مصطفى عنبر

الجامعة العربية لكفاءاتها: "أوروفوار"!؟

الخميس، 30 يوليو 2015 08:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تابعت قبل أيام الحفل، الذى أقامته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتوديع السفيرة ليلى نجم، مدير إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بالجامعة العربية، بمناسبة تقاعدها للمعاش، وما لفت انتباهى فى هذا الحفل روح الوطنية والعروبة، التى تجسدت فى مداخلات الحضور الذين يمثلون جيلا من أجيال جامعة الدول العربية ذوى الخبرات والكفاءات، ولكن ما أزعجنى فى هذا المشهد العربى أن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى، لخص 41 عاما من عطاء السفيرة ليلى نجم بكلمة واحدة "أوروفوار"!!.

هنا راودتنى عدة أسئلة.. فكيف للدكتور نبيل العربى أن يدعو لإصلاح وتطوير جامعة الدول العربية سواء فى اجتماعات المندوبين الدائمين أو وزراء الخارجية وحتى القمم العربية، فى الوقت الذى يقول فيه لمن يستطيع أن يعاونه على تحقيق هذا التطور "اوروفوار"، وهل ينقطع عطاء وخبرة الإنسان بمجرد خروجه للمعاش لمجرد أنه تجاوز السن القانونية للعمل، ومن ثم يتحول لإنسان عديم النفع ولا جدوى من وجوده؟ وهل البديل عنه سيكون أكثر إلماما بمجريات الأمور وتفاصيلها بالشكل الذى يؤهله إلى إحداث تطور حتى ولو لم تكتمل خبرته؟

إذا كان الأمر كذلك، فلماذا رشحت مصر الدكتور نبيل العربى لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية مع العلم أنه كان متقاعدا قبل ترشيحه للمنصب، هل جاءت مصر مجاملة أم لأن الرجل يحمل من السياسة والحنكة الدبلوماسية ما يؤهله لتولى هذا المنصب الحساس!!

الأدهى فى الموضوع أن إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية، التى كانت السفيرة ليلى نجم تترأسها، ستنقسم بعد رحيلها الى إدارتين هما إدارة الصحة وإدارة المساعدات الإنسانية، ومن المفترض أن يترأس الأولى دبلوماسى مغربى يعمل بالأمانة العامة للجامعة العربية، لكنه لم يتجاوز العام فى هذا الموقع، وبالتالى يفتقد كثيرا لعنصر الخبرة فى هذا المجال، أما الإدارة الثانية فستترأسها دبلوماسية سورية يعد والدها من أكبر الداعمين لنظام بشار الأسد، وبالتالى سيتعذر عليها دخول مناطق كثيرة تحتاج لمساعدات إنسانية، وذلك لأغراض سياسية.

وللعلم أنا لا أقصد التقليل من شأن أى عربى فكلنا عرب لا فرق بين مصرى ومغربى وسورى أو أى جنسية عربية أخرى، ولست أيضا ضد أن يتولى أى عربى مناصب قيادية بالجامعة العربية واقتصارها على المصريين، ولكن بشرط الكفاءة والخبرة، فمثلا كيف سيتعامل مدير إدارة الصحة الجديد مع المشروع، الذى تقدمت به مصر فى مجال الصحة وهو مشروع ضخم تحول إلى مشروع عربى، وسيتم عرضه على القمة الاقتصادية القادمة.. هل سيعمل جاهدا على دعم إنجاح هذا المشروع، أم سيكون مصيره كمصير مشاريع كثيرة انتهى بها الحال فى أدراج الجامعة العربية؟

فإذا كان الدكتور العربى يريد فعلا إصلاح وتطوير الجامعة العربية فلماذا لم يشكل هيئة أو مكتب استشارى كبير يتبع الأمانة العامة ويضم كبار الكفاءات فى الجامعة تكون مسؤوليتهم الإشراف على عمل الإدارات التابعة للجامعة وتوجيه العاملين عليها، بدلا من خروجهم للمعاش، ولكن ما يحدث هو العكس، فبالأمس القريب استغنت الجامعة العربية عن الدبلوماسى اللبنانى الكبير على جاروش، مدير إدارة الشئون العربية بالجامعة العربية سابقا، وكان رجل حجة فى الشئون العربية استطاع تكوين علاقات مع أطراف متنازعة ومتناحرة فى العالم العربى، وكان له دور رائع فى هذا الشأن وبالرغم من ذلك تم الاستغناء عنه لمجرد أنه تجاوز سن العمل رغم قدرته على العطاء والعمل، واليوم تودع الجامعة العربية السفيرة ليلى نجم، آخر دبلوماسية مصرية فى مجلس وزارى عربى، وواحدة ممن زاروا أماكن نزاعات وأزمات كبيرة كان آخرها زيارتها لمخيمات النازحين السوريين على الحدود السورية التركية فى أبريل الماضى.

فى النهاية فإن توقف الإنسان عن العمل لمجرد بلوغه سن التقاعد يعتبر من سنن الحياة، ولكن هناك من يزال لديهم القدرة على العطاء فلماذا لم يتم الاستفادة منهم ومن خبراتهم السابقة بالشكل الذى يحقق بلوغ النجاح والتطوير إذا كان هناك فعلا نية حقيقية للتطوير؟










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ابتسام الحق

من لدية طاقة للعمل يستطيع ان يجد نفسه بعد سن التقاعد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة