المأزق اليابانى الأمريكى

الأحد، 02 أغسطس 2015 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأسبوع الماضى تحدثت عن التغيير الذى تجريه اليابان فى عقيدتها العسكرية، خاصة أن طوكيو لم تعد تثق فى قدرة الحليف الأمريكى على توفير الأمن الذى تحتاجه اليابان، إذا ما تصاعدت المواجهة بينها وبين الصين، فى ظل فشل الحليف الأمريكى فى توفير الأمن والحماية لحلفائه فى شرق أوروبا، وتحديداً فى جورجيا وأوكرانيا.

واليوم لم يعد الأمر قاصراً على فكرة المخاوف اليابانية من ضعف الحماية الأمريكية، بل إنه يندرج تحت بند عدم ثقة الحلفاء فى بعضهم البعض، بعدما كشفت وثائق نشرها موقع «ويكيليكس» أن الولايات المتحدة تجسست على كبار السياسيين اليابانيين ورئيس البنك المركزى وشركات كبرى فى البلاد، وهو الكشف الذى أربك حكومة طوكيو برئاسة المحافظ شينزو ابى الذى كان يسير على عكس القراءات الإستراتيجية اليابانية وكان يبذل جهودا مضاعفة لتعزيز التقارب مع الحليف الأمريكى، لكنه اليوم يواجه مأزقا جديدا.

موقع ويكيليكس نشر لائحة تضم «35 هدفا سريا» لوكالة الأمن القومى الأمريكية فى اليابان، بينها أعضاء فى الحكومة ومسؤولو شركات يابانية والبنك المركزى، بما فى ذلك حاكم المصرف هاروهيكو كورودا، ورغم أن الوثائق لم تذكر أن شينزو ابى، كان ضمن قائمة الموضوعين تحت لائحة التنصت الأمريكى، لكن وجود أعضاء كبار فى الحكومة مثل وزير التجارة يويشى ميازاو يؤكد أن القائمة ربما تشمل رئيس الوزراء، لكن لم يتم الإشارة إليه.

والغريب فى نشر الوثائق أن موقع ويكليكس أكد أن هذه الوثائق تثبت عمق المراقبة الأمريكية للحكومة اليابانية، وأن معلومات عن عدد من الوزارات والأجهزة الحكومية كان يتم جمعها وتحليلها بشكل دورى، خاصة أنها كانت تتركز على معرفة مفصلة بالمناقشات الداخلية لليابان حول قضايا مثل واردات المنتجات الزراعية والخلافات التجارية والمواقف اليابانية من دورة الدوحة لمنظمة التجارة العالمية ومشاريع التطوير التقنى فى اليابان وسياستها فى مجال تبدل المناخ والطاقة النووية، كما جمعت واشنطن أيضا معلومات من مراسلات لطوكيو مع منظمات دولية مثل وكالة الطاقة الدولية ومذكرات تتعلق باستراتيجية هذا البلد فى علاقاته مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى. قد يرى البعض أن فكرة التجسس الأمريكى على الحلفاء ليست بجديدة، فهى تجسست على ألمانيا والبرازيل وفرنسا، وهم من أقرب حلفاء واشنطن، لكن الجديد فى اليابان أن كل ما تحتاجه الولايات المتحدة عن اليابان متوافر لديها بالفعل لتغلغل الأمريكان فى المجتمع السياسى والعسكرى والاقتصادى اليابانى، بما يؤكد أن التجسس نابع من فكرة عدم الثقة المتبادلة بين الجانبين، وأن حالات الود والوئام لن تستمر طويلاً.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة