محمد فودة يكتب : انتبهوا أيها السادة.. الفن المصرى فى خطر!..«الزعيم» و«الهضبة» و«الكينج» حائط الصد فى مواجهة الإسفاف..أصحاب القلوب السوداء يتزعمون محاولات تشويه الفن المصرى

السبت، 29 أغسطس 2015 05:54 م
محمد فودة يكتب : انتبهوا أيها السادة.. الفن المصرى فى خطر!..«الزعيم» و«الهضبة» و«الكينج» حائط الصد فى مواجهة الإسفاف..أصحاب القلوب السوداء يتزعمون محاولات تشويه الفن المصرى الكينج محمد منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحرب الشرسة التى يتعرض لها الفن المصرى الذى يمثل بالنسبة لنا «القوة الناعمة»، لا تقل فى خطورتها عن تلك الحرب التى تقودها ضدنا بعض الدول على المستويين السياسى والاقتصادى، فقوة مصر الناعمة كانت وما تزال تمثل الركيزة الأساسية فى خلق تلك المكانة المرموقة التى تتبوأها مصر على المستوى الدولى، فقد كانت مصر إلى وقت قريب تسمى بـ «هوليوود الشرق»، حينما كانت بمثابة القبلة التى يحج إليها عشاق الفنون الذين يفدون إليها من مختلف أنحاء العالم العربى، مما جعلها بمثابة تأشيرة الدخول المعتمدة لعالم الشهرة والتألق الذى ينشده عشاق الفنون والثقافة والآداب.

لقد كانت مصر بالفعل منارة الفن والثقافة، حتى أن اللهجة المصرية انتشرت فى جميع البلاد العربية بسبب أفلام ومسلسلات وأغانى الفنانين والفنانات المصريين، بل كانت أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ سفراء لمصر فى العالم كله، بفضل فنهم الراقى، وقدرتهم الفائقة على الإبداع والتألق فى هذا المجال.

ولكن فى غفلة من الزمن ظهرت تلك الحملة المنظمة التى تقوم بها بعض الكيانات الإعلامية «المريضة» ضد رموز الفن المصرى، وهو الهجوم الذى إن دل على شىء فإنما يدل على هذا الكم الهائل من الحقد الدفين الذى يسكن القلوب السوداء التى أعماها الغل والكراهية، فنكون كأننا أمام جريمة مكتملة الأركان، يتم ارتكابها فى حق هوليوود الشرق، لا لشىء إلا للتخلص نهائيًا مما تبقى لنا من ريادة فى هذا المجال الذى لم يكن ينافسنا فيه أحد فى المنطقة من قبل، إلى أن ظهرت من حولنا تلك الفقاعات الهوائية التى تعتقد- وهى واهمة- أنها قادرة على وأد ريادة الفن المصرى، والقضاء على أسماء ونجوم سطعت فى سماء الشهرة والنجومية.

وعلى الرغم من هذا الهجوم الشرس على الفن المصرى، فإننى على يقين بأننا قادرون على المواجهة، مادمنا نمتلك هذه الكتيبة المتميزة من الفنانين الكبار، ومادامت لدينا رموز ونجوم كانوا وما زالوا يمثلون حائط الصد الأول فى تلك الحرب غير الشريفة التى تتم وفق خطط ممنهجة، ووفق استراتيجيات تتم صياغتها على أيدى خبراء ومتخصصين فى الحروب القذرة، ومن خلال آليات تمتزج فيها السياسة بالمال، والتى تصب جميعها فى هدف واحد، هو إخراج مصر من المشهد الريادى، وزحزحتها عن مكانها التى ظلت تحتله سنوات طويلة وقت أن كان هؤلاء الصغار لا يمتلكون حتى جهازًا يستطيعون من خلاله مشاهدة أو حتى الاستماع إلى الفن المصرى الرفيع المستوى، وحينما كانت صناعة السينما المصرية تمثل ثانى مصدر للدخل القومى المصرى بعد تجارة القطن فى ثلاثينيات القرن الماضى.

ويؤسفنى أن أقول وبكل صراحة إن الفن المصرى فى خطر، ويتعرض لأكبر حملة تشويه متعمد، بل لأكبر عملية اختطاف للشهرة والنجومية التى حققها من قبل رموز الفن المصرى عبر تاريخنا الطويل فى هذا المجال، ولكن عزائى الوحيد أنه مادام لدينا فنانون كبار ونجوم لا ينافسهم أحد فى هذه النجومية، فإننى على يقين بأننا قادرون على التحدى والمواجهة.. ففى مجال الغناء الذى أُبدع فيه من قبل، نجد الآن عمرو دياب «الهضبة»، ومحمد منير «الكينج» يتصدران المشهد فى قوة وثبات، ولا يمكن لأحد بأى حال من الأحوال أن ينال من نجوميتهما، بينما نرى فى مجال التمثيل النجم عادل إمام «الزعيم» الذى يزداد تألقًا يومًا بعد الآخر.

اليوم السابع -8 -2015

فهذا الثلاثى أراه بكل تأكيد نموذجًا مشرفًا للفن المصرى القادر على التحدى، والمتمكن من تخطى العثرات، وتجاوز فترات الترهل التى قد تكون قد أصابته بالوهن، لكنه فى النهاية سيتجاوز تلك الفترة العصيبة بكل تأكيد، لأنها فترة لن تستمر طويلاً باعتبارها نتيجة ظروف متشابكة، ولا يخفى على أحد العناصر التى تتشكل منها تلك الخطة الممنهجة التى تتزعمها بعض الفضائيات، تارة من خلال الدفع بوجوه جديدة لتشارك نجومنا الكبار فى أعمالهم الفنية، وتارة أخرى من خلال محاولات الاحتكار المتعمد لسوق الإعلان الذى يتحول فيما بعد لسلاح فتاك، يؤثر بشكل كبير فى مشاهدة الإبداع المصرى، سواء كان هذا الإبداع تمثيلاً أو غناء.

وهنا لابد أن نضع فى أذهاننا ونحن نتحدث عن عمرو دياب، وعادل إمام، ومحمد منير أننا نتحدث عن سفراء حقيقيين لنا فى الخارج، فهم لهم جمهورهم الكبير فى شتى أنحاء العالم، بل إنهم يعبرون بصدق عن فن وتاريخ وحضارة مصر، ففنهم يحمل رسالة للعالم أجمع بأن دولة لها حضارة وتاريخ مثل مصر ستظل فى الصدارة مهما تعرضت من حملات تشكيك وتشويه متعمدة.

وحينما أتحدث عن الهضبة عمرو دياب فإننى أتناول جانبًا مهمًا من جوانب الفن المصرى، وعن أحد الأعمدة الرئيسية فى دنيا الغناء والطرب الحقيقى، وذلك لأننى أتحدث عن عمرو دياب الذى أعرفه «عز المعرفة»، وأعى جيدًا مدى وطنيته وحبه لمصر، وللأسف الشديد فإننا بدلًا من الوقوف إلى جانبه، نجد بين الحين والآخر من يخرج علينا مشهرًا سيفه، مهاجمًا عمرو دياب، وفن عمرو دياب، متجاهلاً قيمة عمرو دياب الإبداعية، ودوره الرائد فى التصدى لحملات تهميش المطربين المصريين فى سنوات سابقة عرفها البعض بفترة الهجوم اللبنانى، حينما غزت الأصوات اللبنانية سوق الغناء فى العالم العربى، ولم تنجح تلك الهجمة فى سحب البساط من تحت أقدام الغناء المصرى الأصيل الذى كان وسيظل تعبيرًا صادقًا عن ضمير الأمة العربية بأكملها، فعمرو دياب- لمن لا يعرفه- هو من المطربين القلائل الذين يحترمون أذواق جمهورهم المتفاوتة، فجمهوره يمثل مختلف الأجيال، وهو ما دفعه إلى الحرص على تقديم ألوان وأشكال مختلفة من الأغنيات التى حققت شهرة عالمية، ووضعته فى مكانة لم يستطع أحد إزاحته عنها، وفى رأيى فإن ذلك لم يأت من فراغ، إنما لأن عمرو دياب كان قد انتهج لنفسه نهجًا خاصًا منذ بداياته، وسار على هذا النحو إلى أن وصل فيما بعد إلى ما هو عليه الآن، دون أن يحاول تغيير مساراته حتى فى ظل أسوأ وأحلك الأوقات التى شهدت هزات عنيفة للوسط الفنى بشكل عام ولمجال الموسيقى والغناء على وجه الخصوص.

وأعود بالذاكرة فأجد أن عمرو دياب حينما قدم لنا أغنيته الشهيرة «أنا مهما كبرت صغير» كأنه كان يعبر من خلالها عن شخصيته الحقيقية، فتلك الأغنية تتناسب بالفعل مع شخصيته وملامحه، فحينما تراه وتتحدث إليه فإنه يبدو كأنه ما زال شابًا صغيرًا فى قمة تألقه وحيويته، ربما لأنه يتميز باللياقة البدنية، وربما أيضـًا لأن ملامح وجهه الصغيرة هى التى تمنحه تلك التفاصيل الخاصة جدًا، وأعتقد أن لياقته البدنية كانت أحد أهم أسباب هذا التألق، فقد اهتم «الهضبة» بإنشاء صالة جيم خاصة به فى منزله لتكون ممارسة الرياضة أهم أولوياته.

والمتابع لمشوار عمرو دياب يكتشف أنه كان منذ بداياته حريصًا كل الحرص على التغيير المستمر فى الأغنيات التى يقدمها، مع التركيز على إضافة كل ما هو جديد إلى الموسيقى والأغانى والكليبات التى يقدمها ليعطى الانطباع فى كل أغنية يقدمها، وكأنه يقدم أغنياته لأول مرة، فهو يعطينا الانطباع أيضًا بأنه لا علاقة للأغنية الجديدة بتلك التى سبقتها، حتى أنه أصبح متميزًا بهذا النهج فى العديد من دول العالم، وأعتقد أن هذه الصفات هى التى أهلته للحصول على جوائز عالمية، مثل «ميوزيك أوورد» التى يتم تصنيفها فى مقدمة الجوائز العالمية التى لا يحصل عليها إلا المطرب المجدد، أو صاحب البصمة المتميزة فى مجال الموسيقى والغناء.

و«الهضبة» كان قد بدأ مشواره بـ6 ألبومات غنائية، وذلك فى حقبة الثمانينيات تضمنت ألبومات: «يا طريق، غنى من قلبك، هلا هلا، خالصين، شوقنا، ميال»، أما نقطة التحول الحقيقية فى مسيرته الغنائية، والتى وضعت أقدامه على أعتاب خريطة النجوم العالمية، فقد كانت فى حقبة التسعينيات، حين تألق بـإصدار 11 ألبومًا غنائيًا جديدًا تضمن أغانى: «ماتخافيش، حبيبى، آيس كريم فى جليم، أيامنا، يا عمرنا، ذكريات، ويلومونى، راجعين، نور العين، عودونى، قمرين».

وهنا أود أن أسجل موقفًا بأننى حينما أكتب عن عمرو دياب، فإننى لا أكتب عن مجرد «مطرب» أمتعنا بصوته العذب، وكلماته الحساسة التى يختارها بعناية وبدقة فائقة، ولا عن مطرب ينتقى ألحانه بشكل احترافى ومتجدد باستمرار، لكننى أكتب هنا عن حالة خاصة جدًا، وموهبة فنية لم يقتصر دورها على تقديم الأعمال الغنائية المهمة التى ترجمت إلى عدد كبير من لغات العالم، وعن فنان موهوب أثرى السينما المصرية بأكثر من عمل سينمائى، كان أهمها «العفاريت»، و«آيس كريم فى جليم» اللذين حققا نجاحًا كبيرًا.

وأعتقد أن سر تألق «الهضبة» الذى أعتبره أحد أبرز الدروع الفنية التى تقف كحائط صد ضد أى محاولة للنيل من الفن المصرى، أنه مازال يسعى لتقديم أنواع جديدة من الموسيقى، ليبقى القائد الفنى العملاق الذى يتبعه كل من يريد التميز فى هذا المجال.

أما حينما أكتب عن هذا التميز والتألق الفنى الذى يصنعه لنا جيل الكبار، فإننى لابد أن أشير إلى «الكينج» أو الفنان محمد منير، هذا النجم الأسمر الذى لم يكمن تميزه فى صوته العذب فقط، بل إنه يتميز أيضًا بملامح وجهه التى تنم عن شخصية ثرية تختزل حضارات مصر التى انصهرت فى وجوه أبناء الجنوب الطيبين، وهو الذى يحلو لى أن أطلق عليه لقب «الأبنوس» الذى يتميز بالبريق الدائم واللمعان الشديد.

نعم محمد منير حققق شهرته ونحوميته من كونه يقدم فنًا خارج المألوف، فقد عُرف منذ بداياته الأولى بأدائه التلقائى، والخارج عن آداب الأداء المعروفة والمعتادة من المطربين وهم على خشبة المسرح، فلم يشاهده أحد قط مرتديًا بدلة، أو وهو يقف ثابتًا أمام الميكروفون، حيث يغنى بحركاته العصبية، ولهجته الهجين بين القاهرية والأسوانية، كما أن ارتباطه بأشعار الصف الأول من شعراء العامية المصرية، و قواميسهم المغايرة الخالية من النبرة الرومانسية التى سادت منذ أواخر القرن التاسع عشر، وموسيقاه المنفصلة عن الطرب الكلاسيكى، جعلاه يحظى بأعجاب الشباب، بل استطاع أن يخطف أنظار جمهور المهرجانات، كما أنه استطاع أيضًا فى التسعينيات أن يحطم صورته كمغن للمثقفين، وصار من المألوف أن تسمعه فى الشارع. ومن أشهر الألقاب التى أطلقها الجمهور على محمد منير لقب «الملك» حينما قام بدور مهم فى مسرحية «الملك هو الملك» من تأليف الأديب السورى الكبير سعد الله ونوس، وبعدها قام بإصدار ألبومه الشهير الذى يحمل نفس الاسم، ويضم تلك الأغنيات التى غناها خلال هذه المسرحية السياسية.

ولم يتوقف عطاء محمد منير عند هذا الحد فى الداخل، بل صار نجمًا مهمًا فى الخارج، وأصبح له جمهوره الخاص الذى ينتظر حفلاته على الرغم من كونه مطربًا مصريًا يغنى أغنيات مستوحاة من نبض ووجدان الشارع، كما يستحضر فى الكثير منها روح الحضارة التى ربما تكون نابعة من داخله كونه أحد أبناء الجنوب فى منطقة النوبة، تلك البقعة الغنية بالإبداع، نظرًا للطبيعة الخاصة التى تتمتع بها تلك المنطقة، ولنا فى حفلات «الكينج» فى ألمانيا خير دليل على نجوميته خارج الحدود.

اليوم السابع -8 -2015

ومن أنجح ألبومات محمد منير «شبابيك، شيكولاتة، ممكن، من أول لمسة، فى عشق البنات»، و لم يقتصر تألق «الكينج» على مجال الغناء والموسيقى فحسب، إنما إمتد نشاطه الإبداعى كذلك إلى السينما والمسرح، حيث قدم عددًا من الأفلام المهمة، من أبرزها: «حدوتة مصرية، يوم مر ويوم حلو، اليوم السادس، المصير، دنيا».

وحينما أتحدث عن السينما أو الدراما بصفة عامة فإننى لابد أن أقف تقديرًا واحترامًا للزعيم عادل إمام الذى أعتبره الضلع الثالث فى حائط الصد الحقيقى، والذى أراه الآن بمثابة صمام الأمان للفن المصرى فى مواجهة تلك الهجمة الحمقاء التى تستهدف النيل منه، ومن عظمة هوليوود الشرق.. نعم عادل إمام القيمة والقامة لا يمكن بأى حال من الأحوال أن نغفله ونحن نتحدث عن الإبداع المصرى الصامد ضد محاولات التهوين والتهميش التى يتعرض لها هذا الفن على يد أصحاب النفوس الضعيفة الذين يحقدون على الفن المصرى بلا مبرر منطقى.

وحياة عادل إمام كانت أقرب إلى الفقراء وإلى الكفاح والتلقائية مع التطلع دائمًا إلى الأفضل، بالتحدى والإصرار والعناد، فمشوار عادل إمام الفنى يمكن أن يكون مرآة شديدة الصدق، حيث إنه مر بتحولات وتغيرات فى خارطة النجومية بالسينما المصرية، وقد كان صعوده إلى القمة بطيئًا للغاية وتدريجيًا، كما كان حال معظم شخصياته التى كان طريقها إلى القمة أيضًا مضنيًا و شاقًا، حيث كان عادل إمام معرضًا فى مرات عديدة لأن يكون «بضاعة مستهلكة»، وهى نظرة كانت آنذاك بالنسبة للعديد من المنتجين، خاصة فى وجود نجوم عاصروه كانوا على قدر من الجاذبية تتجاوز قدرات عادل الشكلية بكثير، لكن حسه الاجتماعى والشعبى قاده إلى القمة بشكل لم يسبق له مثيل، إلى حد أنه أصبح نجم شباك التذاكر على مدار 30 عامًا فى السينما والمسرح.

اليوم السابع -8 -2015

ولعل العبارة الشهيرة التى قالها عنه عبدالحليم حافظ، بأن عادل إمام هو أفضل اختراع للقضاء على الحزن، تجسدت بقوة فى مشواره، إذ اعتبره كثيرون الممثل الأكثر ترفيهًا وتحديًا لحالة الحزن التى مرت بها مصر فى فترات النكسة، وما تلاها من توابع، حتى الانتصار فى حرب أكتوبر، وظل على هذا النهج إلى أن نجح فى إضفاء صفات عديدة على فنه الذى ظل فى حالة توهج إلى وقتنا الحالى.

وقد ظل عادل إمام ممثلًا لأفلام الضحك أو الكوميديا لعدة سنوات طويلة إلى أن كانت نقطة التحول المهمة فى مشواره بعد أن أسند إليه المخرج حسين كمال بطولة فيلم «إحنا بتوع الأتوبيس» مع عبدالمنعم مدبولى، ليكتشف المشاهد أن عادل إمام ممثل محترف، يجيد تقديم التراجيديا والكوميديا السياسية، وهو ما دفع عددًا كبيرًا من المنتجين فيما بعد لترشيحه فى أفلام سينمائية كثيرة وضعته على قائمة أهم نجوم العالم العربى، والغالبية العظمى من هذه الأفلام السينمائية هى المجموعة التى قدمها مع المخرج المتألق شريف عرفة.

وفى تقديرى فإن أهمية وقيمة فن عادل إمام الحقيقية تكمنان فى أنه كلما تقدم به السن يفاجئ جمهوره وعشاق فنه ومحبيه بعمل جديد عليهم تمامًا، حتى إن كان لم يختلف فى طبيعة أداء شخصياته، إلا أنك تشعر بأن هناك شيئًا جديدًا يقدمه عادل إمام فى كل عمل يطل به على جمهوره، سواء كان هذا العمل فى السينما أو فى المسرح أو فى التليفزيون الذى أصبح وسط هذا الكم الهائل من الفضائيات أداة مؤثرة فى تلك الحروب التى تشنها بعض القنوات الفضائية ضد الدراما المصرية فى محاولة لتقديم نوع جديد من الدراما كبديل عن الدراما المصرية، لكنها فى تقديرى لم ولن تنجح فى تنفيذ تلك الخطة الخبيثة.

وحينما أتحدث عن الهجمة الشرسة على الفن المصرى فإنه تحضرنى الحكاية الشهيرة التى حدثت منذ عدة سنوات، حينما صدرت تلك التصريحات النارية التى أطلقها آنذاك المخرج أسعد عيد، نقيب الفنانين السوريين، الأمين العام لاتحاد الفنانين العرب، ضد الفن المصرى ورموزه، وتحقيره لتراث هوليوود الشرق.. وقتها شهدت الساحة الإعلامية أزمة عاصفة، وموجة من الغضب العارم فى أرجاء الوسط الفنى بالمحروسة، خاصة بعد أن وصف هذا المخرج «الموتور» الدراما المصرية بأنها تجمدت، ولم تطور من نفسها، وأنها أصبحت تعتمد فقط على تاريخها، ولا تبحث عن التجديد والتنوع فى الوقت الذى تشهد فيه دراما سوريا والخليج مزيدًا من التألق، خاصة فى الأعمال التاريخية التى تتميز بها سوريا عن مصر، معلنًا أن سوريا أصبحت هى هوليوود الشرق.

فإذا نظرنا لتلك النظرة الحاقدة تجاه الفن المصرى فسوف نضع أيدينا على موطن الداء فى هذه المسألة الشديدة الحساسية، وهو ما يؤكد وبما لايدع مجالاً للشك أننا أمام حالة من الحقد والغل والنظرة غير الموضوعية تجاه الفن المصرى.

أيها السادة انتبهوا.. أقولها وبأعلى صوت، وأكررها مئات المرات.. الفن المصرى فى خطر حقيقى، خطر يتطلب أن نتنبه جميعًا إلى أننا نواجه الآن حربًا من نوع خاص.. حربًا شديدة الضراوة والتعقيد والتشابك، بل تختلط فيها السياسة بالمال والتوجهات الخفية التى تستهدف ضرب الفن المصرى فى مقتل، وهو فى تقديرى ما يضع جميع رموز الفن المصرى فى خندق واحد، لذا فإننى أرى ضرورة أن يصطف الجميع الآن لمواجهة هذا الخطر القادم إلينا- وللأسف الشديد- من حيث نأمن، وألا ندع الساحة مكشوفة لكل من يريد أن يعبث بتاريخنا وبريادتنا، ومع الاحترام الكامل للفنانين الخليجيين أو السوريين أو اللبنانيين ستظل مصر هى البوتقة التى تنصهر فيها كل عناصر الإبداع، ليخرج لنا فى النهاية فن راقٍ يغذى الروح والوجدان لدى المواطن العربى من المحيط إلى الخليج.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد البرنس

تشويه الفن المصري

عدد الردود 0

بواسطة:

رجب ابراهيم نصر ***

كفاية كلام نفخ فى هولاء ، ليس من حقك ان تقول ، الزعيم ، والكينج ، والهضبة ، وهولاء ليس كذلك

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء

الهضبة والكينج والزعيم

هم رواد الفن المصري في 30 سنة الأخيرة

عدد الردود 0

بواسطة:

yasser

مصر لسه هليود الشرق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة