ميلاد صديق غالى يكتب: السلام للجميع

نحلم جميعًا أن تنتهى الحروب ويعم السلام على الجميع.. نحلم أن يصافح الإنسان أخيه.. فلا كراهية بينهم.. نحلم أن تزول الأسلاك الشائكة وترفرف حمامة السلام ذهابًا وعودة فلا حدود تمنعها من التحليق.. نحلم أن نشم هواء نقى ليس محمل برائحة البارود والقنابل والعبوات الناسفة.. نحلم أن ترفرف الراية البيضاء فوق أرض قد أنهكتها الحروب والخراب والدمار والقتل.. نحلم أن تعود صفة الإنسانية للإنسان ويرجع إلى طبيعته السمحاء التى تسعى للحب والوئام مع الغير.. نحلم أن نطوى تاريخ ملىء بالانتهاكات لحقوق الآخرين.. نحلم أن نتجاوز فترة عصيبة أصابت بلادى أدت إلى انقسام ملحوظ بين الشعب وأصبح لا سلام بينهم.. وفوق كل هذا نحلم بأن نتصالح مع أنفسنا وأن يكون فى أعماقنا سلام داخلى يمدنا بالإيمان والأمل والهدوء.

فكيف نكون مصدرا للسلام؟ تعودنا أن تكون التحية للآخرين من خلال كلمة (سلام).. فهل حقاً نحقق السلام؟ أم هو كلام وحسب؟.. إنها ليست معادلة صعبة أن نكون مصدرا للسلام فى حياتنا.. يمكننا أن نكون مصدر سلام بين الأسرة الواحدة ننزع الخصام ونطّيب الخواطر نصالح الأخ مع أخيه والأب مع الأبناء.. تسير فى الشارع فالجميع يعرفك لأنك مصدر سلام، أصلحت بين الجيران وتحاملت على نفسك لكى تكون مصدر للسلام.. فى عملك أنت مصدر للسلام تبتسم دائمًا رغم كل الضغوط والمشكلات؛ تتسامح مع الغير وتتغاضى عن الأخطاء، يحترمك الجميع فأنت مصدر سلام.

أنت مصدر سلام مع زوجتك تتجاوز الأمور البسيطة ولا تصنع المشكلات من لا شىء تقدرها وتحترمها وتطيب خاطرها إذا حزنت.. ترى فيها الصفات الحسنة ومع الوقت تتلاشى الصفات الغير مقبولة.. وهذا له رد فعل فهى سوف تعطيك أكثر مما تريده نفسك ستحترمك وتحبك وتخلص لك فى كل الأمور ستنتظرك بفرح عند عودتك من عملك ستتجاوز عن الأخطاء القديمة فأنت كل ما لها وكنت مصدر سلام من قبل.

أمنيتى أن يتحقق السلام فى كل المسكونة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها لغربها.. أن يعم السلام على بلادنا العزيزة ويختفى الكره ونكون يدًا واحدة دون انقسام.