أحمد كمال موهبة من ماس تفتش عن المتعة دائما

الأحد، 19 يوليو 2015 08:30 ص
أحمد كمال موهبة من ماس تفتش عن المتعة دائما أحمد كمال
علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كل طلة له على الشاشة، ندرك أننا أمام موهبة نادرة، ثقيلة تنتمى لجيل العباقرة الذين يعون أهمية الإخلاص للمهنة، إنه الفنان «أحمد كمال» الذى يجسد دور «هارون» ذلك اليهودى العاشق لمصر فى مسلسل حارة اليهود.

هارون ليست بالشخصية السهلة فهى قد تبدو للبعض أنها شخصية أحادية شخص طيب مخلص لوطنه وأب حنون وقد يكون ذلك هو الملمح الخاص بالشخصية ظاهريا، ولكن هارون شخصية شديدة التركيب مليئة بالصراعات النفسية، فهو طوال الوقت فى حالة صراع داخلى يعتمل فى نفسه ويجب ألا يراه أحد حتى المقربون منه هارون يعشق كل شبر فى الحارة وناسها، يرغب فى أن يتطوع فى المقاومة رغم عمره المتقدم، ابنته واقعة فى غرام ضابط جيش مصرى وهو يتعامل مع العلاقة بكل رقى وتحضر انطلاقا من أن الأساس فى جميع تفاصيل الحياة هو إنسانيتها، وفى نفس الوقت ابنه موسى شديد العنصرية والتعصب صهيونى ويعمل ضد مصر التى تربى فيها، هل يطرده من جنته؟ كيف يتعامل معه فهو فى النهاية ولده، وزوجته تخشى وتخاف من كل تلك التناقضات، لذلك فهى متحفزة طوال الوقت وهى من داخلها يهودية ملتزمة، وموسى عليه أن يوازن من داخله بين كل هذه التناقضات، وهنا يظهر أحمد كمال الفنان صاحب الأداء الهادئ، ومدرب التمثيل والذى أطلق مدرسة خاصة باسمه، ملامحها البساطة الشديدة والعمق فى آن واحد، وأعتقد أنه من الفنانين القلائل الذين يتركهم المخرج يصولون ويجولون فى الشخصية لأنه على ثقة فى أنه سيأخذ الدور ويحلق به «راجع مشاهده مع ليلى وهى فى لحظات انهيارها، ومشهده مع صديق عمره الحسينى جسده سامى العدل وهو يحاول أن يهرب منه فيضع الجورنال أمام وجهه، ويحاول موسى أن تلتقى عيناه بعينى الحسينى».

فى ظنى أن أهم ما يميز الفنان الواعى أحمد كمال هو أنه لم يعش دائما فى دور أنه ضحية وأنه ظلم رغم موهبته التى لا تقارن بالكثيرين الذين يتصدرون المشهد، بل يبدو لى أنه اختار أن يتعامل مع فنه من منطلق العاشق الذى عليه أن يستمتع ليمتع من يشاهده وهى معادلة لا يملكها إلا مشخصاتى فى حجم أحمد كمال وموهبته التى تشبه «الماس» فى رقته وحدته وبريقه.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة