أسرار اتصالات "داعش" مع الإخوان 25 يناير.. "البغدادى" كلفهم بتشكيل جيش للاستيلاء على السلطة قبل تنحى مبارك بأيام.. وزعم:"سوق الجهاد فى عقر داركم والمسلح يغلب".. وسؤال يفرض نفسه:من فجر "القديسين"؟!

السبت، 25 يوليو 2015 03:15 ص
أسرار اتصالات "داعش" مع الإخوان 25 يناير.. "البغدادى" كلفهم بتشكيل جيش للاستيلاء على السلطة قبل تنحى مبارك بأيام.. وزعم:"سوق الجهاد فى عقر داركم والمسلح يغلب".. وسؤال يفرض نفسه:من فجر "القديسين"؟! ثورة 25 يناير
كتب أحمد متولى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- وزير حرب "داعش" نقل توصيات زعيمه فى رسالة بتاريخ 8 فبراير 2011


- اقتحام أمن الدولة ومجموعات نشر الفوضى وتحالف جماعات الدم بداية الخطة


- الأحداث المتعاقبة منذ 2011 دلائل تنفيذ "الإخوان" للمخطط الفاشل


- تحرك الجيش فى 30 يونيو أحبط إعلان مصر "ولاية داعشية"


- الرسالة تؤكد استعانة الإخوان بجماعات مسلحة وعناصر خارجية فى 28 يناير



ينشر "اليوم السابع" التفاصيل الكاملة للرسالة التى عثرت عليها الأجهزة الأمنية مع أعضاء خلية طنطا الإرهابية، الذين يحاكمون حالياً أمام إحدى دوائر الإرهاب، وضمتها النيابة العامة إلى ملف التحقيقات، حيث تضمنت توصيات وجهها تنظيم داعش الإرهابى للإسلاميين فى مصر، لاستغلال ثورة 25 يناير من قبل وتهيئة الأجواء السياسية فى البلاد والأوضاع الأمنية لتنفيذ خطة الاستيلاء على السلطة بالقوة.

رسالة وزارة حرب "داعش"


الرسالة التى عثرت عليها الأجهزة الأمنية ووضعتها ضمن إحراز القضية رقم 186 لـسنة 2014 جنايات، المعروفة إعلامياً بخلية "داعش طنطا"، تضمنت رسالة مدون أسفلها ما يسمى بـ"وزارة الحرب بدولة العراق الإسلامية"، أرسلها تنظيم داعش للجماعات الإسلامية فى مصر بتاريخ 8 فبراير 2011، أثناء اعتصامهم بميدان التحرير فى أعقاب أحداث ثورة 25 يناير، أى قبل تنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك عن السلطة بثلاثة أيام.

وحملت الرسالة توصيات زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادى، إلى الجماعات الإسلامية فى مصر عن طريق وزارة الحرب بالعراق، وبنود مخطط الاستيلاء على السلطة فى مصر، وتهيئة الأوضاع لتولى الإخوان والجماعات المتحالفة معها زمام الحكم فى البلاد، باستغلال الاحتجاجات الشعبية فى 25 يناير لإثارة الفوضى بكل أنحاء البلاد.

دلالات المؤامرة على مصر


وبدأت الرسالة بجملة لها دلالات مثيرة كاشفة لما حدث ومازال يحدث فى مصر، حيث بدأت بكلمات "أيها الإخوة المسلمون فى مصر وما حولها"، اللافت هو كلمة "ما حولها"، التى تشير إلى الفصائل المسلحة بقطاع غزة فقط، والدلالة هنا أن ليبيا فى ذلك التوقيت الذى وجهت فيه الرسالة كانت تحت حكم العقيد الراحل معمر القذافى، وهو ما يؤكد أن المقصود هنا حماس وحلفائها فى القطاع، وأن الجماعات الموالية لداعش لم تظهر خلال تلك الفترة إلا فى غزة.

وتضمنت 5 بنود أكدت وزارة الحرب بدولة العراق الإسلامية، أنها الطريق لإسقاط مؤسسات الدولة المصرية، وتفكيك الجيش المصرى، بهدف النجاح فى تنفيذ مخطط الاستيلاء على السلطة، وأن زعيم التنظيم وضعها من واقع خبراتهم – داعش - فى القتال بالعراق.

إسقاط مبارك


ذكر البند الأول، أن الله اصطفاهم من بين الشعب المصرى لإسقاط محمد حسنى مبارك وحكمه، وجاء نصه: "لئن هلَك أهل الإسلام تحقيقًا لهذه الغاية العظيمة خير لهم من يوم يحكمهم فيه طاغوت كما قرر أهل العلم، وأنتم مسلمون اصطفاكم الله من بين خلقه ورفعكم بولايته وأعزّكم بدينه، فكونوا أهلاً لذلك وعضّوا عليه بالنّواجذ، فذلك والله هو الفلاح فى الدّنيا والآخرة".

ودعا التنظيم الإسلاميين للاستيلاء على الحكم ورفض الديمقراطية والوطنية، واستهداف الأحزاب المدنية تحت ذريعة "محاربة العلمانية"، وانتهى البند الأول الأول بالقول: "لا تستبدلوا الذى هو أدنى بالذى هو خير، وإيّاكم والمناهج الجاهليّة الخدّاعة كالعلمانية الخبيثة، والديمقراطية الكافرة والوطنية أو القومية الوثنية النتنة التى يراد لها أن تسود فى أرضكم، بعد أن أحالها حكام مصر مرتعا لدعاتها حتى كثُر أتباعها وزاد خبثُهم، وهل جل مصائب الأمة اليوم إلا من تولية هؤلاء، فالحذر الحذر من الارتكاس والرضا بالواقع والتذرع بالمصالح الموهومة".

رفع السلاح ضد المصريين


البند الثانى للمخطط تضمن توصية منسوبة لزعيم تنظيم "داعش" يحث فيها الإسلاميين على القتال ضد مؤسسات الدولة الأمنية بوصفهم "أعداء الله"، ورفع السلاح فى وجه شعب مصر باسم الجهاد فى سبيل الله، وأن ثورة أحداث 28 يناير والاعتصام بميدان التحرير تسبب فى إقامة ما يسمى بسوق الجهاد فى أرض مصر الأمر الذى مهد للاستيلاء على السلطة بالقوة.

وجاء فى نصه: "أن الله فرض على عباده الموحدين الجهاد فى سبيله، فقتال أعداء الله ومدافعتهم بالنفس والمال فرض عين على كل رجل مكلف فيكم، وهذا أمر ظاهر ومسألة أجمع عليها أهل الإسلام من السلف والخلف، وها هو ذا سوق الجهاد قائم تيسرت أسبابه فى عقر داركم وفتحت أبواب الشهادة".

دلالة آخرى تشير إليها هذه التوصية وهى التأكيد على صحة الحديث الذى ظل يردده الراحل اللواء عمر سليمان، طيلة الفترة التى أعقبت تنحى "مبارك" حتى وفاته، من أن أحداث 25 يناير بدأت بشباب وطنى إلا أنها مهدت للجماعات المسلحة الموالية لجماعة الإخوان الاختباء خلفهم لإثارة الفوضى والتحريض ضد الجيش ومؤسسات الدولة، لتنفيذ مخطط بالتعاون مع جهات خارجية للاستيلاء على السلطة.

استغلال 25 يناير


أما البند الثالث فقد تضمن تكفير صريح للدولة، وحديث عن ضرورة استغلال الفوضى التى تعم الدولة، والغضب الشعبى المتصاعد ضد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، فى مواجهة المؤسسات الأمنية والتأسيس لدولتهم المنشودة فى مصر، حيث نص على: "عدوكم فاجر دنىء استباح الدماء والأعراض والأموال، وقد جاء يوم حسابه وانكسر ظهره أو يكاد، وهذه هبة حرى بكم يا أهل التوحيد ألا تفرطوا بها ولا ينفلت حبلها من أيديكم، فأنتم الأمل الحقيقى وطليعة الأمة، ولا خيار لكم فى هذه الحالة إلا المواجهة والـمدافعة حتى يعلو أمر الإسلام وصوتُه على الكل وترفع راية التوحيد على أرض الكنانة".

اتحاد الإخوان والجماعات


فيما تناول البند الرابع من الرسالة خطة التمكين والاستيلاء على السلطة فى مصر، بدعوتهم إلى: "نظموا أنفسكم وخذوا بأسباب الاجتماع واسعوا للاتصال ببعضكم ولم شملكم، واحرصوا على اللحاق بمن سبقكم من أهل الخبرة بهذا الطريق، وإلا فانتظموا فى مجاميع صغيرة، وأمروا عليكم من خياركم من تأتلفون عليه ولا تختلفون فيه، وأمنوا دياركم وقراكم وأحيائكم، وأعلموا أن القوى المتسلح هو الذى سيكون صوته عالياً مسموعاً وأقدامه راسخة ثقيلة بعد أن ينقشع غبار الأحداث وتتمايز الصفوف".

اللافت فى مضمون البند الرابع من الرسالة بين داعش والإسلاميين فى مصر، أن كل النقاط التى كلفهم بها التنظيم الإرهابى لتنفيذ مخطط الاستيلاء على السلطة، تم تطبيقها بالفعل فى الواقع منذ الإطاحة بـ"مبارك" حتى تحرك الجيش استجابة لنداء الشعب المصرى لإسقاط حكم الإخوان فى 30 يونيو مما أفسد مخطط إعلان مصر إمارة داعشية، والمتابع للأحداث يرى أن الإخوان استعانوا بالجماعات الإسلامية بكل توجهاتها، وأنهم استخدموا منطق القوة والحشد لإجبار الدولة على تنفيذ مطالبهم الطامعة فى السلطة، وإرهاب القوى السياسية المخالفة لهم، أما الخلايا الإرهابية التى تلاحقها الأجهزة الأمنية فى كل شبر داخل البلاد، فخير دليل على تطبيق توصية "انتظموا فى مجاميع صغيرة" أى خلايا إرهابية.

اقتحام السجون


وكشف البند الخامس عن مخطط اقتحام السجون وتهريب الإرهابيين بواسطة عناصر مسلحة، وخطة الإخوان والإسلاميين للضغط بكل الوسائل على المجلس العسكرى للإفراج عن قياداتهم وعناصرهم، حيث جاء فى نصه: "الله الله فى أسارى المسلمين فى سجون الظّلمة، فإن فك أسرهم من أوجب الواجبات فلا يقرن لكم قرار حتى تستكملوا استنقاذهم منها، ثم أحيلوها مستعينين بالله قاعًا صفصفًا لا يبقى حجر فيها قائم على حجر".

الحديث عن السجون فى ذلك البند يشير إلى دلالتين تكشفها جملة "حتى تستكملوا استنقاذهم"، باعتبار أن الكلمات هنا صريحة تتحدث عن استكمال مخطط إخراج الإسلاميين من السجون، والاستكمال فعل يعقب البدء فى المخطط، وهو إشارة واضحة لفتح السجون يومى 28 و29 يناير بواسطة عناصر حزب الله وحماس والتكفيريين، واستكمال إطلاق سراحهم بالضغط على المجلس العسكرى والتهديد بحرق البلاد، والجملة الثانية "أحيلوها قاعا صفصفا لا يبقى حجر فيها قائم" لا تحتاج إلى تفسير.

واختتمت الرسالة بالقول، إن مخططهم التأمرى على البلاد جهاد فى سبيل الله، ونصرة للدين الإسلامى، وأن اقتحام السجون وإطلاق سراح الإرهابيين المسجونين نصر للمستضعفين فى مصر وغزة.

تنفيذ المؤامرة


مما سبق يتضح عدد من الأمور التى ثبت واقعياً تنفيذها جميعا داخل البلاد ضمن بنود المؤامرة، إلا أن عزل محمد مرسى عقب 30 يونيو كان سبباً لإفشال المخطط، وهنا تجدر الإشارة إلى عدة معلومات ودلالتها فى الواقع وتطابقها مع الرواية الأمنية حول أحداث 28 يناير المعروفة بـ"جمعة الغضب" وما تلاها من أحداث.

الأهم من بين تلك المعلومات أن الرسالة ونصها أكدت على صحة تقارير الأجهزة الأمنية، المقدمة للنيابة العامة ومحكمة الجنايات فى قضيتى التخابر الكبرى، واقتحام السجون، المتهم فيها الرئيس الأسبق محمد مرسى، وقيادات جماعة الإخوان، وأعضاء بالتنظيم الدولى، وحركة حماس، وحزب الله، وعناصر تكفيرية.

الأجهزة الأمنية ذكرت أن جماعة الإخوان استغلت الاحتجاجات الشعبية فى 25 يناير، بعد أن اتحدت مع جماعات جهادية تكفيرية من بينها مجموعات سيناء، واستعانت بعناصر من كتائب الشهيد عز الدين القسام، وحزب الله، والحرس الثورة الإيرانى، لنشر الفوضى داخل البلاد، واستهداف المؤسسات الأمنية، وأن اقتحام مقرات أمن الدولة بعد تنحى مبارك كان ضمن بنود المخطط الإخوانى للاستيلاء على الحكم بالقوة، وهى المعلومات التى تؤكد رسالة تنظيم داعش صحتها من حيث تحالف الجماعات الإسلامية، وفتح السجون لإطلاق سراح الإرهابيين، وتشكيل المجموعات المسلحة لاقتحام مقرات أمن الدولة، والاستيلاء بالفعل على الحكم بالقوة، إلا أن 30 يونيو كان التاريخ الذى أحبط أكبر مؤامرة تعرضت لها مصر فى تاريخها.

كنيسة القديسين


بعد كل هذا وفضح المخطط التأمرى لإسقاط الدولة المصرية، وافتضاح أمر المتورطين فى استهداف المنشآت الأمنية، وحرق أقسام الشرطة، واقتحام السجون، فى توقيت واحد لنشر الفوضى، يبقى سؤال هام يتطلب الإجابة عليه لكشف حادث غامض تعرضت له البلاد.. من فجر كنيسة القديسين بالإسكندرية؟.

جدير بالذكر أن القضاء يحاكم 13 إرهابياً من أعضاء خلية "داعش طنطا"، لاتهامهم بالانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، وتأسيس خلية تابعة له بمحافظة الغربية لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الجيش والشرطة، والتورط فى ارتكاب العديد من جرائم الاغتيال عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى لمساندة الإخوان فى تنفيذ مخطط إسقاط الدولة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة