د. مجدى غريب يكتب: المستقبل الذى نريده للأمة المصرية

الخميس، 30 يوليو 2015 02:10 م
د. مجدى غريب يكتب: المستقبل الذى نريده للأمة المصرية جانب من ثورة 25 يناير - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لسنوات عديدة خلت ظل سؤال "هل فى مصر مستقبل؟!" يُلح فى النصف الثانى من ولاية مبارك وبعد ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو فى ظل المعطيات والمتغيرات التى رافقتهما وأعقبتهما!

يجىء هذا السؤال فى ظل حوادث جسام من اغتيال للنائب العام المصرى والهجوم الذى حدث على أكثر من كمين للجيش فى سيناء وتفجير لقنصلية إيطاليا وفى ظل وجود قوى للشر تتربص بمصر، يجىء ليطرح نفسه بقوة مرة أخرى.

إن نظرة فاحصة قد لا تُخطئها العين أو ينفيها العقل، على الأوضاع فى أم الدنيا تنبئ بالمعطيات الآتية:

1. إن ملفات هامة وفى غاية الحساسية للمستقبل المأمول لأى أمة قد جرى إهمالها فى عهد مبارك، يأتى فى مقدمتها التعليم والصحة، وكلاهما كان أحد أهم إرهاصات وأدوات القوة الناعمة لمصر العربية التى كانت دوماً، قبلة الراغبين فى العلم والتواقين إلى العلاج بمستشفياتها فى الخمسينات والستينات وعلى أيدى أطبائها المهرة، قبل أن يُحولوا مهنة كانت للمرضى ملاذا ورحمة بعد قدرة الله على الشفاء، إلى تجارة رائجة!

يقول أفلاطون "إن الاتجاه الذى يبدأ مع التعلم سوف يكون من شأنه أن يحدد حياة المرء فى المستقبل"، أن إهمال ملف التعليم وما يحمله من توابع مثل تفشى الأمية والجهل بين قطاعات عريضة من أبناء هذا الوطن تربو على الأربعين بالمائة، ربما ألقى بظلاله على تخلفنا فى قطاعات عديدة أخرى مثل الصحة والبيئة وانتشار أمراض كالسرطان وفيروس سى بكل ما تحمله هذه الأمراض من أثر سلبى على أمن مصر القومى وتأثيرها فى المنطقة العربية والإفريقية!

2. إن مستقبلنا فى مصر مرهون بأمور عدة، يجىء على رأسها عدم إقحام الدين فى السياسة وإعلاء قيم العمل والمواطنة وتغليب الأوطان على المذاهب والطائفية بمنظورهما الضيق والهادم لفكرة الوطن!

3. إن محو أمية ما يربو على نصف سكان الأمة المصرية وإعلاء قيمة البحث العلمى والأخذ بأساليب الإدارة والعلم الحديث فى إدارة الدولة ومواردها والاستثمار فى الإنسان قبل المبانى، والتوقف عن التفتيش فى ضمائر العباد واحتكار الدين وعدم القبول بالآخر، لهو بداية وضع الأمة وآلياتها على الطريق الصحيح!

4. إن اتساع الفجوة بين الطبقات وانتشار الفقر والفساد وترك الفقراء فريسة لجمعيات وجماعات تتستر خلف الدين والعمل الخيرى نجحت فى أن تتسلل إليهم من ثغرة الأعمال الخيرية فى ظل سكوت طويل من الدولة أيام مبارك، أفضى إلى ضعف هيبتها وتغلغل واضح لتلك الجمعيات فى فكر عقل وقلب هؤلاء مما أدى فى النهاية إلى خلق طبقة منهم، تغلب الجماعة والفصيل على الوطن بل وأضحى بعضم مادة خصبة للإرهاب والتطرف!

إن أقصر طريق نحو مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة هى أن نساهم بجدية فى صنعه، نصنعه -مع حكومتنا- بإيماننا سوياً بأهمية العلم والتعليم، وصحة المواطن، واحترام الآخر والإيمان بالوطن وبقائه وسموه فوق التحزب لفصيل أو جماعته وتفعيل للقانون على الحاكم والغنى بنفس تفعيله على المحكوم والفقير.

ومن الضرورى أن نثق -نحن المصريون- بأنه لا مستقبل مأمول للأمة المصرية ولأبنائها دون الأخذ بأسباب كل ما تقدم، وأن نسد ثغراتنا ونُصلح من عوراتنا وأن نشحذ الهمم –شعباً وحكومة- لمحاربة الجهل والفقر والمرض والفساد، لنعلنها بقوة أن بمصر مستقبل!

.. حفظ الله مصر المستقبل، وطاب نهاركم!











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة