صناع البهجة..سامية جمال.."سمرا" المتمردة على الواقع

الجمعة، 17 يوليو 2015 12:00 ص
صناع البهجة..سامية جمال.."سمرا" المتمردة على الواقع سامية جمال
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظهرت فى وقت كان الرقص فيه فن، وقت كان الناس فيه يستمتعون بأداء الراقصة المتناغم مع الموسيقى، لا بجسدها، فحققت نجاحًا كبيرًا، وشهرة واسعة حتى أصبحت أشهر راقصة فى مصر والوطن العربى منذ انطلقت ترقص على أكبر المسارح، وحتى الآن، ولا أحد يختلف على اسمها، أو فنها.

كان من الممكن أن تعيش سامية جمال حياة عادية، إذا رضيت بحياتها، وتأقلمت مع الواقع، خاصة بعد وفاة أمها وهى طفلة، وتلقيها معاملة قاسية من زوجة أبيها التى حولتها من مجرد طفلة تسعى للعب مع أقرانها، إلى خادمة ترعى شئون المنزل، إلا أنها رفضت حياتها بهذا الشكل، وانتقلت للعيش مع أختها وزوجها بعد أن بلغت سن الثالثة عشر، لكن المؤسف أنها لم تجد فرقًا بين الحياة فى البيتين.

لم تفكر سامية جمال فى أن قدرها الذى حتم عليها حياة قاسية، وأن عليها الاستمرار فيها، لكنها آمنت أنها تستحق حياة أخرى أفضل من حياتها فى بيت أختها، فتمردت ثانية وقررت أن تستقل بذاتها وهربت من المنزل، وتحقق لها ما طمحت إليه، إذ قادتها الصدفة للعمل فى فرقة "بديعة مصابنى" كراقصة تشارك فى التابلوهات الجماعية خلف بديعة مصابنى، حتى طلبت منها أن تقدم رقصة منفردة على المسرح، وألحت فى طلبها حتى وافقت بديعة وكان لها ما تمنت، إذ وقفت على المسرح بمفردها، وقدمت رقصة رائعة أبهرت الجمهور، ومن هنا لمع اسم سامية جمال كراقصة بارعة.

عملت سامية جمال على تطوير أسلوب الرقص الخاص بها، حيث تميز رقصها بالمزج بين الرقص الشرقى والرقصات الغربية، كما ركّزت على تقديم حالة من الانبهار للمتفرج من خلال الملابس والموسيقى والإضاءة والتابلوهات.

ولأن النجاح يتبعه نجاح، كان من الطبيعى، أن تفتح السينما ذراعيها لسامية جمال، بعد النجاح الذى حققته كراقصة، فجاءتها الفرصة أوائل الأربعينيات لتؤدى استعراض غنائى فى فيلم "انتصار الشباب" مع الفنان فريد الأطرش، وبعد النجاح الذى حققه الفيلم، قررت سامية جمال أن تقدم نفسها للسينما كممثلة، وليست راقصة، فتكون مع الفنان فريد الأطرش ثنائيًا فنيًا ناجحًا، فقدما معًا ستة أفلام.

وتوالت بعدها أفلام النجمة سامية جمال، وتميزت خاصة فى فيلم "الرجل الثانى" إخراج عز الدين ذو الفقار، الذى قدمت فيه دور "سمرا" وبرعت فى تقديم دور الأم التى تفوقت فى قلبها عاطفة الأمومة على عاطفة عشقها للرجل الوحيد فى حياتها، واستطاعت أن تنقل لك إحساس الأم المكسورة الحزينة على فراق ابنتها الوحيدة، والعاشقة المجروحة من حبيبها، وتراها فيلم "عفريته هانم" أو فيلمها "سكر هانم" إخراج السيد بدير، تجدها تقدم دور الفتاة المدللة المراهقة، فتصدقها، كما تصدقها فى جميع أدوارها، التى تثبت من خلالها أنها فنانة حقيقية.

قررت سامية جمال اعتزال الفن عقب تكريمها في مهرجان تولوز بفرنسا حيث أرادت أن تترك انطباعاً جميلاً لدى الجمهور عنها وبطريقة تناسب مشوارها الفنى الكبير، وهو ما تحقق لها.


موضوعات متعلقة..



صناع البهجة..نعيمة عاكف ..تمر حنة..لهاليبو يا وله










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة