محمد أبو الفضل بدران أمين الأعلى للثقافة فى حواره لـ"اليوم السابع": مهمتى تجديد الخطاب الثقافى وليس الدينى.. ولا يمكن محاسبة الأزهر على أخطاء أفراده.. ولدينا برنامجًا لتطوير أداء أئمة المساجد

السبت، 25 يوليو 2015 07:48 م
محمد أبو الفضل بدران أمين الأعلى للثقافة فى حواره لـ"اليوم السابع": مهمتى تجديد الخطاب الثقافى وليس الدينى.. ولا يمكن محاسبة الأزهر على أخطاء أفراده.. ولدينا برنامجًا لتطوير أداء أئمة المساجد الدكتور محمد أبو الفضل فى حواره لـ"اليوم السابع"
حوار آلاء عثمان ـ تصوير حسن محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

*وزارة الثقافة لن تمارس دور الأب على الشباب وأدعو المؤسسات الثقافية الخاصة للتعاون معنا


*مرجعيتى التنوير.. ولا تتناقض مع خلفية وزير الثقافة الأزهرية.. وتنقيح التراث الدينى مهمة الأزهر.. وليس المثقفين


*

الوزارة تعمل فى منظومة متكاملة والمنافسة على جودة الثقافة فقط



جاء إلى الوزارة فى فترة صعبة.. تواجه فيها البلد خطر الإرهاب والتطرف الفكرى.. ويواجه جملة الانتقادات حول اختياره للمنصب، أهمها أنه من خارج الوسط الثقافى، وليس على دراية كاملة بما يحدث داخله.. التقينا به وتحدثنا معه فى هذا الأمر، وعن دور الوزارة والمثقفين فى قضية تجديد الخطاب الدينى والثقافى، وتنقيح التراث، وعن رؤيته لتطوير الثقافة ولجان المجلس.
 الدكتور محمد أبو الفضل فى حواره لـ
الدكتور محمد أبو الفضل فى حواره لـ"اليوم السابع"


-بداية ما أبرز تكليفات الدكتور عبد الواحد النوبى إليك عقب توليك المنصب؟


*أولا النظر فى لوائح المجلس، ولوائح جوائز الدولة، فإذا كان بها قصور نحاول أن نطورها فهى ليست مقدسة، بل قابلة للتطوير إذا كان للمصلحة العامة، حتى يحصل عليها من يستحقها.

ثانيًا أن المجلس وهو الذى يرسم السياسة الثقافية للوزارة يجب أن يخرج إلى الناس، بمعنى أنه لا ينبغى أن تكون فعالياته الثقافية فى أروقة المجلس، وهذا ما أؤمن به، يجب أن نذهب إلى شباب الجامعات، وإلى مراكز الشباب، والأندية، وإلى جميع القرى والنجوع، لأننا إذا لم نستطع الوصول للناس بالثقافة، فإن غيرنا قادر على أن يصل إلى عقولهم، وهو ما بدأنا به فى مبادرة "الثقافة فى مواجهة الإرهاب".

-ولكن دور المجلس هو رسم خطة استيراتيجية للثقافة فى مصر.. وليس النزول إلى الشارع.. وهو ما دفع البعض ينادى ساخرًا بإغلاق قصور الثقافة طالما أن المجلس سيؤدى دورها.

*نحن نعمل فى منظومة متكاملة لا متنافسة، تنافس فى الجودة لا على توصيل الثقافة، فعندما نتكامل كمؤسسات وزارة واحدة، هل يعنى ذلك أن هناك تداخل، ثم أن القرار الجمهورى، عند إنشاء المجلس نص على أنه يعمل على توصيل الثقافة للجماهير، والتجمعات الطلابية والعمالية، ولذا فلا تداخل.

-هناك قطاع كبير من الشعب لا يثق فى مثقفيها ويعتبرهم علمانيين دون فهم للمعنى.. فكيف نخلق الثقة بداخلهم؟


*أتفق معكِ فى أنه فى فترات طويلة حدث هوة ومسافة بعيدة بين المؤسسات الثقافية والجمهور، ونحاول ردم هذه الفجوة، بأن نشرك الشباب، فنحن لن نمارس دور الأب، وإنما نأخذ دور المشارك المستمع، معظم من سيحاضر فى الفعاليات القادمة هم الشباب، ولدينا مشروع سيطبق فى العام المقبل فى جامعات مصر، ونأمل أن تشترك معنا الجامعات الخاصة وهو مشروع "التنمية الثقافية" لتعميق الانتماء، وتصحيح المفاهيم، وسيقوم شباب الجامعات، بتثقيف زملائهم من الشباب، وأمل أن تطبق فى الأندية ومراكز الشباب.
 الدكتور محمد أبو الفضل يتحدث لـ
الدكتور محمد أبو الفضل يتحدث لـ"محررة اليوم السابع"


-صدر لك بعض التصريحات عن مكتب وزير الثقافة.. فى حين من المفترض أن تصريحاتك تخرج عن مكتبك الإعلامى بالمجلس.. فما السبب؟


* لم أكن قد تسلمت مهام عملى.


-لكن هناك أكثر من تصريح صدر بعد توليك المنصب وممارستك العمل بمكتبك؟
*نحن نتكامل فى اطار الوزارة، وآمل أن تسود هذه الروح فى جميع أروقة الوزارة، التكامل، وليس المشاحنة، ونتنافس فقط فى تقديم الأفضل.

- قضية تجديد الخطاب الدينى من أبرز القضايا المثارة الآن.. فهل ترى بالفعل أننا فى حاجة لتجديد الخطاب؟ أم إصلاح للخطاب الدينى؟


*أنا كباحث وأكاديمى، أؤمن بالتخصص، وتجديد الخطاب الدينى، هى مهمة رجال الدين، لكن الأهم من ذلك هو تجديد الخطاب الثقافى، لأن هناك هوة بين الجمهور والمثقفين، وتجديد الخطاب الثقافى يقوم به المثقفون فى الصالونات، والجلسات الثقافية، يتحدثون مع بعضهم البعض، ولكن يجب أن نجدد الخطاب الثقافى الذى يصل إلى رجل الشارع، والمدينة، والقرية، والنجع، ويصدقه الناس، ونعرف أين مكمن القوة، وأين مكمن الضعف وأين المشكلات، وأين الحلول.

-وفى حالة تجديد الخطاب الثقافى.. ما المرجعية الثقافية فى ذلك؟


*المرجعية هى التنوير، التنوير القائم على إعمال العقل فى كل شىء، والعقل لا يخالف النقل، ولذلك المرجعية واضحة.

-ولكن ألا تتناقض مرجعية التنوير مع كون وزير الثقافة ينتمى لمؤسسة الأزهر، أو أحد أبناء الأزهر؟


*أين التناقض فى ذلك.. فمعظم رواد التنوير خرجوا من الأزهر، لكن التنوير بمعنى كما قلت إعمال العقل، وليس تعريفات أخرى، حيث خرج محمد عبده، ورفاعة الطهطاوى، وعلى عبد الرازق، وطه حسين، جميعهم خرجوا من مؤسسة الأزهر، وبعد ذلك هل من الممكن أن نقول إن كل علماء الأزهر كانوا ضد إعمال العقل، هذا كلام فيه تعميم لا يليق بالبحث العلمى، ولا بمثقف يعمل العقل.

-ولكن البعض يشير إلى أن الأزهر الآن تسبب فى كثير من التأخر والتراجع الفكرى.. وأن بعض مناهجه الدراسية تكرث لفكرة التطرف الفكرى؟


*هناك سلوكيات خطأ فى كل المؤسسات، بعض الشخوص فى بعض المؤسسات لديهم سلوك خطأ.. فهل نحمل المؤسسة كلها الخطأ لأن واحدًا أو اثنين أخطأ فيها.

-وماذا عن تنقيح التراث الدينى.. وفى رأيك من المنوط به تنقيح التراث من الأخطاء.. هل علماء الأزهر أم المثقفين؟


إذا ما كان تراثًا دينياً، فأنا أؤمن بالتخصص، إذا كان يتعلق بالدين، فرجال الدين أدرى بكتبهم، أما إذا كان يتعلق بالثقافة فنحن أدرى.
-ولكن الثورة على الموروث تحتاج الكثير من الجرأة.. لأن الثورة على بعض المعتقدات تشكل صدمة

بالنسبة للناس، ولذلك نجد رجال الدين يتمسكون بالخطاب التقليدى.. فلماذا لا يشارك المثقفون فى تنقيح هذا التراث؟



هذا سؤال يوجه إلى رجال الدين، ولكن بالنسبة للمثقفين أنا اسمى ناقد أدبى، والناقد الأدبى يعمل قلمه وفكره فى عمل إبداعى أدبى فقط، هذا دوره، قد يقول رأيه فى الحياة العامة، هذا حقه، ولكن ستكون أدواته ضعيفة إذا دخل فى حقل غير عالم به، والبحث العلمى أول أولوياته أن يكون الإنسان مجردًا وموضوعيًا.
 أمين الأعلى للثقافة يواصل حديثه -اليوم السابع -7 -2015
أمين الأعلى للثقافة يواصل حديثه


- قلت فى تصريح سابق أن هناك برنامج تثقيفى لأئمة المساجد.. فما ملامح هذا البرنامج؟


*أئمة المساجد هم العلماء الأفاضل، وهم متبحرون فى أمور الفقه والدين بشكل عام، ولكن نود بالاتفاق مع وزارة الأوقاف، أن يكون أيضًا لديهم برنامج للتنمية الثقافية، وهى تشمل الآداب والعلوم والفنون وكان العلماء قديمًا يعرفون الأدب بأنه الأخذ من كل علم، ولذلك كانوا موسوعيين، مثل الإمام السيوطى، وأبو العلاء المعرى، والجاحظ، يجب أن يكون مخاطب الجماهير ملمًا بعلوم شتى.

-لم تصلنِ الفكرة بعد.. فما الذى قد يكون غائبًا عن أئمة المساجد فى رأيك ويحتاجون فيه إلى المثقفين؟


*إذا ما كانت هناك بعض القضايا الفكرية المعاصرة، وبعض الأشياء المتخصصة فى علوم اللغة، حول تطوير أدواتهم عبر توصيل المعلومات عن طريق وسائل التقنية الحديثة، والتكنولوجيا، لكننا لن ندخل فى علومهم الفقهية والدينية، فهم المصدر الذى نستقى منهم المعرفة الدينية.

- البعض يقول أنك جئت من خارج الوسط الثقافى.. وأنك لست على دراية بمشاكل المثقفين وهناك آراء

تشير إلى أن اتجاه وزير الثقافة لاختيار قيادات من الأقاليم سعيًا لإرضائهم وعمل معادلة توازن بينهم وبين مثقفى القاهرة.. فما ردك؟


*أعجب لهذا الطرح، لأننا أبناء وطن واحد، وأنا واحد من المثقفين، أو هكذا أظن نفسى، وكرمت لأول مؤتمر من أدباء مصر وكان يرأسه الدكتور شوقى ضيف عام 1985، وكذلك عضو فى اتحاد كتاب مصر، ومقره الزمالك، وعضو فى لجنة ترقيات الأستاذة المساعدين بجميع الجامعات المصرية، وشاركت فى معظم المؤتمرات سواء فى مصر أو فى أوروبا، ولست غريبا على هذا الوسط، إنما هم زملاء وزميلات.

-وهل اتهام المثقفين لك بأنك خارج الوسط الثقافى.. يرجع لجهلهم بك؟


*معظم الأوساط الثقافية استقبلتنى استقبالا رائعًا وآمل أن أكون مستحقًا لهذه الحفاوة، وأتمنى أن أكون لبنة لبناء الثقافة العربية جنبًا إلى جنب زملاءئى وزميلاتى من المثقفين، والمفكرين.

-وهل كونك من الأقاليم دفعك لأن تبدأ خطتك الثقافية بالأقاليم وتنزل إليها؟


*هذا جانب، والجانب الآخر، إنى عشت فترة كبيرة فى ألمانيا، ووجدت أن العاصمة هناك هى واحدة من المدن فى فسيفساء الثقافة الألمانية، ولكنها ليست المهيمنة، وأن الإعلام الألمانى يأتى ويحتفل بكل الأدباء حتى لو كانوا فى منطقة بعيدة، وتنصيف أدباء الأقليم خطأ، لأن الفيصل هو القيمة الأدبية، وكلنا أدباء مصر.
 أمين الأعلى للثقافة يواصل حواره لـ
أمين الأعلى للثقافة يواصل حواره لـ"اليوم السابع"


-وماذا عن خطتك لتطوير لجان المجلس.. هل ستستحدث لجان جديدة؟


*هذا موضوع فى طور الدراسة، بالإضافة لموضوع تطوير جوائز الدولة، وسأطرحه على جميع المثقفين، ويقولوا ما يرون، وسنأخذ بجميع الآراء التى تعلى المصلحة العامة، لأن هذه الجوائز باسم مصر، ولذلك حريصون على أن تظل شامخة، ولا تعطى إلا لمن يستحقها.

- فى أولى تصريحاتك عقب توليك المنصب.. تحدثت عن استحداث لجنة من لجان المجلس للثقافة النسوية والأدبية.. فماذا قصدت بالثقافة النسوية والأدبية؟


*المطلع على الأدب المصرى والعربى، والعالمى أيضًا، يجد الأدب النسائى يتفوق على الأدب الرجالى، ولذلك فمن الممكن أن يكون هناك لجنة تهتم بالأدب النسائى، والثقافة النسائية، حتى لا تظلم المرأة وأدب المرأة.
- ولكن تصنيف الأدب على أنه هناك أدب نسائى وآخر ذكورى يضع الاثنين فى مقارنة قد تكون غير صحيحة.. لأن الإنتاج الأدبى إما جيدًا أو غير جيد.. بغض النظر عن من يكتبه..
*نعم بالفعل الأدب الجيد يفرض نفسه سواء كان كتبه رجل أو امرأة أو طفل، العبرة ليست بالسن، وليست بالنوع، وإنما العبرة بما يقدم.
 الدكتور محمد أبو الفضل يتحدث لمحررة الموقع -اليوم السابع -7 -2015
الدكتور محمد أبو الفضل يتحدث لمحررة الموقع


- وهل تسعى إلى ضخ دماء جديدة من الشباب فى لجان المجلس.. تعمل بجوار المثقفين الكبار أصحاب الخبرات؟


*يجب أن ندفع بالشباب إلى هذه اللجان، لأنه لدينا جيل من الشباب الواعى المثقف، ينتظر من يدفعه إلى أن يعطى، وأن يكون لهم دور، اللجان والشُعب يجب أن تجمع بين حماس الشباب، وحكمة الكهول والقامات الثقافية.

- قطاع كبير جدًا من الشباب خاصة فى القاهرة لا يثق فى قطاعات وزارة الثقافة.. ولا يشارك فى فعاليتها.. وهى مشكلة كبيرة.. فكيف يمكن تفاديها وحلها؟


*نحن نتكامل مع المنتديات الثقافية الخاصة، لأن الثقافة ليست مهمة وزارة فقط، بل مهمة مجتمع، والأسرة تقوم بدور تثقيفى أيضًا، وأدعو جميع المؤسسات الثقافية الخاصة إلى أن تأتى ونذهب إليها ونقوم بأدوار مشتركة، وتعاون مشترك، لأنهم الأجنحة الحقيقية لنا.

ونحن مستعدون أن نزود كل صالون ثقافى وأدبى له مقر، بمكتبة مجانية من إصداراتنا، وإذا لديهم فعاليات يودون اقامتها فى المجلس فنرحب بهم، ولكن الأفضل أن نذهب جميعًا إلى القرى والمدارس والنوادى.

- وماذا عن النشر الإلكترونى.. هل هناك خطوة جدية فى تفعيل النشر الإلكترونى.. وتحويل الكتاب المطبوع إلى ديجتال حتى يصل لأكبر عدد من الشباب؟



* بالطبع.. فلقد اختلفت وسائل القراءة، الشباب الآن يحبون قراءة الكتب إلكترونيًا، وبداية من التعاقدات الجديدة للنشر فى المجلس سيكون الكتاب ورقيًا ومعه اسطوانة، كما أن هناك مشروع "الكتاب المسموع" وهو تحويل الكتب إلى كتب مسموعة، وذلك للمكفوفين، وجار إعداد دراسة بما نحتاجه من توفير ستوديو صوت، ومؤدين أداء صوتى.

-وهل سيكون هناك موقع الكترونى للمجلس، تباع من خلاله الكتب بصيغة pdf؟


*هذا ما نود التعاقد عليه مستقبلا.

-أشرت إلى أنك ستجتمع بالمثقفين للاستماع لأرائهم..فمتى ستجتمع معهم؟


الوقت لم يتحدد بعد، وكل الأفكار ستعرض عبر وسائل الإعلام.

 أمين الأعلى للثقافة -اليوم السابع -7 -2015
أمين الأعلى للثقافة




موضوعات متعلقة..


-طه القرنى: نقابة التشكيليين المسئولة عن ضعف إقبال الناخبين












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة