د. أحمد كمال الدين يكتب: قصة لا تنتهى

الخميس، 02 يوليو 2015 10:04 ص
د. أحمد كمال الدين يكتب: قصة لا تنتهى د. أحمد كمال الدين استشارى التدريب وتطور الموارد البشرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تبدأ القصة ولم أكن أنا من الأصل فى الحسبان، وكذلك كل من يقرأ هذا المقال الآن..


وعفوا ليس هذا باستهجان ولا بخروج عن حدود الذوق واللياقة وحديث الإنسان للإنسان، لكنه أمر واقع مر وسيمر بالجميع سواء من هو حى يرزق الآن أو من هو من بعد رحمة ربى فى رحاب الجنان، أو حتى من هو فى علم الرحمن.

كنت أنا وأنت مجرد كلمة فى كتاب مسطور ونطفة فى عالم الأرحام لانعرف هل تتحول إلى علقة أم تدخل فى عالم النسيان، ولكن بفضله وكما قال سبحانه تحولت النطفة إلى علقة وأصبحت العلقة مضغة ثم عظمًا ثم كساها ربى لحما، ومع صرخات أمى وأمك وبألم لايضاهيه وجع نزلنا لعالم الأحياء نبكى ولا يفرق بينا سوى تاريخ البكاء، الذى يعرف بيننا بتاريخ الميلاد، ومع وجعها وبكائنا فنحن أعظم أسباب فرحها..

وهنا تشكلت الحقيقة، التى سوف أتحدث عنها

ولكنه لن يكون مجرد حديث فهو إحساس ممزوج بالدموع والابتسامات فهى ليس مجرد لحظات، بل هى أيام وشهور وسنوات بدأت عندما حملنى أبى وحملك أباك بين يديه وقبل جبينك وجبينى وأذن فى الأولى وكبر فى الثانية الله أكبر الله أكبر ليبدأ لك ولى حياة على طاعة الرحمن وسنة خير الآنام محمد بن عبد الله، الذى افتقد هذه اللحظة فلقد مات أبوه من قبل أن يرى وجه الجمال المنير أكثر من ضياء السماء وجه الحبيب عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام وهنا، احمد واشكر ربك أن جعل لك أبًا يحيا ويأخذ بيديك، ويا من افتقدته قبل أن ترى عينيك الحياة فلا تحزن فالحبيب المحبوب، كما قلنا، لم ير أباه وكذلك فعل معك ربك فأبتسم واحتسب أن يجمعه معك ومعانا فى ربض الجنة مع صاحب الخلق السليم.

أبى..

وحدك ملكت مفاتيح نفسى ووكلك ربى لتشكل جنبات شخصى فأنت من رسمت طريقى بريشة الفنان، الذى يبحث عن عطر الإبداع الممزوج بصفاء القلب ورقى وسمو الأخلاق لتحمينى من شيطانى الذى بدأ يوسوس لنفسى أول ما اشتد عودى محاولا اقتحامى واختراق جنباتى بل والقضاء على إنسانيتى بل ربما حاول أن يحرمنى من دينى، ولكن أنت يا أبى قد حصنتنى على قدر استطاعتك بحصن الرحمن فلا أحد من الأخطاء معصوم، ولكننا تعلمنا على أيديهم كيف نقاوم ونبتعد قدر الإماكن عن شياطين الأنس قبل الجان وأن أخطاءنا فلنا رب يسمى نفسه الغفار.

أبى كيف أقُدرك وما الذى يجعلنى أوفيك حقك، ضحيت لأجلى بكل غال ونفيس كتبت على نفسك التعب من أجعل راحتى، أجلستنى بين يديك وضممتنى لصدرك وعلمتنى وجعلتنى بين الناس رجلا فهل لى أن أوفيك حقك.

أراك وقد أصبحت كما كنت أنا فى طفولتى أحبى أحتاجك تأخذ بيدى لأمشى، أتذكر نظرتك التى تحتوينى وأحاول الآن أن أنظر إليك ولو نصف جمالها.. أبى كان أغلب أصدقائى يتركون البيت وقت حضور آبائهم ولكن أنت جعلتنى أعشق جلستى معك أتذكر يا أبى مقالات صلاح منتصر وعبد الوهاب مطاوع ودروس الشيخ الشعرواى؟؟ وأنت تُسمعنى إياها وتقرأها معى.. لن أنسى قولك لى

"أبقى ما يبقى من الإنسان كلمة فتخير يا ابنى ما تقول"

أخذتنى من يدى حينما رسبت فى دراستى وشجعتنى ورفعت من همتى وبعدها جاهدت لتدخلنى مدرسة المتفوقين بعد أن جعلتنى أستحقها وتدعو لى الآن قائلا اللهم ارزقه القبول فى الأرض والسماء فلا أتعجب وأنا أسمع بفضل ربى كلمات الحب والإعجاب ممن أسعدنى ربى بالتحدث إليهم عبر المحاضرات أو شاشات التلفاز أو من يقرأون مقالاتى..

أبى علمتنى أن من يتواضع لله يرفعه وأن من يتكبر يخسفه وأن من يحفظ الله يحفظه وأن من يجتهد فلن يضيع الله أجره، وأن من يحتسب لوجه الله عمله ويأخذ على عاتقه أن يكون للناس كالمصباح المنير والطريق المستنير، لايمكن أن يحرمه الله جنته، أبى كيف أوفيك حقك وأنت من علمتنى ببرك لوالديك أنه لاحياة ولا آخرة لمن لا يبر والديه.

أنصح نفسى وأنصحك إذا كان أباك بين الأحياء يرزق لا تضيع الوقت فالجنة فى دعوة منه ورضا يرضاه عليك ويا من أدمعت عينيك الآن بكاء على أبيك الذى رحل، فأسرع الآن وتصدق على روحه وأدعو له وأفرح بأن عملك موصول إليه سواء وهبته له أم لم تهبه فهو الذى علمك وربك لا يحرم عبدا أجره بل ويضاعفه له.

وإذا كنت يا أمى تقولى الآن وأين أنا! فلقد كنت رفيقة الكفاح وأساس التربية؟ فأقول لكى وهل لى أن أنسى من تكون الجنة تحت أقدامها فأنتى لاتستحقين مقالا وإنما تستحقين بحورا نسبح فيها ولن نستطيع أبدا أن نحوى فضلها.

انتظرى ولكى منا أكثر، مما يخطر أو يدور فى خلدكِ، فأنتى وأبى قصة لاتنتهي.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عمر عامر

تسلم ايدك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة