتتاح قناة السويس الجديدة، وما الدور الذى يمكن أن تلعبه المشاريع القومية على نفسية المواطن المصرى وعلاقته بالنظام الحالى، وهل يمكن أن تصبح القناة الجديدة بارقة أمل للمصريين تدفعهم للشعور بمزيد من الاستقرار وتمثل دافعا للتقدم.

المشاريع القومية أفضل علاج للقضاء على الإرهاب وتجذب الشباب لحب الوطن


عامان كاملان ومصر تمر بحالة من الاستنزاف والصراع مع الجماعات المتطرفة، والتى نجحت فى السنوات الأخيرة فى استقطاب مئات الشباب وتجنيدهم لصالحها، وبالطبع فالضريبة التى تدفعها مصر من أرواح شعبها واقتصادها مازالت مستمرة.

ووفقا لرأى استشارى الأمراض النفسية الدكتور محمد على، فاليأس والاضطهاد من أكبر العوامل التى تدفع الشباب للتطرف الدينى والرغبة فى الهجرة، وتزيد من شعورهم بعدم الانتماء للوطن.

وبالطبع فالحلول الأمنية التى تستند إلى العنف، تأتى بنتائج عكسية ولا تعالج تلك المشاكل لديهم.

من هنا يؤكد محمد على أن الطرق الأكثر تعقلا فى جذب الشباب، هى التى تأتى بثمارها، وأهمها بالطبع المشاريع القومية وتوفير فرص عمل جديدة للشباب للعمل بها، وهو ما يعمل على استغلال طاقاتهم الإيجابية ورفع شعورهم بالانتماء.

وهو ما يؤكده أيضا استشارى الأمراض النفسية الدكتور جمال فرويز حيث يرى أن الحل يكمن فى استغلال الحالة العامة المتفائلة للشعب المصرى، وخاصة بعد افتتاح القناة الجديدة وظهور تغير ملموس للمواطن على أرض الواقع، وليس مجرد شعارات خاوية ومكررة، والأهم هو العمل على تشغيل الشباب ومنحهم فرصا جيدة للعمل فى تلك المشروعات القومية، فهم كما ثبتت السنوات السابقة الشرارة الأولى لأى ثورة.

يهدأ ليبنى الأمجاد.. القناة الجديدة أول خطوة فى بناء أمجاد الثورة


"الثائر الحق يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبنى الأمجاد" من أشهر الجمل التى القاها الشيخ الشعراواى، والتى تحولت إلى أحد أهم ايقونات الثورة على مدار السنوات اللاحقة لها، فطوال الأربع سنوات الماضية قام الشعب المصرى بثورة تلو الأخرى وفى أغلبها كانت ثورات غير متوقعة فى شدتها ومدى النتائج القادرة على تحقيقها وهو ما كان قادرا على إثارة دهشة أى نظام وانتزاعه من جذوره، مهما اعتقد فى مدى قوته.

وعلى الرغم من ذلك يرى فرويز أن شخصية المواطن المصرى فى الفترة الحالية، لا يمكن أن نتوقع منها ثورات جديدة، فالسنوات السابقة كانت كفيلة بمروره بالعديد من الأزمات الاقتصادية الطاحنة، وكل ما يرغب به المواطن هو الشعور بمزيد من الاستقرار والطمأنينة، كما يدرك المواطن جيدا أن أى ثورة تالية ستتحول سريعا لحرب أهلية وخاصة مع التناحر الشديد والاختلاف بين فريقين محددين من الشعب.

وبالتالى فالدور الذى يجب أن تلعبه الحكومة هو استغلال تلك الحالة العامة من الرغبة فى التقدم والاستقرار وهو ما تحقق للمواطن المصرى بمشروع القناة الجديدة، والذى يعد أول خطوة لحصاد أمجاد سنوات الثورة المصرية.

القناة الجديدة أمل المواطن وعشانها طلّع اللى تحت البلاطة ومستعد يقدم أكثر بس مستنى الأمارة


تبعا لرأى فرويز فالأمل والثقة هما كل ما خرج به المواطن المصرى بعد 30 يونيه، أمله الذى ولد من جديد بعد حالة من اليأس والشكوك تملكته حول ضياع البلد، وسقوطها فى يد مجموعه لا تملك الخبرة ولا الكفاءة لإدارتها، وتعمل لصالحها الخاص دون اعتبار لمصلحة المواطن ومتطلباته.

وثقته فى الحكومة ومؤسسات الدولة التى دعمت مطالب ثورته بعزل الرئيس مرسى.

ظهرت رغبة المواطن المصرى فى إنجاح تلك الثورة فى العديد من الشواهد الجلية، لعل أهمها دعم المشروعات القومية وبالطبع فخير مثال مشروع القناة الجديدة، والتى دفعت المواطن لتقديم" تحويشة عمرة" ومدخراته للعمل على إنجاح المشروع بمجرد الدعوة له.

والشاهد الآخر على تغير شخصية المواطن، هى تحمله للعديد من الأزمات الاقتصادية الطاحنة، التى تفاقمت على مدار الأربعة سنوات السابقة، دون أن يبدى تذمرا صريحا عليها، وهو ما يعطى إشارة على رغبته فى التحمل وقدرته على الصبر أملا فى تحقيق نتائج ملموسة.

وينبه فرويز على ضرورة إدراك الحكومة الحالية والنظام الحاكم لتلك التغيرات، واستغلالها لصالح البلد، فالمواطن المصرى فى مرحلة التعلق بأى بارقة أمل تتاح له، كما تملؤه الثقة فى نظام الدولة، الذى عليه هو الآخر أن يكون طوق نجاته من الأزمات الطاحنة، وعلى الحكومة أن تبذل جهدا مضاعفا لإثبات قدرتها على تحمل المسئولية.

النظام الحالى جاء بعد إجماع شعبى ومشاريعه القومية تلقى الثقة فى نفس المواطن


ويوضح فرويز أن الفارق بين النظام الحالى والنظم التى سبقته بعد ثورة 25 يناير يتمثل فى التفاف الشعب بأغلب فئاته حول مطلب واحد.

فثورة 30 يوليو التى جاءت بهذا النظام كانت ثورة شعبية بكل مقاييسها، حيث شارك بها جميع الفئات الإسلامية كحزب النور واليسارية والقومية والمسيحية، وغيرها، وحظيت بإجماع كامل منذ بدايتها، وبقرار مسبق من الجميع بالمشاركة وبالتالى فالآمال التى بنيت على هذا النظام كبيرة وكذا روح الوطنية التى تقف خلفه قوية ومستعدة لتقديم الدعم الكامل لإنجاحه.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة