بعد مرور 3 أعوام على رحيله.. "عمر سليمان" الغائب الحاضر.. وصف البرادعى بأنه ليس من المعارضة.. وتنبأ بفوضى بعد تنحى "مبارك".. وغزوة الصناديق ودستور الإخوان أثبتا أن الشعب لم يكن مؤهلا للديمقراطية

الإثنين، 20 يوليو 2015 12:41 ص
اللواء عمر سليمان

كتب عبد اللطيف صبح - كرستين سامى
حلت أمس الأحد الذكرى الثالثة لرحيل اللواء عمر سليمان رئيس جهز المخابرات العامة ونائب رئيس الجمهورية الأسبق، أو كما يُطلق عليه "ثعلب المخابرات المصرية"، لعب أدوارا هامة وغاية فى الخطورة لخدمة الدولة المصرية بل والمنطقة العربية بأسرها، كان أبرزها توليه ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية.

ولن ينسى الشعب المصرى صوت الراحل عمر سليمان، الذى كان نادرا ما يظهر بوسائل الإعلام بحكم منصبه، والذى ألقى عليهم خطاب التنحى والذى أُطلق عليه "خطاب خلاص الشعب"، بعد توليه منصب نائب رئيس الجمهورية فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك أثناء ثورة 25 يناير.

وبالرغم من مرور 3 أعوام على رحيله، 19 يوليو 2012، إلا أنه لا يزال الغائب الحاضر بتنبؤاته ومقولاته عن جماعة الإخوان المسلمين وبعض السياسيين والتى تتحقق الآن، حيث كان يرى أن ما يحدث فى ميدان التحرير ليس مجرد شباب ثائر يعبر عن مطالبه بالحرية والديمقراطية إنما كان يرى أن هناك مخطط لبث الفوضى بمصر لتنفيذ مخططات أجنبية لتقسيم المنطقة العربية، وهو بالفعل ما نراه الآن فى عدد لا بأس به بدول المنطقة بمباركة صهيوأمريكية ومشاركة بعض دول المنطقة نفسها.

البرادعى وعلاقته بالإخوان



وفى حوار له فى شهر فبراير 2011 على قناة ABC الأمريكية وبعد لقاءه الشهير بأحزاب المعارضة المصرية وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، المحظورة فى هذا الوقت، لبحث مطالبهم بتعديل مواد الدستور وحل مجلس الشعب، أكد الراحل عمر سليمان أن الدكتور محمد البرادعى مؤسس الجمعية الوطنية للتغيير لم يتم دعوته للحوار، مضيفا أنه ليس من المعارضة، ووصفه بأن له مجموعته الخاصة المتصلة بجماعة الإخوان، وأن الإخوان أنفسهم هم من طلبوا فتح الحوار دون وجود البرادعى.

وبعد مرور أكثر من 3 أعوام على إجراء الحوار مع ثعلب المخابرات، وأكثر من عام على رحيل اللواء عمر سليمان، وبالتحديد بعد فض اعتصامى جماعة الإخوان، أكد الدكتور محمد البرادعى فراسة الراحل عمر سليمان عندما قرر أن يترك منصبه كنائب لرئيس الجمهورية ويغادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية اعتراضا على فض تجمع الجماعة الإرهابية بالقوة ليثبت أن له مجموعته الخاصة كما ذكر مدير المخابرات العامة السابق.

عمر سليمان تنبأ بانتشار الفوضى بعد تنحى مبارك



وفى نفس الحوار مع القناة الأمريكية، ردا على سؤال المذيعة حول رؤيته لتصريحات الإدارة الأمريكية بضرورة تنحى الرئيس الأسبق مبارك، قال سليمان "لا نريد اضطرابات فى بلدنا الآن، وإذا أعلن الرئيس مبارك التنحى فى تلك اللحظة سيقوم البعض ممن لهم أجندة خاصة بشكل من عدم الاستقرار"، لافتا إلى أن التيار الإسلامى هو من يدفع الشباب باليمن وسوريا والأردن وتونس للغضب والثورة.

ولم يمر على إجراء الحوار عاما واحدا وتمكنت جماعة الإخوان من سرقة حلم 25 يناير بأهدافه من عيش وحرية وعدالة اجتماعية ووصلت إلى مقاليد الحكم مرورا على جثث الشهداء وأحلام الشباب، والتى كانت بداية فترة عدم الاستقرار التى عاشتها مصر كما تنبأ اللواء الراحل.

مؤمنون بالديمقراطية فى الوقت الذى يمتلك فيه الشعب ثقافتها



وفى جزء آخر من الحوار مع القناة الأمريكية قال نائب رئيس الجمهورية الأسبق أن المصريين والحكومة المصرية يؤمنون بالديمقراطية ولكن فى الوقت الذى يمتلك فيه الشعب ثقافة الديمقراطية، موجها رسالة للشباب بميدان التحرير فى ختام الحلقة قائلا: "عودوا إلى منازلكم وتابعوا أعمالكم وسنحقق ما وعد به مبارك وأعيدوا السياحة وحافظوا على اقتصادكم".

وكأن الشعب المصرى كتاب مفتوح أمام سليمان الذى قالها بشكل غير مباشر بأن المصريين غير مؤهلين للديمقراطية، وهو ما أثبته غالبية الشعب المصرى فى العديد من الممارسات الديمقراطية بداية من الاستفتاء على التعديلات الدستورية يوم 19 مارس 2011 "غزو الصناديق"، مرورا بالتصويت بانتخابات البرلمان فى العام ذاته والتى حصد الإخوان غالبية المقاعد فيها، وصولا إلى الاستفتاء على دستور الإخوان عام 2012، حيث جاءت النتيجة فيهم جميعا بالموافقة بأغلبية بعد إقناع نسبة لا بأس بها بأن الموافقة على تلك التعديلات والتصويت لصالح الجماعة هو واجب شرعى على كل مسلم.

ولم يمر عام على وصول الإخوان للحكم حتى ثار عليهم المصريون ليكتشفون أنها كانت تجربة مريرة لا علاقة لها بالديمقراطية المزعومة المغلفة بالشعارات الدينية، بالرغم من موافقة غالبية المصريين ممن لهم حق التصويت على تلك الخطوات وبمنتهى الشفافية، مما يؤكد كلمة الراحل "المصريين والحكومة المصرية يؤمنون بالديمقراطية ولكن فى الوقت الذى يمتلك فيه الشعب ثقافة الديمقراطية".



وفى حوار آخر مع التليفزيون المصرى فى نفس الشهر من عام 2011، قال عمر سليمان أنه عندما يكون هناك تظاهرات كبيرة لا يستطيع أحد انتقاء الشريف من غير الشريف، وأن هناك مجموعات داخل مصر لها أجندات خاصة لاستغلال ثورة الشباب فى توجيههم دون أن يدروا لتنفيذ تلك الأجندات الأجنبية والإخوانية وأخرى خاصة برجال أعمال.

وبعد أكثر من 4 أعوام على ثورة يناير 2011 وعامين على ثورة 30 يونيو 2013، ظهرت الأجندة الأخيرة التى تحدث عنها الراحل عمر سليمان والتى لم يكن يراها غيره وهى أجندة رجال الأعمال، والذين بدأوا بالفعل فى توجيه أسلحتهم الاقتصادية والإعلامية فى وجه الدولة المصرية للحفاظ على مصالحهم الرأسمالية والتى تتعارض بالقطع مع أحد أهداف ثورة يناير الرئيسية وهى العدالة الاجتماعية.




وفى تسجيل صوتى على موقع "يوتيوب" منسوب للواء عمر سليمان يقول فيه أن أيمن نور مؤسس حزب الغد ينفذ تعليمات أمريكا مثل الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مجلس أمناء مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية.

ويضيف سليمان خلال التسجيل الصوتى "عمرنا ما كنا ولا هنبقى أصدقاء لأمريكا، وهم يريدون تهييج الشعب على النظام، وهييجى فى يوم يعملوا معانا زى ما بيعملوا مع سوريا من ضغوط، ولا يجب أن ننسى أن ما يحدث فى دارفور وسوريا ولبنان هدفه مصر، والأمريكان عينهم على مصر، ونحن نؤخر المواجهة فقط لحين تحسن الأمور".




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة