نقلا عن العدد اليومى...
هو واحد من هؤلاء النجوم المخضرمين، محمود الجندى والذى بدأ عشقه للفن منذ أن كان طفلا وشابا يقف على خشبة المسرح، الفن بالنسبة له مثل لحن موسيقى يشدو به - محمود من الممثلين القلائل الذى يعرف كيف يغنى ويؤدى بطريقة فنية صحيحة - ومن هذا المنطلق يتعامل الجندى مع الأدوار التى يقدمها، على الشاشة فالدور بالنسبة له جملة موسيقية يجب أن تكون لها بداية ووسط ونهاية، الجندى يعزف مع كل دور جديد «الكريشندو» الخاص به، وهو من هؤلاء النجوم الذين كلما تقدموا فى السن ازدادوا بهاء، ما بين شخصية «جبر» رئيس التحرير الانتهازى والمخادع فى مسلسل «بعد البداية»، وسالم الألفى الرجل البسيط شديد الطيبة والمهزوم فى علاقته بزوجته وأبنائه.. سالم الذى وقع فى غرام بنت الأكابر تجسدها سوسن بدر والتى رغم اختيارها له وحبها وتركها منزل أهلها لخاطره إلا أنها ظلت رغم زواجهما تشعره أنه أقل وأنها تنازلت وضحت عندما تركت عائلتها الأرستقراطية لأجله.. تلك الشخصية المحبطة فى علاقتها الخاصة وحتى علاقته بأبنائه وتلون أدائه ونظراته وصمته المحسوب بدقة، ورغبته الدائمة فى التحرر وصولا إلى تلك اللحظة التى وقع فيها الطلاق بينه وبين زوجته «هدى بعد وفاة محمود ابنهما، وما بين الانفعالات الداخلية للشخصية وصراعه ما بين الإحساس الدائم بالهزيمة قدم الجندى لحنه الخاص بأداء راق ومحسوب يملك الجندى حسا صوفيا خالصا لذلك يتعامل مع فنه من قلبه وبإخلاص متناهٍ، وهو ما يؤكده تألقه فى دور آخر مختلف ومغاير وهو «جبر» ورغم أن حوار العمل فى بعض المشاهد لم يكن يسعفه، عوض الجندى ذلك بلغة العين وحركة الجسد.. الجندى هو واحد من أهم «المشخصاتية» فى الفن المصرى، ونجم يجب أن نتوقف عنده فى كل دور يقدمه يضفى عليه من روحه المحبة للفن.. والذى نسج تفاصيل أدواره بمنطق الصوفى العاشق.
