سعيد الشحات يكبت: ذات يوم.. اللقاء الأول بين عبد الناصر ومرشد الإخوان

الثلاثاء، 28 يوليو 2015 08:57 ص
سعيد الشحات يكبت: ذات يوم.. اللقاء الأول بين عبد الناصر ومرشد الإخوان جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى منزل صالح أبو رقيق عضو جماعة الإخوان والموظف بجامعة الدول العربية،حدث اللقاء الأول بين جمال عبد الناصر قائد تنظيم الضباط الأحرار الذى قام بثورة 23 يوليو،والمستشار حسن الهضيبى المرشد العام لجماعة الإخوان،فى مثل هذا اليوم"28 يوليو 1952 "أى بعد خمسة أيام من قيام الثورة،وكان مؤشرا قويا لما سيحدث من صدام بين الطرفين،وهناك روايتين حول ما دار فيه،واحدة يقولها الإخوان،وأخرى يذكرها عبد الناصر .

رواية الإخوان يذكرها محمود عبد الحليم في"الإخوان المسلمين أحداث صنعت التاريخ "،"الجزء الثالث،طبعة اليكترونية"،ويقول فيها،أن عبد الناصر فور مصافحته للمرشد بادره قائلا:"قد يقال لك احنا اتفقنا على شئ،احنا لم نتفق على شئ"،فرد المرشد:"اسمع يا جمال،ما حصلش اتفاق،وسنعتبركم حركة إصلاحية،إن أحسنتم فأنتم تحسنون للبلد،وإن أخطأتم فنوجه لكم النصيحة بما يرضى الله"،فلما انصرف جمال قال المرشد:الرجل ده ما فهش خير ويجب الاحتراس منه "،وتحرص الجماعة بهذه الراوية أن تبدو"متسامحة"،وفى حال أخطأت الثورة سيكون دورها مجرد النصح فقط .

أما الراوية المضادة فتأتى من بيان مجلس قيادة الثورة الصادر توضيحا لقرار حل الجماعة 12 يناير 1954 ،ويقول:"فى صباح يوم الثورة استدعى الأستاذ حسن العشماوى لسان حال المرشد العام إلى قيادة الثورة فى كوبرى القبة،وكلف أن يطلب من المرشد العام إصدار بيان بتأييد الثورة،ولكن المرشد بقى فى مصيفه بالإسكندرية لائذا بالصمت ولم يحضر إلى القاهرة إلا بعد أن تم عزل الملك (26 يوليو)،ثم أصدر بيانا مقتضبا طلب بعده أن يقابل أحد رجال الثورة،فقابله جمال عبد الناصر فى منزل صالح أبو رقيق الموظف بالجامعة العربية ".

وأضاف البيان:"بدأ المرشد حديثه مطالبا بتطبيق أحكام القرآن فى الحال،فرد عليه جمال أن هذه الثورة قامت حربا على الظلم الاجتماعى والاستبداد السياسى والاستعمار البريطاني،وهى بذلك ليست إلا تطبيقا لتعاليم القرآن الكريم،فانتقل المرشد بالحديث عن تحديد الملكية،وقال أن رأيه أن يكون الحد الأقصى 500 فدان،فرد جمال بأن الثورة رأت التحديد بمائتى فدان وهى مصممة على ذلك،فانتقل المرشد بالحديث قائلا،إنه يرى لكى تؤيد هيئة الإخوان الثورة أن يعرض عليها أى تصرف للثورة قبل إقراره،فرد جمال،بأن الثورة قامت بدون وصاية أحد عليها،ولن تقبل بحال أن توضع تحت وصاية أحد،وإن كان هذا لا يمنع من التشاور فى السياسة العامة مع كل المخلصين من أهل الرأي،ولم يلق هذا الحديث قبولا من نفس المرشد ".

تحدث عبد الناصر عن هذا اللقاء فى خطاب له،ذكر فيه أن المرشد طلب منه أن تطبق الثورة أحكام القرآن،وتصدر قانونا بفرض الحجاب على النساء وتغلق دور السينما والمسرح:"قلت له:انت تطلب منى مالا طاقة لى به،فقال:إنه مصمم على طلبه،قلت له:اسمع نتكلم بصراحة وبوضوح انت لك بنت فى كلية الطب،هل بنتك بتروح السينما ولا ما بتروحش؟،بتروح السينما،طيب إذا كان الراجل فى بيته مش قادر يخلى أولاده،أو بنته ما تروحش السينما طيب عاوزنى أقفل السينمات ليه،إحنا علينا واجب أن نعمل رقابة عليها وعلى المسارح حتى نحمى الأخلاق ".

يضع الباحث أحمد بان فى كتابه"الإخوان المسلمون ومحنة الوطن والدين"هذا اللقاء فى سياق لافت قائلا:"لم تنجح الكيمياء الإنسانية فى التوفيق بين قيادتين،كل منهما ينتمى لعصر،زعيم شاب فى الثلاثين من عمره(34 عاما)،جاء من خلفية اجتماعية متواضعة تماما كأغلبية الشعب المصري،يستلهم تراث الوطنية المصرية،ويحلم باستقلال وطنى حقيقي،مفعم بالحيوية والأمل والثورة،وزعيم آخر إصلاحى محافظ ينتمى إلى طبقة أخرى مهنيا واجتماعيا وفى الستين من عمره تعود الحديث من فوق منصة القضاء ".

يضيف"بان":"حاول عبد الناصر التفاهم مع الهضيبي،ولكن الرجل تعامل معه باستعلاء شديد بدا فيه رأيه الحقيقى الذى صارح به مقربين له،قائلا:"ويل لمصر من هذا الأصفر ".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة