ابن الدولة يكتب: الغارمات.. القضية التى جمعت وطنا.. الفكرة التى لاقت قبولا على المستويين الإعلامى والشعبى.. لاقت أيضا رد فعل فورى وقبولا من اللواء مجدى عبد الغفار

نقلا عن العدد اليومى...

تحتاج مصر إلى أفكار أولادها، تحتاج مصر إلى إخلاص فى القلوب يدفع كل عامل وموظف وقيادة وضابط وسائق إلى أن يجتهد فى التفكير بحثا عن فكرة جديدة من أجل إعادة بناء هذا الوطن، ودعم هذا المجتمع الذى لاقى وتعذب كثيرا فى الفترة الأخيرة، لا شىء أفضل من حالة التكافل المصرية التى تقوم على الصورة الرائعة للمجتمع الذى يشد على يده بعضه من أجل صناعة درع واق له ضد التفتت والتشرذم والانقسام.

لكل فئة فى مصر مسؤولية اجتماعية، إن تصدت لها وقامت بها سيغدو هذا المجتمع أفضل بدون شك، وأجمل المسؤوليات الاجتماعية تلك النابعة من القلب، لا التى تأتى بعد إصرار وإلحاح أو ضغوط من الدولة، فى الأسبوع الماضى انطلقت دعوة جديدة، فردية ومن القلب بعيدا عن الدولة وبعيدا عن رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدنى، دعوة ضابط شرطة برتبة نقيب وجهها لكل زملائه فى وزارة الداخلية بهدف إعلان نفير الخير فى قلوبهم من أجل إنقاذ الغارمات من الديون والسجون.

نقيب الشرطة أثناء تأدية خدمته صادفته حالات لسيدات فى سن كبيرة يدخلن السجن بسبب وصل أمانة أو شيك مقداره 1000 جنيه أو أقل، كان من الممكن أن يظل على حاله مشاهدا ومنفذا للقانون، ولكنه انتفض وقرر أن يشارك فى حل الأزمة ووجه دعوته بشكل شخصى من خلال صفحته على الفيس بوك داعيا من كل أفراد وزارة الداخلية تقديم جزء من ذكاتهم وتبرعات الوزارة من أجل إنقاذ الغارمات من السجون، الضابط منح دعوته تفسيرا وشرحا حول دور الشرطة الاجتماعى، وضرورة التدخل لحل بعض الأزمات من منبعها، ولاقت الدعوة قبولا من قطاعات مختلفة بعضهم اعتبرها دعوة خير تستحق التشجيع وبعضهم اعتبرها خطوة فى طريق المزيد من تحسين العلاقة بين الشعب والشرطة.

الفكرة التى لاقت قبولا على المستوى الإعلامى والشعبى لاقت أيضا رد فعل فوريا وقبولا من اللواء مجدى عبد الغفار الذى وجه إدارة العلاقات الإنسانية بالوزارة بسرعة التنسيق مع مصلحة السجون والضباط الذين يسددون أموال الغارمات فى أقرب فرصة حتى يخرجن قبل العيد. وقالت وزارة الداخلية، إنها تعتبر نفسها جزءا لا يتجزأ من الشعب المصرى، تعانى من آلامه، وتفرح لفرحه، تحاول جاهدة أن تدخل الفرحة والبهجة فى قلوب المصريين.

تحركات وزارة الداخلية الأخيرة بسبب هذه الدعوة الفردية، تتكامل مع خطوات صندوق تحيا مصر الذى أعلن فى اجتماعه الأخير تصديه لحل أزمة الغارمات فى السجون، تتضافر مع جهود الجميعات الخيرية الأخرى التى قطعت شوطا لا بأس به فى حل أزمة الغارمات، لتشكل كل هذه الخطوات معا صورة نموذجية لحالة من التعاون بين قطاعات الدولة المختلفة، شرطة ودولة، وشعب وجمعيات خيرية من أجل ما فيه صالح هذا الوطن.

تخيل لو أن كل قضية من القضايا التى تؤرق الوطن المصرى اجتمعت عليها هذه الفئات المختلفة بهذه الروح المحبة، وهذه الرغبة المخلصة فى الإنجاز وبناء الوطن، تخيل لو أن هذا حدث، هل ستحتاج مصر إلى أكثر من سنوات معدودة لتتخذ مكانها الثابت فى مقدمة الأمم كمجتمع متضافر ومتعاون ومتكافل ضد التفتيت والتشرذم.

موضوعات متعلقة:

- ابن الدولة يكتب: الرئيس بين المزايدين والغاضبين.. السيسى مشغول بأن تكون هناك عدالة وتنمية وحرية للجميع وليس لفئة على حساب أخرى
- ابن الدولة يكتب: الباحثون عن المصالحة مع الإخوان.. الإخوان يفضحون أنفسهم وجماعتهم ويعترفون للجميع بأنهم أهل الإرهاب

- ابن الدولة يكتب: مكافحة الإرهاب بين الغضب والحوار.. نقابة الصحفيين ومجلس الوزراء والأحزاب السياسية لابد أن يجلسوا على مائدة واحدة لمناقشة القانون الذى تحتاجه الدولة

- ابن الدولة يكتب: الردع أول خطوات مواجهة الإرهاب.. مواجهة الإرهاب تحتاج إلى توظيف فعلى للتكنولوجيا فى الكشف والتنقيب وأيضا فى المراقبة والمتابعة.. ولا مانع من أن يتم توظيف القمر الصناعى

- ابن الدولة يكتب: الردع أول خطوات مواجهة الإرهاب.. مواجهة الإرهاب تحتاج إلى توظيف فعلى للتكنولوجيا فى الكشف والتنقيب وأيضا فى المراقبة والمتابعة.. ولا مانع من أن يتم توظيف القمر الصناعى