براء الخطيب

حسن طاطاناكى و«ليبيا أولا ودائما» - 2

السبت، 01 أغسطس 2015 11:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعنون حسن طاطاناكى مقاله الثانى فى كتابه «ليبيا أولا ودائما» بعنوان بقدر ما هو صادم بقدر ما هو حقيقى «حتى لا يدخل الليبيون فى دوامة الثأر والانتقام.. متى تصدر مذكرات القبض على القتلة؟»، وهنا يطلب «طاطاناكى» بمحاكمة «المؤتمر الوطنى الليبى» المنتهية ولايته، وهو يعرض المرحلة الانتقالية التى تمر بها بلاده، ليبيا، وبداية تسرب الظواهر الجديدة على المجتمع الليبى، حيث ظهرت فى ليبيا جماعات وتشكيلات إرهابية مسلحة بعضها كان محليًا، وبعضها كان وافدًا، وبعضها كان مختلطًا، وكلها مدعومة بالسلاح والمال من قطر وتركيا، بل بدعم مباشر من «تميم»، حاكم قطر، حيث بدأت هذه التشكيلات الإرهابية المسلحة التى تتستر خلف الشعارات الإسلامية المزيفة استثمار الفوضى، تلك الشعارات الكاذبة التى حظيت فى البداية بقبول البعض، ثم ما لبث الليبيون أن اكتشفوا الحقيقة التى تؤكد أن كل هذه التشكيلات الإسلاموية تحتكم إلى قواعد دموية بشعة، لا ترعى دينًا صحيحًا ولا ذمة، ولا تقيم أصلًا ووزنًا للإسلام أو غيره من الأديان، ولا للأعراف والتقاليد والقيم الليبية العريقة، لذلك فالليبيون يطرحون اليوم على أنفسهم سؤالًا حاسمًا يفرضه عليهم واقع وطنهم المحتدم بالفوضى والاضطرابات، والسؤال هو: متى تتم محاكمة القتلة وإيقافهم أمام العدالة؟.. ويؤكد «طاطاناكى» أن صحائف الاتهام كثيرة، والأدلة قاطعة، فما زال العالم يشاهد المجرمين وهم ينفذون مخططاتهم الإجرامية، فـ«المؤتمر الوطنى» متهم بتدمير الدولة، والعبث بمقدراتها، وتمكين الإرهابيين من احتلال العاصمة «طرابلس»، وتدمير «بنى وليد»، ودعم تهجير سكان «تاورغاء» تحت رعاية قطر وأميرها، وكذلك «الإخوان المسلمون الليبيون» الذين هم جزء من التنظيم الدولى للإخوان، متهمون بالانقلاب على الشرعية، والتآمر للسيطرة على الحكم فى ليبيا، وتسهيل دخول أطياف من «القاعدة» و«داعش»، وتشكيل فرق مسلحة غير شرعية موازية للجيش الوطنى الليبى، وكذلك منظمة «فجر ليبيا» متهمة بتدمير المطار العالمى فى العاصمة، وقصف «ورشفانة» وتهجير أهلها، وإرهاب سكان المدن فى مدن وقرى كل المنطقة الغربية، ومحاولة السيطرة على الحكم بالقوة، وكذلك تنظيم «أنصار الشريعة» المتهم بتنفيذ مخطط «داعش» للسيطرة على شرق ليبيا، وتنظيم فرق الاغتيالات التى طالت قادة الجيش الليبى، ورموزًا نضالية مدنية ليبية أخرى، وكذلك طائفة «شورى الثوار» متهمة بالتواطؤ مع «القاعدة» و«داعش» و«الإخوان المسلمين»، ويسأل الليبيون أنفسهم: لماذا لم يعمد مجلس النواب الشرعى حتى الآن إلى إصدار مذكرات القبض على هؤلاء المجرمين؟، ويؤكد «طاطاناكى» أن كل هذه الأعمال الإرهابية هى أعمال ذات صفة عسكرية، أى أنها ليست سياسية محضة، لذلك يجب مواجهتها بردود من جنسها، ولذلك فإنه يجب العودة إلى اللوائح المنظمة لعمل المحكمة العسكرية بشكل علنى، أى بقضاة ووكلاء نيابة ومحامين من القضاء المدنى، الأمر الذى سوف يحمى ليبيا مستقبلًا من الدخول فى دوامة الثارات، وعمليات الانتقام، وتنفيذ الجزائيات التى ينص عليها العرف الاجتماعى، وكذلك فإن دور الجيش الليبى فى هذه المرحلة ليس مقتصرًا على الجبهات العسكرية فى قتاله ضد الإرهابيين والخوارج، بل يمتد إلى دعم عوامل الاستقرار والمساهمة فى البناء، فجهود الليبيين- مدنيين وعسكريين- يجب أن تنتقل من إنقاذ ما هو موجود فى ليبيا إلى ترميم وجود الليبيين أنفسهم، فما يمر حتى الآن بوطنهم ليبيا هو إحدى أكبر الكوارث التى شهدتها دول العالم فى العصر الحديث. ويؤكد «طاطاناكى» أنه يثق بأن الليبيين بقدر ما كانوا أهلًا لتحمل الآلام، وتكبد المعاناة، فإنهم مقبلون على تأسيس مجتمعهم على أسس قويمة صلبة، وبناء دولة ديمقراطية لا مكان فيها للاستبداد أو الاستئثار أو الاحتكار أو الإقصاء.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة