مصطفى إبراهيم يكتب: المرأة المطلقة بين سندان التخلف ومطرقة الجهل!

الإثنين، 03 أغسطس 2015 04:11 م
مصطفى إبراهيم يكتب: المرأة المطلقة بين سندان التخلف ومطرقة الجهل! امرأة حزينة - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الرغم من أننا نعيش فى القرن الحادى والعشرين إلا أن المرأة المطلقة مازالت تعيش بين سندان الجهل ومطرقة التخلف فى مجتمعاتنا العربية التى تنظر للمطلقة كونها من البضائع المستخدمة، وفى نظر بعض الرجال الجهلاء، امرأة سهلة المنال ومن اليسير إقامة علاقة معها!

ومن تختار الطلاق حلاً بعد استحالة الحياة بينها وبين رجل أساء إليها وحول حياتها إلى جحيم، ولم ترض بالهوان حفاظًا على كينونتها وكرامتها الإنسانية.. تطاردها موروثات اجتماعية ظالمة، وعادات وتقاليد بالية، ما أنزل الله بها من سلطان، فتخضع بعضهن، فيصرن أسيرات لتلك الآفات التى تعود إلى قرون الجاهلية مما يفقدهن كل مقومات الحياة الطبيعية، والبعض الآخر منهن يدافعن عن حقوقهن من أجل العيشة بكرامة، شاهرات سيوف الثورة فى وجه الظلم والعبودية.

فى الزواج.. يقبل الشاب على البكر، ويعرض عن المطلقة بعد أن فقدت عذريتها فى الزواج الأول، كأنها عورة! أو ارتكبت ذنبًا لا يغتفر، بعد أن اختزل الكثير من الرجال كينونة المرأة فى عذريتها.. إن الزواج يقوم على الحب والتكافؤ لبناء أسرة سليمة وسعيدة.. لكن ما بالنا بعقول مازالت تعيش فى عصر الجاهلية والظلام!

من المؤسف أن المرأة المطلقة تعانى أشد المعاناة من كل المحيطين بها حتى من أهلها، ويتعاملون معها كأنها وقعت فى الخطيئة، فيقيدون حريتها فى الدخول والخروج، ويحرمونها من الانغماس فى العلاقات الاجتماعية خوفًا على سمعتها التى تتعرض للشائعات بعد أن حصلت على لقب مطلقة، فتظل الواحدة منهن حبيسة أفكار غبية ومتناقضات عجيبة.. والكثيرات من أقاربها يتخوفن على أزواجهن منها.. وكثيرًا ما تتعرض المطلقة فى بيئة العمل للتحرش من بعض زملائها!

ومن شدة ظلم المجتمع وقسوته فى نظرته للمطلقة تحجم الكثيرات من النساء عن فكرة الطلاق مهما كان حجم معانتهن من ظروف قاسية مع أزواجهن، فهن يعيشن شبه مطلقات داخل بيوت الزوجية.. كأن المجتمع يدفعها دفعًا إلى الخضوع لحياة كريهة تفتقد الحد الأدنى من الحب والأمان مما يجعلها تعيش جسدًا بلا روح، وتكون النتيجة انفصالهن عن المجتمع وعدم الانتماء إليه!

لقد تطورت الحياة، وانتشر الوعى الثقافى، وتغيرت الثقافة مقارنة بما كانت عليه الأوضاع فى الأزمنة السابقة، بعد أن تحررت الكثيرات اقتصاديًا، وأصبحن لهن مكانة علمية وأدبية واقتصادية، وأصبحن يعولن أسرهن جنبًا إلى جنب مع أزواجهن، إلا أن الكثير من العقول مازالت تعيش فى كهوف العادات والتقاليد التى تتفوق فى الكثير من الأحيان على أحكام الشريعة التى لم تفرق بين الرجل والمرأة!

اتقوا الله فى المرأة المطلقة.. فهى ابنتكم وأختكم، وأى منهن عرضة للطلاق الذى يكون الرجل فى الغالب هو السبب فى حدوثه طبقًا لما تشير إليه الدراسات والإحصاءات.. بالله عليكم، دعوها تقرر مصيرها إذا ما اختارت بإرادتها الحرة بما يليق بإنسانيتها وكرامتها فى الانفصال أو الزواج بمن ترضاه كحق إنسانى مشروع.. لكم الله يا معشر النساء.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطنة مصرية

الله ينور عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

مقاله فيها احساس عالى بمعاناة المرأه

المرأه المعيله ودور المؤسسات

عدد الردود 0

بواسطة:

فريد نوار

نعم

مقال رائع جدا، ليت كل هذا يتغير في مجتمعنا.

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح السنديوني

هي فين حريتي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة