دعاء عبد الله تكتب: أكل العيش.. حلو

الأربعاء، 01 يوليو 2015 02:05 م
دعاء عبد الله تكتب: أكل العيش.. حلو عمال - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما الحياة إلا مجموعة من الصور تترابط وتتداخل لتكون فى النهاية حياة كل فرد فينا وتحدد شكلها، وقد استوقفتنى هذا الصباح صورة من صور الحياة وبدت هذه الصورة مثالية إلى حد كبير لدرجة أننى شعرت أن كل ما يقال فى برامج التليفزيونات وما يبث من خلال شاشات السينما عن أن واقعنا أصبح هزيلا وشبابنا فى داخله فقير فى الأخلاق والثقافة ويتصاعد دوما مع خط الإنحطاط ما هو إلا تهويل إعلامى وخيال سينمائى هدفه تجارى بحت لا جدال.

فقد رأيت وجوها سمراء غطتها الشمس بلونها الحارق حتى يخيل لك أن هذه الوجوه تشع حرارة مثلها مثل الشمس، رأيت شبابا يحملون بضائع ثقيلة على أكتافهم ويطوفون بأعلى صوت فى كل مكان يعج بالإناث لعرض بضائعهم والدعاية لها بطرق مختلفه منها الطريف ومنها الواثق رأيت الهمة على وجوه هؤلاء الشباب فلا هزتهم حلوات الصباح ولا استفذت أخلاقهم ضحكات بنات الصباح، فالهدف واضح ومحدد ألا وهو " أكل العيش " فمن لديهم هذه القدرة الفائقة على ضبط النفس وهم الفقراء الكادحون يجعلنى أقف صارخه فى وجوه تلك الأفواه التى تدعى أننا ننحدر وشبابنا فى وضع خطر، فالخطر الحقيقى هو ما يخرج من أفواهكم والخطر الأكبر هو نفاق صرخاتكم، فالحقيقة التى يغيبها البعض هو أن الخير فينا ومنا طبعه أصيل وما غير ذلك هو علينا دخيل.

وهنا أرجو المعذرة من أسلافنا القدامى فلا أتفق معهم فى مقولة " أكل العيش... مر " بل هو حلو المذاق ويحسن الطباع والأخلاق وقادر على أن يحفظ شبابنا من كل أفواه النفاق، فتلك الصورة التى رأيتها هذا الصباح ورأيت فيها شبابا لم تنحنى أكتافهم من ثقل ما يحملون ولا هى هزيلة أجسادهم وفى المؤذيات غارقون، وعيونهم مثل صقور الصحراء تلمع تحت خيوط الشمس وغير البضاعه وأكل العيش لا يرون، تلك كانت صورة صباحية من سطح الحياة أخذتنى لمكان بعيد لا أعرف منتهاه ولكنها لحظات حياة تجردت فيها من كل المخاوف وأطلقت سراح ملامح الاستغراب لتترك وجهى وتتركنى انعم ببعض الاستجمام فى زمن قلت فيه لحظات الأمان..فلا هى سينما ولا شاشات تليفزيون بل بكل بساطة هو واقع رأته العيون فلا رتوش تخدش الصورة ولا حروف تجرح ملامحها، وستبقى يا صورتى الصباحية فى ذاكرتى صامده أمام كل مخادعى البصر وأفواه الكلام ستبقى عنوانى لهذا الزمان وحصنى المنيع وركن الأمان.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة