علا عرفة تكتب: نحن والتبرعات والقنابل الموقوتة

السبت، 04 يوليو 2015 02:04 م
علا عرفة تكتب: نحن والتبرعات والقنابل الموقوتة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبحت حسابات التبرعات أيا كانت مسمياتها لا تعد ولا تحصى فلا تخلو شاشة أو طريق أو كلمة للكبار من الحث على التبرع من أجل مصر والفقراء والمرضى، وإن كان هناك نماذج أثبتت نجاحا باهرا مثل مستشفى 57357، فهذا لأنه كان عمل مجتمعى بدافع إنسانى بحت لم تتدخل فيه الدولة بمنظومتها الروتينية والمميتة وتخطيطها كان عن طريق هيئة أمريكية متخصصة وخضعت حملة تبرعاتها لإشراف طاقم خبراء من مصر وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، ليبقى السؤال المحير كيف يتم توجيه أموال التبرعات العديدة والتى تشرف عليها الدولة؟ وهل نستغلها الاستغلال الأمثل بما ينفع الطبقات الكادحة أو يساهم فى عمل جديد من شأنه الارتقاء بالبلد ككل أو بفئة واحدة تستحق؟

وهنا لا أتحدث عن فكرة التبرع كمبدأ غير إيجابى وثقيل بل على العكس فهو واجب على كل قادر وحق لكل محتاج ولكن يستفزنى الأرقام الهائلة التى نسمع عنها ونظن لوهلة أنها ستخرجنا من الظلمات إلى النور ولا نلبث كثيرا حتى نكتشف أنها مجرد سراب، فلا شىء ملموس على أرض الواقع ليعيد السؤال نفسه من صاحب القرار ومن المنوط بالصرف منها ومن يقوم بالتخطيط أم يضيع أغلبها فى صور مكافأت وأموال مهدرة للكبار كغيرها من أموال الشعب.

السادة المسئولون آما آن الأوان لفتح آفاق جديدة للفكر والاستعانة بالحلول غير التقليدية وتوجهوا بهذه الأموال لإعادة بناء وهيكلة فئات كثيرة فى حاجة ماسة إليها فلدينا عدة قنابل موقوتة لابد من إبطال مفعولها قبل أن تقضى علينا جميعا وعلى سبيل المثال أطفال الشوارع تلك المشكلة المزمنة التى لا نجد لها حلا شافعا ولا أجد لها شبيها فى الدول العربية، فلماذا لا ننشئ مؤسسة كبرى تكون مدينة متكاملة لهؤلاء وتصبح لهم مسكن وصرح تعليمى وثقافى وتأهيلى وإعادة بناء لفئة تنهش فى جسد المجتمع ويغتالها المجتمع بكل قسوة ونحولهم من عنصر سلبى إلى طاقة فاعلة وإيجابية.

والعشوائيات لماذا لا نعيد بناءها مرة أخرى بطريقة آدمية وكما أنشأنا مدنا جديدة للكبار ونبيعها بأسعار خيالية فلننشئ مدنا لهؤلاء حتى لا يصبحوا دولة معادية داخل الدولة، وكارثة القمامة والتى تعتبر كنزا فى بلاد أخرى ونحولها نحن إلى مقبرة لهلاكنا تصيبنا تلوثا وأمراضا.

أليس كل هذه القنابل الموقوتة أولى من أى شىء آخر أو على الأقل تسير بالتزامن معها؟ أليس بناء عالم متحضر وإنسان جديد يشعر بآدميته هو أساس لبناء الدولة العادلة ولنأخذ نموذج 57 هذا الصرح العالمى قدوة فلننقى نوايانا ونستحضر ضمائرنا حتى يكون لتبرعاتنا ثمار صالحة نجنيها جميعاً .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة