فى ذكرى رحيله.. صلاح عبد الصبور للإبداع وجوه متعددة

الخميس، 13 أغسطس 2015 03:00 م
فى ذكرى رحيله.. صلاح عبد الصبور للإبداع وجوه متعددة صلاح عبد الصبور
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وحين يأفلُ الزمانُ يا حبيبتي
يدركُنا الأفولْ
وينطفي غرامُنا الطويل بانطفائنا
يبعثنا الإلهُ في مسارب الجِنان دُرّتينْ
بين حصىً كثيرْ
وقد يرانا مَلَكٌ إذ يعبر السبيلْ
فينحني، حين نشدّ عينَهُ إلى صفائنا
يلقطنا، يمسحنا في ريشه، يعجبُه بريقُنا
يرشقنا في المفرق الطهورْ !



الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور هل اكتملت حكمتك عندما بلغت الخمسين من عمرك فقررت أن تغلق صفحة ظننتها أنت الأخيرة، لكننا عرفنا "يقينا" أنها لم تكن، وأن الأفول لا يصيبك.. واليوم تمر الذكرى الـ 34 على رحيلك ومع هذا كأنك بيننا تكتب الشعر وتقرأ فى ديوان الحياة.

كتبت من قبل عنك بأنك "الشاعر/ القصيدة" وبأنه "لدينا شاعر يسكن القصيدة.. وقصيدة تسكن الشاعر".. وهنا نتعرف على ما تبقى من صلاح عبد الصبور، فقد تبقت روحه وظل شعره ومسرحياته بيننا علامات على تميز وإبداع.

الوجه الشعرى


"الناس فى بلادى" (1957) و"أقول لكم" (1961)، و"تأملات فى زمن جريح" (1970)، و"أحلام الفارس القديم" (1964)، و"شجر الليل" (1973)، و"الإبحار فى الذاكرة (1977) ستة دواوين هى حصيلة صلاح عبد الصبور من الشعر، لكنها علامات وأيقونات، مثلت تنوعا فى بناء القصيدة الحديثة، وامتلكت روحا معبرة عن الفرح والحزن.. حيث يسرى صلاح عبد الصبور فى القصيدة ليمنحها وجها جديدا عليها لكنها لم تستنكر هذه الجدة ولا هذا الاختلاف بل استفادت القصيدة منه.

الوجه المسرحى
وفى المسرح كتب " مأساة الحلاج (1964)، والأميرة تنتظر (1969)، وبعد أن يموت الملك (1975)، ومسافر ليل (1968)، وليلى والمجنون (1971) ، فأعاد للمسرح الشعرى رونقه وكان عدد من كتاب المسرح الكبار قد أفتوا بأن "الشعر" لا يصلح للمسرح "تماما" وأنه يجب أن يحل "النثر" محله دائما.

الوجه الصوفى


وتراه صوفيا زاهدا يسكن "مذكرات بشر الحافى" حين يقول:

حين فقدنا جوهر اليقين/ تشوّهت أجنة الحبالى فى البطون/ الشعر ينمو فى مغاور العيون/ والذقن معقود على الجبين/ جيل من الشياطين/ جيل من الشياطين/ احرصْ ألا تسمع/ احرصْ ألا تنظر/ احرصْ ألا تلمس/ احرصْ ألا تتكلم


وتظل صوفية صلاح عبد الصبور تتسق عند قرائه مع شخصية "الحلاج" خاصة بعد مسرحيته الشهيرة "مأساة الحلاج" ورغم أن المسرحية حتى الآن من أروع المسرحيات الشعرية عرفها العالم العربي، وهى ذات أبعاد سياسية إذ تدرس العلاقة بين السلطة المتحالفة مع الدين والمعارضة كما تطرقت لمحنة العقل وأدرجها النقاد فى مدرسة المسرح الذهنى.

الوجه الإنسان


كل ذلك جعل صلاح عبد الصبور يحمل وجها إنسانيا مهما فى تاريخ الشعر العربي، رحل صلاح عبد الصبور لكنه ظل الأجمل والأكثر اقترابا من النفس الإنسانية والأكثر حديثا عن وجعها .



موضوعات متعلقة..


عبدالصبور








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة