أسوشيتد برس: بعد عام من عدوان الاحتلال على غزة.. جنوب إسرائيل يتعافى ببطء

السبت، 04 يوليو 2015 08:56 ص
أسوشيتد برس: بعد عام من عدوان الاحتلال على غزة.. جنوب إسرائيل يتعافى ببطء جانب من العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة
(أ ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى آخر أيام حرب الصيف الماضى التى دارت رحاها بين إسرائيل وحركة حماس، كان غادى ياركونى واثنان من أصدقائه يصلحان خط الكهرباء القريب لحظيرة الأبقار فى مستوطنتهما جنوبى إسرائيل والتى كانت تضررت جراء سقوط صاروخ انطلق من قطاع غزة.

فى ذلك اليوم تحديدا، فى السادس والعشرين من أغسطس ، كان اتفاق وقف إطلاق نار نهائى على وشك ان يدخل حيز التنفيذ، وثلاثتهم اعتقدوا أنهم احتملوا أسوأ ما قد تفرزه الحرب على مدار خمسين يوما، تلك الحرب التى دفعت معظم الأسر على النزوح وترك مستوطناتهم الزراعية الصغيرة.

كانت الحرب على وشك الانتهاء، عندما سقطت قذيفة هاون بجوار ياركونى فقتلت صديقاه وبترت كلا ساقيه، الآن وبعد مرور عام، ترى الرجل (48 عاما) ووالد ثلاثة اطفال يسير على قدميه ثانية بفضل جراحة تعويضية بل وانتخب مؤخرا رئيسا لتجمع مستوطنات أشكول، حيث يساعد فى إعادة بناء واحد من اكثر المناطق تضررا جراء الحرب.

المستوطنة التى يقيم فيها ياركوني، طالما كانت هدفا لصواريخ وقذائف حماس، تضررت لكنها رغم ذلك كانت نشطة بل وتزايد تعداد سكانها إذ توافد على أشكول وحدها 500 مستوطن جديد.

وقال ياركونى للأسوشيتد برس من مكتبه قرب الحدود مع غزة: " إننا مصابون.. متضررون.. لكن ليس أمامنا سوى خيار من اثنين: إما التراجع أو التقدم.. أنظر دائما إلى نصف الكوب الممتلئ وربما كان ذلك سر تغلبى على العقبات التى تواجهنى فى الحياة".

خلال الحرب التى بدأت يوم الثامن من يوليو ، شنت إسرائيل ما يزيد على الستة آلاف غارة جوية على غزة، فيما أطلقت حماس ستة آلاف وستمائة صاروخ وقذيفة هاون صوب إسرائيل، الحرب أودت بحياة ما يزيد على 2200 فلسطينى معظمهم من المدنيين بحسب إحصاءات الأمم المتحدة، إسرائيل احصت ثلاثة وسبعين قتيلا لديها بينهم ستة مدنيين، خمسة من المدنيين الستة قتلوا فى المجالس المحلية الخمسة جنوبى إسرائيل والتى تحيط بقطاع غزة الساحلى .

مجلس أشكول كان الاكثر تضررا حيث تلقى وحده نحو خمس الصواريخ وقذائف الهاون التى أطلقتها حماس خلال الحرب.

من بين سكان أشكول البالغ عددهم أربعة عشر ألف مستوطن لا يزال أكثر من ألفين يخضعون للرعاية النفسية، ربع الاطفال يعانون من أعراض ما بعد الصدمة حسبما أعلن مركز الصدمات النفسية المحلى، الحرب عرضت المجتمعات الاستيطانية الممتدة بطول الحدود لخطر جديد: الأنفاق التى وصلت مخارجها حتى منازلهم.

عدد غير قليل من السكان يقسمون أنهم لا يزالون يسمعون أصوات حفر أسفل منهم فيما تتطاير قذيفة بين حين وآخر تشق الصمت الذى يسود المنطقة إلى حد كبير منذ انتهاء الحرب.

المخاوف تزايدت وتضخمت بالنسبة لأولئك الذين يعيشون شمال غزة بعد أن أصبح أمام أعينهم عبر الحدود موقع تدريب جديد تابع لحماس، حيث يمارس عناصر الحركة فى زيهم المموه تدريبات إطلاق النار، لم يهنأ التلاميذ الصيف الماضى بعطلتهم الصيفية بسبب القتال وأجبروا على الفرار إلى مناطق أخرى من البلاد.

يوم الأربعاء، الذى وافق أول أيام العطلة الصيفية هذا العام، سمعت أصوات الانفجارات بوضوح من شبه جزيرة سيناء، حيث كان الجيش المصرى يضرب مواقع تمركز المسلحين المنتمين لتنظيم الدولة الإسلامية.

تقول ميراف بن نسيم التى تدير مركز أشكول للصدمات "الحرب لم تنته بعد بالنسبة للبعض" مضيفة أنه قبل الحرب "كان الصبية قد يذهبون للنوم بصحبة آبائهم لأنهم يخافون من الصواريخ".

لكن مع عودة الحياة إلى هدوئها، يرى ياركونى أن فرص العمل آخذة فى التزايد، نحن فى أجمل مناطق الشرق الاوسط.. لا أعتقد أن الأوضاع هنا أكثر خطورة من أى مكان فى العالم وفى إسرائيل".

مستوطنة ناحل عوز الحدودية القريبة، يعيش فيها الآن نحو 350 شخصا بعد أن كانت خالية تقريبا قبل عام، المسبح يعج بالأطفال الذين يلعبون فى الماء، الصبية يلعبون فى رمال أحد دور الرعاية تحت ظل حاجز خرسانى يزدان برسوم ملونة لزهور وحيوانات واقواس قزح، لكن الجنود لا يزالون يجوبون المستوطنة، ذكرى وفاة دانيال تريغرمان (4 اعوام) جراء شظايا قذيفة، لا تزال حاضرة فى الأذهان.

تقول يائيل راذ- لاشيانى (38 عاما) وام لثلاثة اطفال:" ما مررنا به يبقى معنا لكنه يجعلنا أقوى، بعض الأسر التى فرت خلال الحرب لم تعد بعد،غير أن آخرين أتوا مكانهم، يبحثون عن حياة ريفية هادئة لم يعثروا عليها فى المناطق المدنية المركزية من البلاد.

يقول توم أورين دينينبرغ (40 عاما) والذى قدم فى نوفمبر الماضى مع زوجته :" نحن نبحث عن مكان نبنى فيه بيتا.. نبنى فيه مستقبلا لأبنائنا .. أردنا حياة اجتماعية طيبة".

توم يضع احد أعلام "السلام الآن" خارج بيته المتنقل المؤقت، ما يؤكد التدفق الأخير لمن يطلق عليهم السكان المحليون "الصهيونية العلمانية الجديدة" وهى حركة تبدو مناقضة للحركة الصهيونية الدينية التى تدفع باتجاه التمدد فى الضفة الغربية.

وفى الانتخابات الأخيرة، دعمت معظم المستوطنات القريبة من غزة أحزابا بديلة لحكومة حزب ليكود بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

يضيف أورين دنينبرغ :" لا آبه للإرهابيين على الجانب الآخر.. لكنى أشعر بالأسى للمواطنين.. يجب أن يكون أمامهم أفق ما يعيشون من أجله".

ياركوني- الذى سافر إلى جنيف ليدلى بشهادته أمام لجنة الأمم المتحدة التى تحقق فى الحرب، التى قال إنها كانت تجربة ساعدت فى اقناعه بالخروج والمشاركة فى العمل العام- أكد ما قاله دنينبرغ.

وهناك دافع عن حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها وأخبر اللجنة عن ذلك اليوم الذى فقد فيه قدميه، الانفجار جعل جسده يطير فى الهواء وهو يذكر أن بصق واحدة من أسنانه عندما اصطدم بالأرض، كان غائبا عن الوعى وفى حالة حرجة لنحو أسبوعين قبل أن يعرف أن صديقيه زيف عتصيون وشهار ميلاميد لقيا حتفهما.

رئيسة لجنة الأمم المتحدة مارى مكغوان دافيز استندت إلى شهادة ياركونى فى تقريرها الذى اتهمت فيه إسرائيل وحماس بارتكاب جرائم قد ترقى لتوصيف جرائم الحرب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة