الفتاوى: القضاء على "داعش" يستلزم محاربته على شبكات "الإنترنت المظلم"

السبت، 29 أغسطس 2015 11:56 ص
الفتاوى: القضاء على "داعش" يستلزم محاربته على شبكات "الإنترنت المظلم" أعضاء تنظيم داعش - أرشيفية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذر مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء من خطورة استغلال الجماعات التكفيرية والمتطرفة لما يسمى بـ"الإنترنت المظلم"، والذى يعد الآن ساحة مظلمة وسرية مفتوحة أمام جماعات العنف والتكفير لممارسة كل أنشطتها غير المشروعة، بعيدًا عن الملاحقات الأمنية.

وأضاف المرصد فى تقريره التاسع والعشرين الصادر اليوم تحت عنوان "الإنترنت المظلم .. الساحة الآمنة لجماعات الإرهاب"، أن الإنترنت المظلم يُعد وسيلة لعدم الكشف عن الهوية على الإنترنت، فهو مصطلح يشير إلى مواقع الويب التى تحجب عناوين الـ IP عن الخوادم التى تنشر من خلالها، مما يجعل من المستحيل معرفة هوية المواقع أو القائم عليه، حيث لا يظهر على محركات البحث، وطبقا لصحيفة لجارديان، فإن محركات البحث مثل جوجل لا تستطيع الدخول سوى على أقل من 0.03% من المعلومات على الإنترنت، بينما تقطن بقية المعلومات فى شبكة مجهولة، يستخدمها أشخاص مجهولون، ولا يمكن لأحد الدخول على تلك الشبكات.

تابع التقرير: "الإنترنت المظلم" يعتبر أحد أكبر التحديات التى تواجه جهود مكافحة ومواجهة الجماعات التكفيرية والمتطرفة، وقد نشر أحد مراكز الأبحاث تقريراً يشير إلى أن تنظيم داعش يقوم بالفعل بجمع الأموال وتجنيد الأفراد عبر "المواقع المظلمة".

وأوضح التقرير أنه فى عام 2014، تم العثور على حاسب آلى محمول تابع لأحد أعضاء تنظيم "داعش"، وهو تونسى ويدعى أبو محمد، يحتوى على العديد من الخطب والأناشيد الجهادية، وآلاف الوثائق الجهادية التى نشرها صاحبها، ومعظمها على الإنترنت المظلم، ويشير العديد من التقارير التى رصدها مرصد الإفتاء إلى أن "الشبكة المظلمة" تحتوى على ما يزيد عن 50 ألف موقع و300 منتدى لمنظمات إرهابية، وذلك حسب أحد التقارير الصادرة فى عام 2011 لأحد المراكز البحثية الأمريكية.

وأشار التقرير إلى أن استخدام "الإنترنت المظلم" لدى الجماعات الإرهابية يتمثل فى الإعداد للعمليات الإرهابية، وتوفير الموارد المالية اللازمة للتنظيم، والحصول على صفقات السلاح مع الجهات المشبوهة، بالإضافة إلى الحصول على الوثائق السرية والحكومية، وهى كلها مواد متوافرة بكثرة على مواقع "الإنترنت المظلم".

وقد عُثر على وثيقة لأحد مناصرى تنظيم "داعش" بعنوان "بيتكوين وصدقة الجهاد"، من تأليف "تقى الدين المنذر"، حدد فيها الأحكام الشرعية لاستعمال "البيتكوين" -وهى عملة رقمية إلكترونية يتم تداولها عبر الإنترنت المظلم- مشددا على ضرورة استعمالها لتمويل الأنشطة الجهادية، وعلى عكس العملات التى تصدرها الحكومات، فإن الميزة الأقوى لعملة البيتكوين هى أنها مجهولة، فنظامها الشبكى اللامركزى يجعل من الصعوبة بمكان تتبع عمليات الشراء والبيع التى تتم عبرها.

تابع التقرير أن تنظيم "داعش" الإرهابى أعلن مؤخراً عن إنشاء وزارة مختصة بالآثار، للتنقيب عن الآثار وبيعها، وهى تجارة مربحة توفر للتنظيم مصادر دخل مرتفعة، وتسهم فى تعزيز قدراته وإمكاناته، ويمكن تسويق الآثار والمواد المراد بيعها عبر الإنترنت المظلم، بشكل يجعل من الصعوبة بمكانة ملاحقة جهات الأمن لتلك العمليات على الشبكة المظلمة.

وأوصى التقرير بضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية، لمواجهة التنظيمات التكفيرية فى الفضاء المظلم "الإنترنت المظلم"، كى تستطيع تجفيف منابعها الفكرية ومواردها المالية وعلاقاتها التجارية، حيث أكدت الدراسة أهمية مشاركة الشركات الرائدة فى مجالات التكنولوجيا، حيث يقع على عاتقها دور كبير فى تتبع ورصد المواد التكفيرية والإرهابية المنتشرة على مواقع الإنترنت، خاصة ما يتعلق بتطوير وتحديث أدوات جديدة لمراقبة "الإنترنت المظلم" والتعرف على المواد المنشورة به، والتعرف على مستخدميه والمواقع المنتشرة به، خاصة أن عملية السيطرة عليه والتعرف على مستخدميه تعد مسألة صعبة للغاية إن لم تكن مستحيلة.

وشدد مرصد الإفتاء على ضرورة تطوير برامج وتقنيات حديثة تمكن من الكشف عن مستخدمى شبكة "الإنترنت المظلم"، خاصة أن متصفح "تور" – أحد متصفحات الإنترنت المظلم - يحجب بيانات المستخدمين ومواقعهم وكل البيانات المتعلقة بهم.

كما دعا التقرير إلى تجريم ومنع الدخول إلى مواقع "الإنترنت المظلم"، وتضيق فرص تواجد تلك المواقع وإمكانية الوصول لها، وذلك عبر تشريعات دولية وداخلية ملزمة لأطراف المجتمع الدولى بهدف مكافحة هذه المواقع والمحتوى المنتشر بها.

وأكد التقرير أن المواجهة العسكرية مع التنظيمات الإرهابية لا يمكن أن تؤتى ثمارها طالما ظلت الساحات الافتراضية المظلمة آمنة ومتاحة لتلك التنظيمات، فمواقع "الإنترنت المظلم" توفر مساحة آمنة وسهلة وبعيدة عن أعين الجهات الأمنية، بالإضافة إلى أنها تتيح تجنيد الأفراد ونشر الأفكار والمناهج المتطرفة، والحصول على الدعم المادى وشراء كل أنواع الأسلحة والمعدات اللازمة، لتنفيذ العمليات الإرهابية التى تنال من أمن واستقرار الدول والشعوب، وبالتالى فإن المواجهة العسكرية لتلك التنظيمات لابد أن تتزامن مع مواجهة أخرى تكنولوجية فى ساحات "الإنترنت المظلم" بمظلة دولية وإقليمية.








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

فكري

الأرهاب الأعور

الأرهاب لا دين له

عدد الردود 0

بواسطة:

فوزي الشامي

التكنولوجيا الحديثة أصبحا ضررها أكثر من نفعها

التكنولوجيا الحديثة أصبحا ضررها أكثر من نفعها

عدد الردود 0

بواسطة:

فوزي الشامي

التكنولوجيا الحديثة أصبحا ضررها أكثر من نفعها

التكنولوجيا الحديثة أصبحا ضررها أكثر من نفعها

عدد الردود 0

بواسطة:

فوزي الشامي

التكنولوجيا الحديثة أصبحا ضررها أكثر من نفعها

التكنولوجيا الحديثة أصبحا ضررها أكثر من نفعها

عدد الردود 0

بواسطة:

فوزي الشامي

التكنولوجيا الحديثة أصبحا ضررها أكثر من نفعها

التكنولوجيا الحديثة أصبحا ضررها أكثر من نفعها

عدد الردود 0

بواسطة:

فوزي الشامي

التكنولوجيا الحديثة أصبحا ضررها أكثر من نفعها

التكنولوجيا الحديثة أصبحا ضررها أكثر من نفعها

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدى

الإنترنت المظلم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

جذب الشباب

عدد الردود 0

بواسطة:

فكري

الأرهاب الأعور

الأرهاب لا دين له

عدد الردود 0

بواسطة:

فكري

الأرهاب الأعور

الأرهاب لا دين له

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة