محمد توفيق سفير مصر بالولايات المتحدة: زيارة الوفد الإخوانى لم تحظ بأى اهتمام.. ما يقال عن استقبال الخارجية له غير صحيح..وإقبال كبير من المستثمرين الأمريكيين على الاستثمار بقناة السويس الجديدة

الخميس، 02 يوليو 2015 03:57 م
محمد توفيق سفير مصر بالولايات المتحدة: زيارة الوفد الإخوانى لم تحظ بأى اهتمام.. ما يقال عن استقبال الخارجية له غير صحيح..وإقبال كبير من المستثمرين الأمريكيين على الاستثمار بقناة السويس  الجديدة جانب من الحوار
أجرى الحوار بواشنطن - إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تولى الدكتور محمد توفيق سفير مصر بالولايات المتحدة الأمريكية منصبه فى فترة شديدة الحساسية خلال سبتمبر 2012 أثناء حكم الإخوان، وفى تلك الفترة مرت العلاقات المصرية الأمريكية بمنعطفات وقرارات، مثل تعليق المساعدات الأمريكية لمصر، لكنه رغم دقة كل هذه الظروف نجح فى إدارة العلاقة المصرية مع الإدارة الأمريكية.

اليوم السابع -7 -2015

«اليوم السابع» أجرت مع توفيق حوارا تناول خلاله العديد من الملفات المتعلقة بشأن العلاقة المصرية الأمريكية، ودور السفارة المصرية فى توضيح الصورة الحقيقية لمصر أمام المجتمع والإدارة الأمريكية، ووضع اللوبى الإخوانى هناك، وموقف الإدارة الأمريكية الحالى، ومستقبل العلاقات بين البلدين، ورؤية المستثمرين الأمريكان للاقتصاد المصرى، وحجم الإقبال المتوقع على مشروعات قناة السويس، وملف الانتخابات البرلمانية، وخطوات إعداد أبناء الجالية المصرية للمشاركة الفعالة، وإلى نص الحوار...
توليت منصبك كسفير لمصر لدى الولايات المتحدة الأمريكية فى فترة شديدة الحساسية شهدت حكم الإخوان و30 يونيو والتصريحات الأمريكية بوقف المساعدات لمصر..

كيف أدارت السفارة المصرية علاقتها مع الإدارة الأمريكية خلال هذه الفترة؟


- هذه المرة الثالثة التى أتولى فيها منصب سفير، والعمل الدبلوماسى فى الأساس مهمة وطنية لخدمة مصالح مصر الاستراتيجية، والتى ترتبط بعلاقاتها مع الدول الأخرى، وهى علاقات طويلة الأمد لا تتوقف عند ظروف معينة بل تكون هناك خطة شاملة طويلة المدى لعمل السفارة على جميع المستويات، ولم تتوقف لقاءاتنا مع ممثلى الإدارة للتعبير عن الموقف المصرى بوضوح ونقل صورة صحيحة عن الأوضاع فى مصر.
فترة حكم مرسى كانت فترة صعبة بالنسبة لنا وكان علينا مهمة الحفاظ على كيان الدولة المصرية، وعلى صورة مصر، وعلى علاقتنا مع أمريكا باعتبارها قوة سياسية واقتصادية عظمى فى العالم، والتواصل المستمر مع ممثلى الإدارة الأمريكية.

هل كانت هناك ضغوط من الإدارة الأمريكية على السفارة المصرية لتغيير الموقف المصرى من الإخوان؟


- لم تطلب الإدارة الأمريكية منا هذا، ولم تحاول التدخل فيما يصدر من أحكام بصدد قيادات الإخوان ،والسفارة امتداد للدولة بالخارج، ونحن بالطبع لا نسمح لأحد أن يمارس ضغوطا لفرض رؤيته على الإدارة المصرية، أو التدخل فى الشأن الداخلى، مهمتنا شرح الحقائق.

كان على عاتق السفارة المصرية دور كبير منذ أحداث ثورة 30 يونيو لنقل الصورة الصحيحة عن مصر فكيف تعاملتم مع وسائل الإعلام الأمريكية خلال تلك الفترة؟


- بدءا من 3 يوليو كثفنا حديثنا للمجتمع الأمريكى لشرح ما يجرى فى مصر وأهداف الثورة المصرية، وبالفعل تلقيت طلبات من مؤسسات إعلامية كثيرة ووكالات أنباء ترغب فى التحدث معى عن حقيقة الأوضاع بمصر، فالتقيت بممثلى «رويترز، وسى إن إن، وواشنطن بوست، والنيويورك تايمز»، وشرحت أسباب الثورة على حكم الإخوان والتطورات التى أدت لهذا الوضع.

اليوم السابع -7 -2015


إذن ما دور السفارة فى الرد على المغالطات التى تنشر فى بعض الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية؟
- بداية لابد أن أنوه هنا لشىء وهو أن تحركات السفارة ومواقفها ليست معلنة لأن جزءا من عملها لخدمة المصالح المصرية غير معلن، ولدينا تواصل جيد مع جميع وسائل الإعلام بواشنطن، ونحن فى مجتمع مفتوح هنا، لكل إنسان حرية فى التعبير عن آرائه وهناك جرائد تأخذ خط النقد والهجوم على مصر ومصرة أن الصورة فى مصر خطأ، ولكن بداية من يوليو 2013 تنبهنا لضرورة أن يكون لدينا أدوات للرد على هذا، ووضعنا خطة للتحرك الإعلامى، فنتابع ما ينشر أو يذاع بكل الوسائل الإعلامية ونحلله جيدا ونرد من خلال أحاديث أو مقالات توضح الحقيقة، وفى الفترة الأخيرة كانت هناك انتقادات عديدة لنا فى صحيفتى الواشنطن بوست والنيويورك تايمز حول ما يحدث فى مصر ومحاكمة مرسى وغيرها، وهنا قامت السفارة بنشر الرد ببعض الجرائد وعن طريق موقعنا أيضا والفيس بوك، وقد أنشأنا شبكة على مواقع التواصل الاجتماعى وكثفنا اتصالاتنا من خلال الفيس بوك وتويتر والإيميل، ولدينا صفحة على الفيس بوك نعرض فيها كل ما يحدث فى مصر والرد على ما ينشر بشكل مغلوط، ونحن حينما ننشر ردا على صحيفة معينة ننجح فى الوصول إلى 100 ألف قارئ وزائر لموقع السفارة وصفحتنا على الفيس بوك، ولدينا متابعة دورية لقياس حجم وعدد الزائرين لموقعنا وصفحتنا يوميا، ولدينا تنوع كبير على الموقع لجذب القارئ، وفى بعض الحالات نتواصل مع إدارة الصحيفة أو القناة الفضائية مباشرة للرد على المغالطات.


اليوم السابع -7 -2015

ما القنوات التى تتواجدون من خلالها داخل المجتمع الأمريكى، وما مدى قدرة السفارة المصرية على الوصول لمراكز صنع القرار الأمريكى لتحقيق الصالح العام لمصر؟



- السفارة تتحرك داخل المجتمع الأمريكى من خلال دوائر عديدة، أولا وسائل الإعلام، ثانيا مراكز الأبحاث فى الولايات المختلفة مثل مركز معهد السلام الأمريكى بواشنطن وهو تابع للحكومة الأمريكية، وحريصون على التواجد بها فنقوم بزيارات دورية، وألقى محاضرات بنفسى عن الأوضاع فى مصر وتوضيح الصورة المصرية، ثالثا الجامعات الأمريكية مثل جامعة هارفارد أجريت بها العديد من اللقاءات عن موقف مصر من المحاكمات للإخوان وأسبابها، أيضا ألتقى بالطلاب بجامعة ميامى وهى منطقة بعيدة عن الأحداث وتحتاج توضيحا للأحداث وأقوم مع وفد من السفارة بزيارات دورية للولايات المختلفة تشمل لقاء ممثلى الحكومة الأمريكية هناك، ولقاءات مفتوحة بالجامعات الكبرى وزيارة مقرات الصحف والمؤسسات الإعلامية.

ولكن لا نغفل أن عملية صنع القرار الأمريكى عملية معقدة، فالقرار يصدر بناء على درجة كبيرة من التوافق بين الإدارة الأمريكية والكونجرس، إلى جانب مراكز الأبحاث التى لا يزال بعضها تموله جهات خارجية معينة وتتبنى موقف الإخوان، ووسائل الإعلام لديها أيضا تأثير قوى، وبالتالى فهناك عوامل عدة تؤثر فى القرار الأمريكى.

هل لديكم خطط مستقبلية لمزيد من التواجد المصرى والتواصل مع المجتمع الأمريكى؟


- العمل فى الولايات المتحدة 24 ساعة فى اليوم وفرص الإنجاز كبيرة ومفتوحة أمامنا، وبالتأكيد نحن نطور أدواتنا حسب المستجدات السياسية.

ماذا عن دور الجالية المصرية؟ وما درجة التواصل بين السفارة وبين الجالية؟


- من أهم دوائر اتصالنا هنا فى الولايات المتحدة الجالية المصرية، فهى تقوم بدور مزدوج فهم مواطنون أمريكيون هنا يتفاعلون مع المجتمع المحيط بهم ويمكنه نقل الصورة الصحيحة عن مصر، والإجابة عن أسئلة كثير من الأمريكيين، وبالتالى لهم دور كبير جدا فى التأثير على الرأى العام، وقد قامت بدور كبير فى دعم الرئيس السيسى خلال زيارته إلى نيويورك فى سبتمبر الماضى وإبراز شعبيته.

كما أن لهم الحق فى الاتصال المباشر بأعضاء الكونجرس، وبالتالى يمثلون قوة ضغط على دوائر صنع القرار فى الولايات المتحدة.

كما أن هذه الجالية يمكن أن تفيد مصر، ونحن على درجة كبيرة من التواصل معهم ونعقد لقاءات دورية معهم للتعرف على إمكانياتهم وكيفية توجيهها والاستفادة بها، كما أننا نستقبل رسائلهم ومشكلاتهم من خلال عدة وسائل، ونبعث برسالة شهرية للجالية عبر صفحتنا على الفيس وموقعنا الإلكترونى تتضمن أهم أخبار مصر وتطورات الأوضاع هناك، وما يتعلق بأمور الجالية مثل جوازات السفر وبطاقات الرقم القومى، كما ننظم رحلات لأبناء الجالية لمصر.

بعض أبناء الجالية المصرية هنا لديهم مشكلات تتعلق باستخراج جوازات السفر وبطاقات الرقم القومى والأوراق الخاصة بالتجنيد وتستغرق وقتا طويلا.. ما دور السفارة فى حل هذه المشكلات؟
- فيما يتعلق بمشكلة الرقم القومى الذى من المفترض استخراجه فى مصر فهناك لجنة من وزارة الداخلية تأتى للسفارة ومقار القنصليات بالولايات المتحدة بصفة دورية حينما يصل عدد طالبى استخراج البطاقة إلى 500 طلب وتقوم بإنهاء إجراءات البطاقات.. وآخر لجنة كانت هنا منذ 3 أسابيع.

هل كان الوضع مختلفا فترة حكم الإخوان على مستوى النخب السياسية هنا والشارع الأمريكى؟ وما موقف الإدارة الأمريكية من تغير الأوضاع السياسية فى مصر؟


- بالطبع وقت حكم الإخوان كانت هناك حالة تأهب وقلق فى الولايات المتحدة ومخاوف مما قد تفعله الجماعة بمصر وهل ستتحول لأفغانستان أخرى، حيث إن المجتمع الدولى كان ينظر لمصر على أنها مصدر استقرار المنطقة، فإذا تحولت لمصدر اضطراب يصبح الوضع خطيرا، هذا القلق كان مسيطرا على مستوى الإدارة والنخب السياسية بأمريكا والشارع الأمريكى أيضا التى تمثل له مصر وجهة سياحية مهمة.

كيف تقيم العلاقات المصرية الأمريكية حاليا خاصة أن الولايات المتحدة لم تحبذ عزل محمد مرسى فهل تأثرت العلاقات بين البلدين؟


- العلاقات المصرية الأمريكية تتمتع بأسس قوية مبنية على المصالح المشتركة بين البلدين قد تمر هذه العلاقة بمنعطفات وهذا أمر طبيعى بين أى بلدين والعبرة بكيفية إدارة أى اختلافات فى وجهات النظر، ولكن العلاقات الآن جيدة جدا وتخطينا صعوبات كثيرة وتتطور للأفضل، فالتعاون فيما يتعلق بالتسليح يسير فى مساره الطبيعى، وهناك برنامج محدد لتسليم المعدات الخاصة بالتسليح، فى توقيتات محددة.
عقد السيسى صفقات على الصعيدين العسكرى والاقتصادى مع فرنسا والصين بالإضافة لقيامه بالعديد من الزيارات لروسيا وبرلين وغيرهما..

اليوم السابع -7 -2015

كيف ترى تأثير هذا التوجه على العلاقات المصرية الأمريكية؟


- أمر طبيعى أن يكون لدولة بثقل وحجم مصر علاقات جيدة بدول العالم المختلفة، وهذا علامة على نجاح السياسات الخارجية للدولة، ومصر دولة مركزية لابد أن تحافظ على علاقاتها بالدول الأخرى، ولكن ما حاولنا إيضاحه من خلال لقاءاتنا الدبلوماسية المصرية الأمريكية هو أن علاقة مصر مع أى طرف لا تؤثر على العلاقات الأمريكية.

استعادة مصر لعضويتها بالاتحاد الأفريقى وترشحها لعضوية مجلس الأمن.. ما تأثير ذلك على وضعها دوليا؟


- هذه الإجراءات بالإضافة للاتفاق الذى تم مؤخرا بشرم الشيخ بإنشاء منطقة تجارة حرة للشرق والجنوب الأفريقى برعاية مصرية تساهم بشكل كبير فى تقوية وضعها الدولى وإعطاء صورة إيجابية عن مصر، والتأكيد على أن السياسة المصرية تسير فى الاتجاه الصحيح.

صف لنا رد الفعل الأمريكى تجاه زيارة الرئيس السيسى للكاتدرائية لتهنئة البابا بعيد الميلاد الماضى؟


- كانت خطوة إيجابية جدا تركت انطباعا إيجابيا لدى الرأى العام الأمريكى ولاقت قبولا وترحيبا من أبناء الجالية المصرية هنا، لأنه بعث برسالة قوية للعالم أن مصر آمنة وموحدة.

ما المشروعات القادمة لتوطيد العلاقات المصرية الأمريكية من ناحية والاستفادة من بعض التجارب الناجحة بالمجتمع الأمريكى من ناحية أخرى؟


- هناك العديد من المشروعات لكنها فى طور الإعداد والتفاوض بشأنها، فهناك اتفاقية للتآخى بين مصر ومدينة ميامى لأنها مدينة متميزة فى إدارتها ولديها أفكار جيدة فى إعادة تدوير المخلفات وتحويلها لمورد اقتصادى للمدينة، وأيضا حل أزمة المرور، وبالتالى يمكننا تبادل الخبرات فى هذا الصدد، وفى زيارة أخرى لنا لمدينة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا التى كانت من أكثر المدن تلوثا فى الولايات المتحدة ونجحت فى التحول لمدينة على درجة عالية من النظام والنظافة.

وهناك مشروع كبير بين مصر والولايات المتحدة فى مجال التعليم بالتعاون بين هيئة المعونة الأمريكية ووزارات التعليم العالى والخارجية والتعاون الدولى، حيث سيتم استقبال 19 ألف طالب مصرى بالجامعات الأمريكية خلال الخمس سنوات المقبلة، يبدأ فى بداية العام الدراسى الجديد وسيضم 3 أجزاء، الجزء الأول، تعليم عدد من الطلاب بالجامعات الأمريكية، والثانى التعاون بين الجامعات المصرية والأمريكية وتبادل الخبرات، والجزء الثالث تدريب الخريجين فى المجالات الحيوية مثل الهندسة وإدارة الأعمال، وجارٍ بحث أكثر المجالات التى تحتاجها السوق المصرية.

وهناك مشروع إنشاء «صندوق الأعمال المصرى الأمريكى» لتشجيع وتمويل إنشاء المشروعات الصغيرة والمتوسطة التى تفيد التنمية الاقتصادية فى مصر، وسيعلن قريبا عن بدء عمله وهى مؤسسة تضم فى مجلس إدارتها شخصيات اقتصادية مصرية وأمريكية بارزة بتمويل من الحكومة الأمريكية، وتصل ميزانيته فى السنوات الخمس الأولى إلى 300 مليون دولار، وهى جزء من برنامج المساعدات الأمريكية لمصر، وأيضا لا يقتصر على التمويل الأمريكى بل يهدف لمشاركة رجال الأعمال الأمريكيين والمصريين به أيضا.

ما موقف رجال الأعمال الأمريكيين من الاستثمار فى مصر؟


- العلاقات الاقتصادية المصرية الأمريكية تاريخية وتتمتع بأهمية خاصة، حيث بلغ الاستثمار الأجنبى المباشر فى مصر من الشركات الأمريكية قيمة 20.3 مليار دولار تقريبا فى يونيو عام 2014، والذى يمّثل %31.6 من الاستثمار المباشر للولايات المتحدة فى أفريقيا، وتعد أمريكا ثانى أكبر مستثمر أجنبى مباشر فى مصر بعد المملكة المتحدة، وقد كان لمؤتمر شرم تأثير كبير على تشجيع الاستثمار الأمريكى فى مصر أكثر، وهناك عدد كبير من المستثمرين الأمريكيين، وأبناء الجالية المصرية هنا لديهم الرغبة فى الاستثمار فى مصر خاصة مشروع قناة السويس حتى قبل إعلان انتهائه رسميا، وألمس هذا من خلال لقاءاتى مع رجال الأعمال هنا، ولديهم ثقة كبيرة بمناخ الاستثمار فى مصر هناك مشروع مهم فى مصر وهو ابتكار عقار جديد ابتكرته شركة أمريكية للقضاء على فيروس سى، وهناك خطط مستقبلية للتوسع فيه حتى تصبح مصر رائدة فى مكافحة هذا المرض.

هل هناك مبادرات لتدعم أسعار هذا العقار؟


- هناك نقاشات داخل الحكومة المصرية لتوفير الدعم فى بعض الحالات.

ماذا عن الاستثمار فى قناة السويس الجديدة؟


- بدأنا هنا من خلال السفارة الترويج لمشروعات قطاع قناة السويس، وهناك إقبال وترحيب من قبل المستثمرين الأمريكيين، وهناك بالفعل استثمارات أمريكية ستتم خلال الفترة القليلة القادمة فى قطاع الطاقة والأدوية والجالية المصرية بأمريكا متوقع لها دور ريادى فى هذا المجال، وسيتم الإعلان عن استثمارات جديدة فى هذا القطاع وتعاون مستقبلى بين شركات أمريكية ومصرية لتطوير صناعة الأدوية.
ما أكثر المواقف الصعبة التى مررت بها ووضعتك فى حرج مع الإدارة الأمريكية خلال فترة عملك؟
- على الدبلوماسى الاحتفاظ بأقصى درجات الهدوء والحكمة فى عمله، لكن بلا شك كانت هناك مواقف مستفزة وصعبة، فمن أصعب الفترات التى مرت على السفارة كانت وقت صدور قرار تعليق المساعدات الأمريكية لمصر، فكان هذا القرار بمثابة عقبة فى مسار العلاقات المصرية الأمريكية، والمواقف الاستفزازية التى أتعرض لها هى المغالطات التى تنشر فى بعض وسائل الإعلام، وأجد إصرارا من البعض على اتخاذ نفس الموقف بناء على معلومات غير دقيقة، ونتحرك بالرد ونعقد لقاءات مع مجموعة التحرير فى بعض هذه الصحف مثل محررى الواشنطن بوست الذين عقدنا معهم عدة لقاءات حول ما يتم نشره.

هل كانت هناك استجابة بتعديل مواقفهم؟


- البعض يستجيب وله كتابات إيجابية تجاه مصر، ولكن للأسف نجد أن موقف مجالس تحرير بعض الصحف سلبى تجاه مصر، وهذا ما يعبرون عنه فى افتتاحية الجريدة، وهذا موقف تحكمه نظرة أيديولوجية عامة، فهم يقيمون الأوضاع فى مصر دون الأخذ فى الاعتبار الظروف الخاصة بها، ويرون أن هناك شكلا نموذجيا للعملية الديمقراطية ويتبعه عدد من الآليات لابد أن يتوفر وهو ما لم يتحقق فى مصر من وجهة نظرهم، لكن البعض له مواقف إيجابية.

ما موقف السفارة حيال قرار تعليق المساعدات؟


- السفارة كانت جزءا من التحرك المصرى بالتعاون مع الخارجية المصرية والرئاسة تجاه هذه الأزمة، وكانت هناك اتصالات مكثفة بدوائر صنع القرار الأمريكى، ووضحنا أن المساعدات الأمريكية لمصر هى جزء من كيان العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وبالتالى تخدم مصالح الطرفين ولدينا أهداف استراتيجية والتقينا عدة مرات مع أعضاء الكونجرس لقدرته على التأثير، والتقينا مع مسؤولين رفيعى المستوى من كل من البيت الأبيض ووزارة الخارجية والدفاع والخزانة للوصول لحل، وتواصلنا مع وسائل الإعلام للتعبير عن الموقف المصرى، وتواصلنا أيضا مع مراكز الأبحاث، والجالية المصرية قامت بدور وطنى تجاه مصر.

هل جرى نقاش مع الإدارة الأمريكية حول احتمالية زيادة المساعدات الأمريكية لمصر خلال الفترة القادمة؟


- حجم المساعدات حاليا مليار ونصف المليار دولار، والتفكير فى أمر زيادة المساعدات الأمريكية أمر غير مطروح للنقاش الفترة الحالية، أو على المدى القريب، لأن أمريكا لديها عجز شديد فى الموازنة وتقوم الآن بتقليص الإنفاق وهى أزمة كبيرة تمر بها.

ما موقف الكونجرس من الإخوان؟


- لم ألتق بعضو فى الكونجرس إلا وينتقد الإخوان نقدا شديدا.

ما السبب فى تغير الموقف الأمريكى من مصر للأفضل؟


- الرئيس السيسى له العديد من المواقف الحاسمة التى أثبتت بعد رؤيته وأن خارطة الطريق تسير بخطوات جادة، ويواجه الإرهاب بحسم ويتصدى للتطرف الفكرى بقوة، وله بعد رؤية فيما يتعلق بالتنمية الشاملة، ونحن نرى ما تم إنجازه بمشروع قناة السويس واهتمامه بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء، كما أنه لم يغفل التفاعل والتخاطب المباشر مع المواطن من خلال وسائل الإعلام.


اليوم السابع -7 -2015

زار وفد إخوانى الولايات المتحدة الأمريكية.. ما رد فعل الإدارة الأمريكية ووسائل الإعلام الأمريكية حيال تلك الزيارة؟


- الإخوان يحاولون الترويج لموقفهم من خلال هذه الزيارات فقد زاروها فى فبراير ولم يحظوا بلقاء أى من الإدارة الأمريكية سوى موظف بالخارجية.. وهدف الزيارة الحالية محاولة التواصل مع الإدارة، للضغط على مصر لإنقاذ قيادات الجماعة من أحكام الإعدام لكنها أيضا لم تلق أى اهتمام من قبل الإدارة الأمريكية أو تغطية من وسائل الإعلام، فما يقال عن استقبال الخارجية لهم غير صحيح.

هل لدى السفارة آليات لتتبع تحركات اللوبى الإخوانى بالولايات المتحدة الأمريكية.. وما مدى قوة تواجدهم هنا؟


- التواجد المصرى بأمريكا قوى وله ثقل ونحن نتتبع ونهتم برصد كل شىء يتعلق بمصالح مصر، وبالتالى نرصد تحركات اللوبى الإخوانى ولكن لا يقلقنا وجودهم لأنه تواجد هزيل وهش وهم فقط يحاولون الترويج لموقفهم من خلال الظهور فى بعض وسائل الإعلام، وتنظيم بعض المظاهرات الضعيفة فعددهم فى أى مظاهرة لا يتعدى 20 شخصا ويتواجدون فى بعض مراكز الأبحاث الممولة من جهات خارجية.

اليوم السابع -7 -2015


صرح السيسى بالإعداد لإنشاء وزارتين للعاملين بالخارج والمهن الحرفية.. كيف ترى أهمية هذا المشروع لأبناء الجالية المصرية؟


- العاملون بالخارج ثروة قومية لمصر لذا لابد من الاهتمام بهم.. وهذه الوزارات ستساعد على ربط المصرى بالخارج بمصر، ومن المهم وجود قنوات لتواصل المغترب مع بلده.

على صعيد المشاركة السياسية للجالية المصرية نجد أن نسبة قيد المصريين المقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة فى الانتخابات أقل كثيرا من أعدادهم هنا فكيف ستساعد السفارة فى تسجيل أكبر عدد ممكن من المصريين بالخارج فى الانتخابات المقبلة؟



- نحن حريصون على تشجيع المصريين بالولايات على المشاركة فى الانتخابات، وأهم شىء إمدادهم بالمعلومات والتوعية بأهمية المشاركة فى الانتخابات وطرق التسجيل بها، أما بالنسبة لتسهيل آليات المشاركة فهذا من اختصاص اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات والسفارة تحاول تبسيط وشرح هذه الآليات للمصريين، ونرسل رسائل تشجيعية للمشاركة فى الانتخابات ونحاول تسهيل عملية التصويت على المواطنين فمثلا نستخدم الخيام المزودة بالدفيات أثناء الشتاء، وتسريع عملية التصويت.


اليوم السابع -7 -2015

إذن ما أسباب ضعف الإقبال على المشاركة فى الانتخابات من قبل الجالية هنا؟


- أهم أسباب ضعف الإقبال بعد المسافات عن مركز التصويت فى السفارة والقنصليات، وضعف الوعى بأهمية المشاركة السياسية لأنهم لم يعتادوا على ذلك، ولكن هناك مؤشرات تدعو للتفاؤل، كما أن القواعد الخاصة بالتصويت فى الانتخابات السابقة كانت متغيرة وعندما تتبلور قواعد ثابتة سيسهل على المواطن اتباعها، كما أن البعض ليس لديه بطاقة الرقم القومى.


اليوم السابع -7 -2015

نحن حريصون على الاستعداد مبكرا للانتخابات البرلمانية من خلال المبادرة بحل هذه المشكلات، وفى هذا الصدد تم إيفاد لجنة من وزارة الداخلية بمصر لواشنطن منذ ثلاثة أسابيع لإنهاء إجراءات استخراج البطاقات لمن يحتاج، بالإضافة لحل مشكلة استخراج شهادات الإعفاء من التجنيد من خلال حضور لجنة من وزارة الدفاع إلى الولايات المتحدة لتسوية مواقف بعض الشباب من التجنيد، وحينما يتم إعلان موعد محدد للانتخابات سنقوم بحملة إعلامية كبيرة لتحفيز الجالية على المشاركة.


اليوم السابع -7 -2015

نحن مقبلون على انتخابات برلمانية.. ما درجة وعى واهتمام المواطن الأمريكى من ناحية والإدارة الأمريكية والمواطن المصرى من جهة أخرى بأهمية هذه الانتخابات وما توقعاتهم منها؟


- بلا شك أن درجة وعى المواطن المصرى بأهمية المشاركة السياسية تحسنت كثيرا وكان واضحا خلال الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على الدستور، أتوقع مشاركة أكبر حيث إن هذه المرة الأولى التى يتم فيها تخصيص مقاعد فى البرلمان للمصريين بالخارج مما يحفز على المشاركة، وفى النهاية درجة سهولة إجراءات التصويت فى الانتخابات البرلمانية القادمة ستحكم نسبة المشاركة.
أما فيما يتعلق بالإدارة الأمريكية فهناك ترقب لهذه الانتخابات التى تعد خطوة من خطوات استكمال خارطة الطريق لذا يتابعونها باهتمام بالغ، وحينما تم تأجيل الانتخابات خرجت فى وسائل الإعلام الأمريكية أوضح أسباب ذلك لتقديرنا لمدى اهتمام المجتمع الأمريكى بهذه الانتخابات.


اليوم السابع -7 -2015

ما رد الفعل الأمريكى حيال التأجيل الذى تم بهذه الانتخابات.. هل أقلقهم؟


- على العكس تماما التأجيل كان علامة صحية على سيادة القانون فى مصر فحينما تقرر المحكمة قرارا فإن الحكومة المصرية تلتزم به.

ما الدور الذى تقوم به السفارة لاسترداد القطع الأثرية المهربة؟


- فى هذا الصدد يتم التحرك على عدة مستويات بدءا من قاعة المزادات التى تتم فيها عملية البيع وعلى مستوى الحكومة الأمريكية والخارجية وجهاز الشرطة وعلى مستوى صالات المزادات والشركات التى تقوم بعملية الترويج الإلكترونى لهذه القطع وقد اتفقنا بشركة إى باى للبيع والشراء عبر الإنترنت بإيقاف الترويج للقطع الأثرية من خلال موقعها ونعقد مؤتمرات بالتعاون مع منظمات المجتمع المدنى للتوعية بهذه القضية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة