د .غيضان السيد على يكتب: حتى لا نبكى على اللبن المسكوب

الثلاثاء، 07 يوليو 2015 06:00 م
د .غيضان السيد على يكتب: حتى لا نبكى على اللبن المسكوب علم مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بات من المؤكد أن الحل الأمنى – رغم ضرورته - وحده لا يكفى لمواجهة التطرف والإرهاب، فأصبح لزاما علينا البحث عن حلول أخرى تكون ذات جدوى وفاعلية فى تقديم حلول مثلى، يمكنها اقتلاع هذا الفكر المتطرف من جذوره.. وتنجح فى إعادة السلم والأمن والاستقرار الذى بات يعيش على صفيح ساخن يزداد سخونة يوما بعد يوم.

بل إن قوى التطرف والإرهاب باتت تستخدم الحل الأمنى لصالحها، فصارت تصدر للعالم كله، صور القبض على المتهمين فى قضايا العنف، والحرق، والتخريب على أنهم معتقلون سياسيون، وأن النظام فى مصر بات يقمع قوى المعارضة، وأنه نظام يمارس كل مظاهر الاستبداد وحكم الفرد الواحد، وساعدهم فى ذلك تلك القنوات والمحطات الإعلامية التى يمتلكونها وينفقون عليها مئات الملايين من الدولارات.. وللأسف الشديد انخدعت بعض المنظمات الحقوقية المحلية والدولية بتلك المزاعم الواهية.. وبدأت فى تشويه صورة السلطة الدستورية الشرعية الحاكمة فى مصر وتصويرها زوراً وبهتانا على أنها سلطة انقلابية تفتقد للشرعية.

أى أن حتى الحل الأمنى بات سلاحا ذا حدين، ومن ثم لم يكن قاطعا مانعا، فكان من الضرورى التركيز على حلول أخرى منها: الحل الدينى، الذى ينبغى أن يهتم ويعتنى بالتركيز على تجديد الخطاب الدينى، وتجديد الخطاب الدينى ليس تجديدا للدين، وإنما تجديد للفهم وبيان لما هو من صحيح الدين وما هو خلاف ذلك، والتركيز على بيان كيف حافظ الدين على النفس البشرية وعاقب القاتل المتعمد بأبشع عقوبة عرفتها الكتب السماوية.. وأرى أن الخلل الذى يعرقل جهود التجديد الدينى هو أن الجماعات المتطرفة استطاعت أن تخترق مؤسسة الأزهر، كما استطاع أفرادها شغل مناصب عديدة فى وزارة الأوقاف، فأكثر مساجدها ما زال به خطباء ومقيمو شعائر ينتمون للفكر المتطرف ويبثونه كل خطبة جمعة، وكل ليلة فى الدروس المسائية.. والعوام من الناس يأخذ هذا الفكر على أنه صحيح الدين، فلابد من وضع حلول جذرية لهذه النقطة الأساسية و الجوهرية.

أما الحل الثانى فلا يبعد كثيرا عن الحل الأول وهو حال التعليم، وحال التعليم لا يخفى على أحد، فمدارس من ينتمون للجماعات الإرهابية تملأ جنبات مصر من أقصاها إلى أدناها.. فماذا ننتظر من تلك المدارس؟ غير أجيال تحمل فكر الإرهاب والتطرف. لابد أن تسحب تراخيص تلك المدارس فورا، مهما كانت العواقب فأرواح المصريين ليست رخيصة، ومصر أغلى من كل أموال الدنيا. أما المعلمون بالمدارس والذى يثبت عليه انتماؤه لأى من هذه الجماعات، فلابد أن يستبعد فورا من التدريس؛ لأنه سيبث قطعا اعتقاداته المتطرفة لعقول التلاميذ والطلاب.. وأعتقد أن لدينا مئات الألوف من خريجى كليات التربية الأكفاء على قوائم الانتظار للتعيين فى وظيفة معلم.

أما الحل الثالث فهو الحل الثقافى والإعلامى، وعلى وزارة الثقافة أن تكرس جهودها فى نشر الأعمال التى تركز على دور العقل وإعماله، بدلا من تركيزها على فنون المدارس السوريالية، وفنون الباليه، والأغانى الأوبرالية .. وإن كنت لا أنكر دورها فى تنمية الذوق والحس الفنى العام. ولكن هناك المهم والأهم للفترة الحالية.

أما دور الإعلام سواء المقروء أو المسموع أو المرئى وهو الدور الأهم فى مجابهة التطرف، فعليه أن يكثر من المقالات الفلسفية العقلية الناقدة، وأن يعطى مساحة أكبر للبرامج والأعمال الدرامية التى تصب فى الهدف ذاته.

وكما بدأت بالحل الأمنى أنتهى به وأؤكد على ضرورة أن يحرص ضباط الشرطة والأمناء والمخبرون على التفرقة بين المواطن الشريف الذين هم فى خدمته، وبين البلطجى والإرهابى حتى لا نعود يوما إلى ما قبل انطلاق ثورة يناير.. هذا إذا أردنا أن لا يستمر البكاء على اللبن المسكوب.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة