نانى تركى تكتب: على الأصل دور ..

الجمعة، 31 يوليو 2015 10:08 م
نانى تركى تكتب: على الأصل دور .. ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لتحكم على أى شخص جيداً ابحث عن الأصل والتربية والبيت الذى خرج منه هذا الشخص، لا عن انتمائه السياسى، والأصل غير مرهون بالمال فكم من أناس خلوقة وبيوت محترمة لا تملك من المال الكثير لكن تعرف معنى التربية والأصول وسلوك التعامل جيداً، فلا نعنى بالأصل أن تكون سليل العائلة العلوية مثلاً ولكن الأصل سمعة وسلوك ولفظ أباً عن جد هذا هو الأصل الكريم وعلى رأى المثل "اللى عنده أصل أحسن من اللى معندوش".

لم يكن يوماً التوجه السياسى معياراً للحكم على الأشخاص بل هى بدعة ابتدعتموها منذ الخامس والعشرين من يناير، فتقسيمات المجتع التى قسمتموها وقطعتم بها أوصال المجتمع من فلول وإخوان وثورجية وسلف وعلمانيين جميعها فيها الصالح والطالح كلٌ له وجهة نظره سواء بحسن نية أو سوء نية أو مضحوك عليهم، ولكنها وجهة نظر تعاملهم مع هذا الانتماء يرجع لأصلهم وتربيتهم .

هناك الكثير ممن أسميتموهم الفلول أصل وأدب وأخلاق وتربية لم يستفيدوا من نظام سابق ولا ناقة لهم ولا جمل فى نظام حالى لكن لهم رؤية سياسية بما كان الأفضل لوطنهم وطرق التغيير، ورفضهم للفوضى الخلاقة، إنها وجهة نظر قد تختلف أو تتفق معها ولكنها تحترم ولا تنتقص من أصلهم فى شىء وإلا فأين الحريات !!

الثورجية الذين شوهت صورتهم من الغير أو حتى بأيديهم هم إلا أنه كان منهم شخصيات محترمة أيضًا لم تسع لمصلحة لها فلم يحركها سوى خوفها على البلد من تفشى الفقر والفساد وكان حلمهم حياة أفضل للشعب المصرى، بل أن منهم من أصيب فى الأحداث ولم يتاجروا بإصاباتهم ويتباكون فى الصحف والإعلام وتعالجوا على حسابهم الشخصى بره وجوه مصر حتى نفذت أموالهم ولم يستطيعوا إكمال العلاج وأبى كبرياؤهم أن يطلبوا مقابل أو تكملة للعلاج، طبعاً وجهة نظر تحترم فى حب الوطن أى كانت تبعاتها ولا ينتقص من أصلهم شيئا .

حتى الإخوان أنفسهم مع فرق النسبة والتناسب إلا أنه كان منهم الصالح أيضاً وعائلات طيبة كريمة على قدر من الالتزام والتدين ظنوا فى ظل الفساد السياسى أن الإسلام هو الحل، لا يعيبهم حبهم لدينهم ولا ضحك الجماعة عليهم بل وعمل غسيل مخ ليهم باسم الدين ما داموا نابذين للعنف وكارهين للإرهاب بل أن منهم من انسحب بعد أن تكشفت الحقائق وسقطت الأقنعة وعلموا أن الجماعة ما أرادت يوما نصرة الدين بل أن الإسلام منهم براء وأن كل ما يعنيهم الحكم والسلطة والمصالح، وأيضاً لا ينتقص توجههم الدينى من أصلهم فى شىء .

كما وجدنا فيمن سبق الصالح وجدنا فيهم الطالح أيضاً ولا علاقة للتوجه السياسى فى ذلك فهو حرية شخصية لا تستدعى خلافنا لو أردنا تحضراً ولكن الرك على الأصل، المشكلة كل المشكلة على أصحاب الأصل الردىء وعديمى التربية والأخلاق، كل توجه فيه المستفيدون وأصحاب المصالح والمنافقين وتابعو الموجة الرائجة حسب ما تودى الريح وأصحاب السبوبة الذين أتى لهم المال بعد جوع ربنا يكفيك شر الشبع بعد جوع فلا خير فيهم إلى يوم الدين ، كل فصيل و توجه سياسى يحتوى على نكرة راغبى شهرة فلا صيت لهم من قبل فصار توجههم السياسى يوفر لهم تسليط الأضواء أو حتى شهرة فى السوشيال ميديا و تعويض نقص الواقعى فى الافتراضى عل و عسى يخرج من الافتراضى للواقعى وتضرب معاه .

مكسب مادى أو شهرة أو أياً كانت المصلحة يبدأ السلوك واللسان يترجم هذا الدنو من الأخلاق والتربية وقلة الأصل لأفظع الشتائم والكلام البذىء والسلوك المشين وطبعا لا علاقة لذلك بقضيته أو توجهه السياسى ولكن فتش عن الأصل الواطى والتربية والبيت الذى خرج منه علينا وابتلينا به .
أنت أنت بتربيتك بأخلاقك بعائلتك بسلوكك بلسانك مهما كان فصيلك السياسى أو توجهك ، ابحث فى البيوت التى أخرجت هذه الأشكال جيداً فالبيت والأسرة هو الدائرة الأولى و الأهم من دوائر تنشئة الفرد وهى التى تغرس لديه المعايير التى يحكم من خلالها على ما يتلقاه فيما بعد من سائر مؤسسات المجتمع ، وإلا ما كان ظهر علينا هذا الكائن الحى و هو أقل من أن يذكر اسمه فى مقال نراه ساجداً على الأراضى الأمريكية ملهوفاً على البيتزا والدونتس أنت سافرت أمريكا ولا عملت عملية اللوز !! ، أتفهم جيداً أن يعانى المرء فى وطنه ويشعر بالمرار والاضطهاد فيتركه حزيناً ويعيش فى بلد آخر مضطر ، لكن المتربى الأصيل لا يرتمى سعيداً فى حضن وطن آخر كمن ترك حضن أمه و ارتمى فى حضن العاهرات.. صحيح على الأصل دور .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة