بعد فقد سيطرتها على النقابات المهنية.. خطة الإخوان لدخول انتخابات نقابة المحامين.. الجماعة تتواصل مع شخصيات نقابية لترشيح أحدهم على منصب النقيب.. وتستعد للدفع بمرشحين من الصف الثالث على مقاعد المجلس

>> سامح عاشور ومنتصر الزيات ورجائى عطية ومحمد عثمان وسعيد عبد الخالق و"أبو شقة" أبرز الأسماء المحتمل منافستها على مقعد نقيب المحامين

>> محامون بلا قيود: الإخوان لا تستطيع المنافسة على منصب النقيب.. وقواعدها موجودة بما لا يقل عن 15 ألف صوت

تواجه جماعة الإخوان المسلمين أزمة كبيرة داخل النقابات المهنية، بسبب انهيار شعبيتها داخل النقابات التى كانت تسيطر عليها وأبرزها نقابة المحامين، التى تعد أكبر النقابات المهنية فى مصر عددا، وأكد خبراء أن جماعة الإخوان لن تستطيع المنافسة بقوة فى الانتخابات القادمة بهذه النقابات.

ومن المنتظر أن تحدد المواعيد الزمنية والإجراءات الخاصة بانتخابات نقابة المحامين القادمة، التى ستجرى نهاية العام الجارى، على أن تبدأ إجراءاتها خلال شهر سبتمبر المقبل، وكانت جماعة الإخوان تسيطر على أغلبية مجلس النقابة فى الانتخابات الماضية التى أجريت فى نوفمبر 2011، كما خسرت الجماعة مقاعدها فى بعض النقابات مثل نقابة الأطباء ونقابة المهندسين والمعلمين.

وفقدت الإخوان خلال العامين الماضيين ـ بعد ثورة 30 يونيه ـ جزءا كبيرا من شعبيتها فى نقابة المحامين مما يهدد استمرار منافستها على مقاعد مجلس النقابة، كما أن عددا ليس قليلا من أعضاء المجلس المنتمين للإخوان اختفوا من المشهد تماما بسبب ملاحقتهم أمنيا ومطاردتهم، وانشغال بعضهم بقضايا الرئيس المعزول محمد مرسى وقيادات مكتب الإرشاد، الأمر الذى مهد لسيطرة جبهة سامح عاشور ـ نقيب المحامين الحالى على تسيير شئون النقابة.

الجماعة تتواصل مع شخصيات نقابية

وكشفت مصادر لـ"اليوم السابع" أن الإخوان فتحت خطوط تواصل مع بعض الشخصيات النقابية البارزة فى نقابة المحامين خلال الفترة الماضية للدفع بمرشح من بينهم لخوض الانتخابات على مقعد نقيب المحامين ووعدتهم بدعمهم، إلا أن هذه الشخصيات رفضت بسبب حالة السخط الشعبى العام فى الشارع المصرى ضد الإخوان.

ويسيطر الحديث عن انتخابات النقابة على أوساط المحامين وتجمعاتهم، وترددت أسماء بارزة محتمل خوضها الانتخابات على منصب النقيب، من بينها سامح عاشور، وسعيد عبد الخالق، ورجائى عطية، ومنتصر الزيات، وبهاء أبو شقة، وسط مطالب بعض الشباب بترشيح محمد عثمان ـ نقيب محامى شمال القاهرة.

ويقول مجدى عبد الحليم، مؤسس حركة "محامون بلا قيود"، أن جماعة الإخوان لا يمكمنها الدخول فى العملية الانتخابية المقبلة بنقابة المحامين فى هذه الفترة بعد أن تراجعت أسهمها، والمحامون هم أول من جربوا الإخوان فى مجلس النقابة على مدار الدورات الماضية حتى الدورة الأخيرة التى فازوا فيها بالأغلبية داخل المجلس، لكن لا اعتقد أن تخرج الجماعة خالية الوفاض فى الانتخابات القادمة، فهناك تكهنات تشير إلى أن الجماعة ستؤيد أحد المرشحين ضد سامح عاشور، لكنها تظل مجرد تكهنات.

وأضاف "عبد الحليم" أن الإخوان ستشارك فى انتخابات المجلس ولكن سيكون مرشحيها أغلبهم من الصف الثالث، لأن الصف الأول والثانى يتم ملاحقتهم أمنيا ومشغولين بالقضايا أمام المحاكم، إلا أن ذلك لن يمنعهم من المشاركة، مشيرا إلى أن قواعد الإخوان وكتلتهم التصويتية فى نقابة المحامين ما زالت موجودة، لكنها لن تستطيع أن تنافس على منصب النقيب، وهم حاليا ينتظرون حتى يشاهدون المحطات النهائية للمرشحين، موضحا أن الإخوان نجحت هى والحزب الوطنى المنحل قبل ذلك فى دعم حمدى خليفة نقيب المحامين السابق ضد "عاشور".

الأسماء المرشحه لمنصب النقيب

وأشار إلى أن هناك بعض الأسماء الأسماء التى تطرح نفسها حاليا ويدور حولها الحديث بشأن خوض انتخابات النقابة على مقعد نقيب المحامين، ومن بينهم منتصر الزيات وسعيد عبد الخالق ورجائى عطية، وهناك بعض من يشيرون إلى المستشار بهاء أبو شقةـ، وذلك بجانب سامح عاشور النقيب الحالى، لكنها مجرد تكهنات، ولم يعلن أحد عن نيته فى الترشح حتى الآن إلا سعيد عبد الخالق.

وأضاف أن محمد طوسون، الأمين العام للنقابة، ومسئول ملف المحامين داخل الجماعة، هو من سيقود عملية الانتخابات خاصة أنه لم تناله ملاحقات سياسية وأمنية، وهو يعد من الصف الأول فى الإخوان، مشيرا إلى أن "طوسون" يملك قاعدة انتخابية تزبد عن فكرة انتمائه للإخوان وعليه توافق، لكنه يتردد كثيرا فى اتخاذ قرار المشاركة فى الانتخابات، وأن عبد المنعم عبد المقصود محامى الجماعة هو مسئول الملف وهو الذى يختار قائمة الإخوان التى لا تقل كتلتها فى "المحامين" عن 15 ألف صوت، وهى ربما تكون مؤثرة فى انتخابات أعضاء المجلس ولكن لن تؤثر فى مقعد النقيب.

من جانبه، قال محمد طوسون لـ"اليوم السابع"، إن جماعة الإخوان لم تتخذ أى قرار حتى الآن بشأن المشاركة فى انتخابات المحامين أو مقاطعتها، خاصة أن الموقف غير واضح بشأن التأكد من إجراء الانتخابات فى موعدها والإعلان عن فتح باب الترشيح.

وأضاف "طوسون" أن الاتجاه الأقرب للإخوان هو عدم المشاركة فى الانتخابات القادمة، ولكن الفترة القادمة ستتضح الأمور لاتخاذ القرار النهائى بالمشاركة أو المقاطعة، مؤكدا أنه لا توجد حلقة اتصال حاليا بين ممثلى الإخوان فى النقابة.

الإخوان: الاتجاه الغالب مقاطعتنا للانتخابات

فيما قال عبد المنعم عبد المقصود ـ محامى جماعة الإخوان ـ إن الاتجاه الغالب بين محامى الإخوان هو مقاطعة الانتخابات خاصة أن الإخوان قاطعت انتخابات بعض النقابات خلال الفترة الماضية، مؤكدا أن الجماعة ما زال لها تواجد داخل النقابات المهنية ومنها المحامين، إلا من يحكم على شعبيتها هم جموع المهنيين من خلال الانتخابات والأصوات.

وتنتهى مدة مجلس النقابة الحالى فى شهر نوفمبر المقبل، حيث تنص المادة (136) من قانون المحاماة على أن: "تكون مدة مجلس النقابة أربع سنوات من تاريخ اعلان نتيجة الانتخابات وتجرى لتجديد المجلس خلال الستين يومًا السابقة على انتهاء مدته، ولا يجوز تجديد انتخابات النقيب لأكثر من دورتين متصلتين فى ظل هذا القانون"، وكانت انتخابات النقابة الأخيرة أجريت فى 20 نوفمبر 2011، لتنتهى مدة المجلس فى نفس التاريخ من عام 2015 الجارى، وتبدأ إجراءات الدعوة للانتخابات قبل هذا التاريخ بـ60 يوما، أى خلال شهر سبتمبر المقبل.

أحقية سامح عاشور فى الترشح

وردا على ما أثاره بعض محامى الإخوان حول عدم أحقية سامح عاشور فى الترشح بالانتخابات القادمة باعتبار أنه تولى منصب النقيب فترتين متتاليتين وأن دورة انتخابات 2009 لم تكتمل بسبب صدور حكم قضائى بحل المجلس، قال "عاشور"، إنه يحق له الترشح فى الانتخابات القادمة، موضحا أن قانون المحاماة ينص على عدم جواز ترشح النقيب لأكثر من دورتين متصلتين، وأنه إذا ترشح الانتخابات المقبلة، ستكون المرة الثانية وليست الثالثة، فى إشارة إلى أنه لم يكن نقيبا للمحامين فى الدورة السابقة التى فاز فيها حمدى خليفة النقيب السابق، والذى لم يكمل مدته.