سعيد الشحات

أفراح القناة وأحلامنا الكبيرة

الإثنين، 03 أغسطس 2015 07:28 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فاجأتنى سيدة قريبة لى بسؤال: «إن شاء الله هنشوف الخير بتاع قناة السويس بعد شهر ولا اتنين؟»، سألتها عن قصدها، فزادت: «يعنى ربنا يسهل كده وفلوس القناة تحل مشاكلنا؟» كانت السيدة تطرح سؤالها بجدية، تتحدث بوعيها البسيط لكنى أعرف أنها شديدة الوطنية، تكره الإخوان، وتحب الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتكاد تبكى مع كل أغنية وطنية، وترى كما أرى فى إنجاز ما حدث فى قناة السويس أنه عبقرية المصريين فى الإرادة والتحدى.

سؤال السيدة هو تعبير عن حالة تشغل غالبية المصريين، وعادة ما يحدث ذلك بعد أى إنجاز كبير، فحسابات المواطن البسيط هى هكذا تدور فى نفس الفلك الذى سألتنى به هذه السيدة، وهو يفعل ذلك نتيجة أشياء كثيرة، منها أزماته الاقتصادية اليومية، لكن السؤال المهم فى هذا الجانب هو، هل وصل هذا المواطن إلى هذه التمنيات وحده؟ وهل هو الذى حدد الزمن الذى يجب أن يقطف خلاله ثمار أى مشروع كبير وعظيم يتم إنجازه كمشروع قناة السويس؟.

لا يرفع المواطن البسيط سقف أمنياته بالصدفة، ولا يحلم بأن الخير كله سيأتى فى لحظات إلا بعد أن يمده آخرون بما يساعد على ذلك، ويتولد الإحباط فيما بعد حين لا يجد هذا المواطن شيئا، مما حل به من قبل، وبالتالى فإن المسؤولية هنا تقع على عاتق الذين لا يصارحون الناس بالحقيقة، ويذكرون للناس أن أى مشروع جديد يتم إنجازه سيقطف الناس ثماره الحقيقية فى توقيتات هى كذا وكذا.

وفى مسألة قناة السويس نحن أمام إنجاز عظيم فى تاريخ مصر، يدل على عظمة إرادة المصريين، ويعبر بحق عن إطلالة للمستقبل بعد سنوات حكم مبارك، فقد كان شاغل نظامه هو أن تعيش مصر يوم بيوم دون أى أفق للمستقبل، وبهذه الطريقة عشش الإحباط فى نفوس عموم المصريين، وكانوا ينظرون إلى غدهم بيأس بالغ، وجاء مشروع القناة ليؤكد للعالم أننا شعب يحقق المعجزات حين يجد أمامه ما يطمئنه على مستقبله، وهذا هو الدرس العظيم فى مشروع قناة السويس.

وبقدر ما هو مطلوب أن تكون هذه القيم العظيمة حاضرة وملهمة للمصريين، فإنه من المطلوب أيضا التأكيد على أننا أمام إنجاز يحتاج إلى إنجازات أخرى مكملة ويومها سنقطف الثمار الحقيقية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

اللهم ديم علينا الفرحه وبارك فى ايادى المسئولين وخلصنا من اعداء الحياه والعابثين

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة